1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتقادات للسعودية عقب سجن 12 مشجعا شيعيا بحجة مخالفة اللوائح

١٧ أبريل ٢٠٢٤

تعرضت السعودية لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب سجنها 12 مشجعا شيعيا عقب ترديدهم هتافات وأناشيد دينية، بحجة مخالفتهم للوائح الرياضية. هذا الأمر أثار تساؤلات بشأن أمن المشجعين في المملكة، التي ستستضيف كأس العالم عام 2034.

أثارت واقعة اعتقال عدد من المشجعين في السعودية المخاوف حيال سلامة حضور الفعاليات الرياضية
أثارت واقعة اعتقال عدد من المشجعين في السعودية المخاوف حيال سلامة حضور الفعاليات الرياضيةصورة من: picture alliance / Anadolu

قال نشطاء إن سجن 12 مشجعا شيعيا في السعودية بسبب ترديدهم هتافات وأغنية إحياءً لذكرى مولد الإمام علي خلال مباراة، قد سلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المشجعون الذين يرغبون في حضور أحداث رياضية في السعودية التي تستضيف كأس العالم عام 2034.

وخلال مباراة بين الصفا والبكيرية أواخر يناير / كانون الثاني الماضي، جرى استجواب أكثر من مئة مشجع بعد تصويرهم وهم يغنون أغنية احتفاءً بمولد الإمام علي، لكن جرى إخلاء سبيلهم مع التحفظ على 12 منهم ومن ثم ترحيلهم إلى أحد السجون.

وصدرت أحكاما بالسجن لفترات تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة ضد الشيعة الموقوفين  الذين تمت معاقبتهم بموجب قوانين الجرائم الإلكترونية التي غالبا ما تُستخدم لمحاكمة الأشخاص الذين يرتكبون جرائم خارج نطاق القانون، فيما ترى منظمات حقوقية أن هذه القوانين تعسفية إذ يتم استخدامها لقمع الحريات.

واقع ممارسة الحرية الدينية بالمملكة

وفي مقابلة مع DW، قالت الباحثة المختصة بالشؤون  السعودية  في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، جوي شيا، إن هذه القوانين "تتضمن أحكاما فظيعة فيما يتعلق بقضايا حرية التعبير الأساسية. أي شيء يمكن تفسيره على أنه يرمي إلى زعزعة استقرار الدولة أو إهانة قادتها قد ينجم عنه عقوبات قاسية".

وأضافت " في نهاية الأمر، يمكن أن تكون (واقعة المشجعين) ذات بعد سياسي لتحديد المشجعين والهتافات التي يتم قمعها. هذا يمثل سيناريو مرعب حقا."

وتقول منظمات حقوقية إنه جرى استخدام هذه القوانين في السنوات الأخيرة لإصدار أحكام قاسية بالسجن أو حتى أحكام بالإعدام ضد أشخاص بسبب تغريدات تنتقد السياسة السعودية.

وقالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، ومنظمة القسط في بيان إن "القمع المتزايد الذي لم يستثن الملاعب والرياضة، يترافق مع الجهود التي تبذلها الحكومة لجذب الاستثمارات وإقامة المباريات الكبرى في كرة القدم".

كانت الاستثمارات السعودية في لعبة الغولف مثيرة للجدل تمامًا مثل الاستثمارات في كرة القدم، إن لم تكن أكثرصورة من: Steve Szurlej/AP/picture alliance

وأضاف البيان أن "اعتبار الأهازيج والأناشيد الدينية عبارات طائفية، هو تعد على الحريات الدينية، واستخدام للأنظمة والمواد القانونية بشكل تعسفي".

وفيما يتعلق بالواقعة الأخيرة، فإن جرم الشيعة الموقوفين لم يكن سوى الاحتفال بمناسبة دينية خاصة وأن نادي الصفا يقع في المنطقة الشرقية حيث يشكل الشيعة نسبة كبيرة من السكان. وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الشيعية في السعودية - ذات الأغلبية السنية- تتعرض للاضطهاد منذ سنوات. وعقب تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحديث البلاد، تعالت آمال الشيعية في تحسن وضعهم في البلاد.

بيد أن هذه الآمال قد تحطمت، وفقا لما ذكره طه الحجي، المحامي السعودي الذي يعيش في المنفى بألمانيا في الوقت الراهن.

