دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن السعودية بعد الانتقادات التي وجهت إليها إثر حادث التدافع الذي أودى بحياة أكثر من 700 شخص في منى. كلام أردوغان جاء مناقضا لتصريح لمسؤول تركي اقترح فيه أن تقوم بلاده بتنظيم الحج.
إعلان
واجهت السعودية اليوم الجمعة (25 أيلول/ سبتمبر 2015) انتقادات حادة "لسوء تنظيمها الحج" غداة حادث التدافع المفجع الذي أدى إلى مصرع أكثر من 700 شخص في موقع رمي الجمرات. وتعهدت السلطات السعودية بإجراء تحقيق "سريع وشفاف" في الحادث فيما، توالت الانتقادات وخصوصا من إيران، التي أعلنت مقتل 131 من حجاجها.
ودعا الرئيس حسن روحاني من نيويورك، حيث من المفترض أن يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة "الحكومة السعودية إلى تحمل مسؤولياتها" في هذه الكارثة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية. كما نظمت مظاهرة ضد السعودية في العاصمة الإيرانية. وتجمع المتظاهرون بعد صلاة الجمعة في طهران لإدانة "النظام المهمل وغير الكفء"، كما ورد في بيان لمجلس تنسيق الإرشاد الإسلامي الذي ينظم التظاهرات الرسمية في البلاد.
مسؤول تركي تقترح تولي بلاده تنظيم الحج
في خطوة فاجأت بعض المراقبين، رأى محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية. وقال شاهين "هل يمكننا أن نتحدث عن القضاء والقدر في ما حدث؟ (...) هنا إهمال في مجال السلامة وهذه الوفيات نجمت عن هذا الإهمال".
وأضاف هذا الوزير السابق الذي تولى أيضا من قبل رئاسة البرلمان "لو كلفت تركيا fالحج لنظمته بدون أن يصاب احد بأذى بإذن الله". بيد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نأى بنفسه عن تصريحات شاهين وبدا أكثر حذرا. وقال الرئيس التركي إن "من الخطأ توجيه الاتهام إلى السعودية التي تفعل ما بوسعها"، لضمان حسن سير مناسك الحج. وأضاف أن "إجراءات ستتخذ على الأرجح لتجنب تكرار مثل هذه المأساة"، مؤكدا أنه "لا يتعاطف مع التصريحات المعادية للسعودية".
وخلال استقباله رؤساء الوفود الرسمية إلى الحج، لم يأت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ذكر حادث التدافع لكنه أكد أن المملكة "تسهر على" أمن وسلامة الحجاج. من جهته، أكد صالح بن محمد آل طالب إمام المسجد الحرام أن "المملكة قادرة على إدارة شؤون الحج بلا مزايدات (...) ومن غير المقبول أن تصادر كل الجهود والانجازات".
أ.ح/ ي.ب (أ ف ب)
مكة تستقبل الحجاج وسط استعدادات أمنية مكثفة
صورة من: picture-alliance/dpa
بدأت مناسك الحج في السعودية بتوجه الحجاج إلى وادي منى لقضاء ما يعرف بيوم التروية، ومنها سيتوجهون إلى جبل عرفة الواقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق مكة المكرمة. وبعد انتهاء مناسك الحج سيحتفل المسلمون في شتى أنحاء العالم بحلول عيد الأضحى.
صورة من: picture-alliance/dpa/afp/Naamani
ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل أن يتوجهوا إلى منى ومنها إلى جبل عرفات. وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات.
صورة من: Reuters/Muhammad Hamed
أعلنت السعودية عن جاهزيتها لاستقبال الحجاج ووظفت أكثر من 23 ألف عامل وأكثر من 2000 آلية وعشرات الحافلات والمركبات لنقل الحجاج وهيأت آلاف الخيم لهم.
صورة من: AP
أكثر من مليوني حاج يشاركون في الشعائر كل سنة. ووصل هذه السنة أكثر من 1,4 مليون شخص من خارج السعودية من أجل الحج، وانضم إليهم مئات الآلاف من داخل المملكة. وينتمي 80 بالمائة من الحجاج القادمين من الخارج إلى الحملات الرسمية لبلادهم بينما يأتي 20 بالمائة للحج في الديار المقدسة من خلال شركات خاصة.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Al Shaikh
وتحظى منطقة مكة والمشاعر المقدسة بمائة كيلومتر من الإمدادات المائية والمئات من فوهات الحرائق، من أجل مواجهة أي حريق قد يندلع في منى التي تحتضن مدينة عملاقة من الخيام البيضاء ويمكن أن تستقبل حتى 2,6 مليون حاج.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
وخيمت حادثة سقوط رافعة في مكة المكرمة على أجواء التحضير لمناسك الحج هذا العام. وأسفر الحادث الذي وقع في (الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي) عن مقتل 108 أشخاص وإصابة حوالي أربعمائة بجروح، وبين هؤلاء عدد من الأجانب الذين وصلوا إلى مكة لأداء شعائر الحج. فيما أصيب عدد من الحجاج بجروح بعد اندلاع حريقين في فنادق بالمدينة المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
أدى 24,8 مليون شخص فريضة الحج خلال العقد الماضي بحسب صحيفة خليج تايمز الإماراتية، فيما شهد العام 2012 أعلى إقبال مع تسجيل مشاركة 3,6 مليون شخص في الشعائر. ونقلا عن ماهر جمال، رئيس غرفة التجارة والصناعة في مكة، ينفق كل حاج بين 4600 وخمسة آلاف دولار كمعدل وسطي خلال فترة الحج.
تشهد مكة مشروع توسعة سيزيد 400 ألف متر مربع من المساحات للحرم، أي ما يعادل 50 ملعبا لكرة القدم. وسترفع التوسعة القدرة الاستيعابية للحرم إلى 2,2 مليون شخص.
صورة من: picture-alliance/dAP Photo/K. Mohammed
نشرت السعودية مائة ألف رجل أمن لضمان حماية الشعائر والحجاج، بما في ذلك مراقبة وتوجيه السيل البشري بين المشاعر المختلفة. وتؤكد السلطات السعودية أنها اتخذت كل الاحتياطات ضد أي هجمات قد تسعى مجموعات متطرفة لتنفيذها خلال موسم الحج، خاصة وأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سبق وأن نفذ عدة هجمات في المملكة خلال الأشهر الأخيرة، لاسيما ضد الشيعة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
ويحل موسم الحج هذه السنة في الوقت الذي تواصل فيه السعودية، بقيادة التحالف العسكري العربي، الحرب ضد الحوثيين في اليمن المجاور. أما على الصعيد الصحي، فإن المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا ما زالت قائمة. وسجلت الرياض خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في الحالات الجديدة، لاسيما في المدينة المنورة التي غالباً ما يزورها المشاركون في الحج.