وفي مقابلة مع DW، قال "سادت فترة من التفاؤل بين الطائفة الشيعية بأن الوضع سيكون أفضل وأقل قسوة بما يمهد الطريق أمام ممارسة شعائرهم، لكن يبدو أن نهج الحكومة الجديدة  هو التظاهر بقبول الآخر إذ في الواقع قامت السلطات بفرض المزيد والمزيد من القيود الصارمة سواء على الشعائر الدينية أو على حرية المعتقد".

ورغم عدم تمكن منظمات حقوقية من زيارة المشجعين الموقوفين في السجون، إلا أن جوي شيا أشارت إلى أن المعتقلين سوف يواجهون "إهمالا متعمدا وظروف مزرية" بما في ذلك عدم الحصول على الرعاية الطبية أو التواصل مع ذويهم.

"تجاوز الجمهور للوائح"

وأضاف الحجي، الباحث في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أن المعتقلين يمتلكون الحق في الطعن على الأحكام التي صدرت بحقهم، إلا أنه في ضوء أن المحاكم تديرها الحكومة، فإنه من المرجح عدم تغير الأحكام.

وشدد على أن التهم الموجهة ضد  المشجعين  ليس ذا طابع جنائي، قائلا: "الهتافات لم تتضمن أي استفزاز أو تحريض أو إساءة أو اعتداء على أي شخص".

ولم يتوقف الأمر على معاقبة المشجعين إذ أعلنت وزارة الرياضة  السعودية  حل مجلس إدارة نادي "الصفا" بالمنطقة الشرقية وإحالة أعضائه إلى الجهات المعنية.

وقالت الوزارة في بيان: "إشارة لما تم بصدده من تجاوزات قامت بها رابطة جمهور نادي الصفا بمخالفة المادة (1/8) من اللائحة الأساسية للأندية الرياضية التي نصت على (الالتزام بالأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة)".

مونديال عام 2034 ـ اختبار للسعودية

يتزامن هذا مع استمرار الزخم الرياضي في السعودية  على وقع الاستثمارات الضخمة في مجال الرياضة حيث استضافت المملكة العديد من الأحداث الرياضية الكبرى التي مرت بسلام دون عوائق تُذكر على المشجعين الأجانب الذين قصدوا السعودية.

ورغم ذلك، يقول مراقبون أن كأس العالم عام 2034 سيكون الاختبار الأكبر للسعودية إذ يُتوقع أن يسافر إلى المملكة أعداد كبيرة من مشجعي كرة القدم الذين اعتاد الكثير منهم على حرية التعبير مثل ارتداء شارة قوس قزح.

تقول منظمات إن الفيفا لا تمارس ضغوطا على السعوديةصورة من: Saudi Press Agency/Handout/REUTERS

الجدير بالذكر أنه خلال مونديال قطر عام 2022، أثارت حقوق المثليين واستخدام علم قوس القزح جدلا في الدولة الخليجية.

وفي تعليقيها، قالت شيا إن مثل هذه الأمور قد "تؤدي إلى مشاكل خطيرة."

كيف سيكون موقف الفيفا؟

وأضافت أن "حضور مباريات كرة القدم في السعودية غير آمن على الإطلاق فيما يدخل في هذا السياق أي شكل من أشكال التعبير عن الآراء السياسية  التي تنتقد محمد بن سلمان. لا نعرف كيف سيكون رد فعل السلطات السعودية عند مجيء أعداد كبيرة من المشجعين الأجانب الذين اعتادوا على إثارة القضايا خلال مباريات كرة القدم."

وقالت "أعتقد أننا قد نرى المزيد من الاعتقالات في المستقبل" فيما يتفق في هذا الرأي الناشط السعودي جحي.

وفي ذلك، قال "افتقار السعودية إلى الإبلاغ والشفافية يعني أن نطاق اضطهاد الأقليات أو المعارضين لا يزال مُستترا، لذا يجب على الجميع توخي الحذر مع التعرض لخطر الاعتقال بسبب ارتداء ملابس أو ترديد هتافات أو رفع علم أو شارة".

ورغم إقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بالالتزام "باحترام جميع حقوق الإنسان المعترف بها دوليا والسعي لحمايتها"، إلا أن الحجي قال إن المنظمة الدولية التي ترعى شؤون كرة القدم في العالم "لا تمارس أي  ضغوط على السعودية  للتغيير".

وأضاف أنه من غير الواضح ما إذا كان حبس مشجعي كروي "سوف يدفع الفيفا للتحرك".

 أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW