تواجه المجر انتقادات شديدة لتعاملها بعنف مع اللاجئين، حيث تصدت لهم بقنابل الغاز وخراطيم المياه عند محاولتهم عبور أراضيها نحو غرب أوروبا. لكن كرواتيا أعلنت أنها لن تنمع اللاجئين من عبور أراضيها إلى ألمانيا أو اسكندنافيا.
إعلان
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته وقلقه من المعاملة التي يلقاها اللاجئون والمهاجرون على حدود المجر وصربيا. وقال في مؤتمر صحفي "كل الدول لها مشكلاتها الداخلية ولكن علينا إظهار قيادتنا الرحيمة تجاه الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد." وتابع قوله "يجب معاملتهم بكرامة إنسانية ومن منطلق حقوق الإنسان. هذه رسالتي الثابتة للزعماء الأوروبيين والآسيويين حيثما يأتي المهاجرون واللاجئون."
وكانت الشرطة المجرية قد أطلقت الأربعاء (16 أيلول/ سبتمبر 2015) الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لصد مئات المهاجرين، الذين يحاولون دخول البلاد في الوقت الذي تسعى فيه موجة أخرى من طالبي اللجوء للوصول إلى طرق جديدة لنقلهم في عمق الاتحاد الأوروبي.
وشرع المهاجرون، العالقون في منطقة فاصلة بين المجر وصربيا، بعد أن أغلقت بودابست أبوابها أمام طالبي اللجوء، في إلقاء الزجاجات والحجارة على رجال شرطة مكافحة الشغب، فيما حلقت مروحيات فوقهم. وأصيب المهاجرون بالإحباط بعد أن ظلوا ينتظرون عبورهم إلى قرية روزكي المجرية منذ ليلة الاثنين وحاولوا اختراق الحدود.
انتقادات للمجر من داخل أوروبا
ووصفت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومقرها لندن ظروف نحو ألف شخص تقطعت بهم السبل عند الحاجز المجري بأنها "بالغة السوء وتتدهور على نحو سريع." وقالت المنظمة في بيان إن المهاجرين ينامون في العراء على طريق سريع مغلق في ظل محدودية فرص حصولهم على الغذاء والمياه العذبة وعدم توافر المراحيض. وحذر مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس افراموبولوس خلال نقاش في البرلمان الأوروبي في بروكسل من أن "حراسة الحدود بوسائل عنيفة لا يتوافق مع القيم والمبادئ الأوروبية."
من جانبه قال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش أمام البرلمان إن بلاده عضو الاتحاد الأوروبي وستسمح للمهاجرين الذين يدخلون أراضيها بمواصلة رحلتهم لأوروبا الغربية. وقال "نحن مستعدون تماما لقبول أو توجيه هؤلاء الناس - ولا نهتم على الإطلاق بلونهم أو ديانتهم- إلى حيث يريدون...وهي ألمانيا كما هو واضح أو الدول الاسكندينافية." وانتقد ميلانوفيتش في كلمته أسلوب تعامل المجر مع أزمة المهاجرين بعد أن شيدت سياجا بارتفاع أربعة أمتار وأغلقت حدودها مع صربيا في وقت سابق من الأسبوع، وقال "إقامة سياج في أوروبا في القرن الحادي والعشرين ليس مواجهة للازمة بل تهديد."
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ)
معاناة بالبلقان في الطريق إلى ألمانيا
الآلاف فروا من دول تعصف بها الحروب والأزمات في رحلة شاقة وطويلة إلى الأرض الموعودة: ألمانيا. العديد منهم اضطر إلى المرور بدول البلقان قبل الوصول إلى حدود الاتحاد الأوروبي التي تبدأ في المجر. مراسلو DW التقوا عددا منهم.
صورة من: Reuters/O. Teofilovski
محمد من سوريا
محمد هو كردي سوري كان يعمل مدرساً للانجليزية قبل أن يفر من سوريا ويجد نفسه في محطة القطارات التي عمتها الفوضى في بلدة غيفغيليا المقدونية. هنا يحاول أن يسجل اسمه حتى يتمكن من مواصلة الرحلة إلى صربيا على متن القطار أو على متن سيارة أجرة، قبل أن يصل هدفه المنشود ألمانيا، حيث كان شغله الشاغل معرفة ما إذا يمكنه العمل باللغة الإنجليزية في ألمانيا.
صورة من: Nemanja Rujevic
زمان من المغرب
هو شاب لطيف عاش لمدة أربع سنوات في أثينا بطريقة غير شرعية. "رجال الشرطة هناك عنصريون فعلا"، على ما يقول. ولهذا السبب التحق بوفود اللاجئين سعيا منه إلى عبور الحدود إلى صربيا ومن هناك إلى ألمانيا. وعلى الرغم من أن بلاده المغرب مستقرة، إلا أنه يأمل في "عيش كريم وعمل شريف في ألمانيا."
صورة من: Nemanja Rujevic
أحمد من العراق
بلادنا تواجه مشكلة كبيرة ألا وهي تنظيم "الدولة الإسلامية"، على ما يقول الشاب العراقي الذي لم يتجاوز الـ 17 عاما. ويقول إنه وصل إلى بلغراد عبر بلغاريا التي تعرض فيها للضرب والسلب على يد رجال الشرطة. ويقول إنه يفترش الأرض ويلتحف السماء منتظرا الحافلة التي ستقله إلى الشمال. "نريد الذهاب إلى ألمانيا. هناك يمكننا العيش في أمن وأمان".
صورة من: Nemanja Rujevic
محمد من أفغانستان
محمد أب لطفلين. هنا في أحد مراكز الإغاثة في بلغراد يأخذ قسطا من الراحة. ومثله مثل أغلبية اللاجئين هنا، دفع أموالا طائلة للمهربين للوصول من تركيا إلى اليونان. "لكن قاربنا انقلب وأسرتي ظلت لأكثر من ساعة في الماء قبل أن يصل خفر السواحل التركية." ويقول إنه يحمد الله على أن أحداً منهم لم يصب بأذى.
صورة من: Nemanja Rujevic
ميلاد من سوريا
ميلاد، خبير في المعلوماتية من دمشق. هنا في مدينة سوبوتيكا ينتظر الشاب، ذو السبعة والعشرين عاما، مع والديه رجلا لقبه بـ "الباكستاني". ويقول، إن الأخير سيدفع رشاوى لحرس الحدود في صربيا والمجر ويقوم بإيصاله هو وأبويه إلى ألمانيا مقابل 4500 يورو. "أريد الوصول إلى فرانكفورت. هناك لدي أقرباء".
صورة من: Nemanja Rujevic
فالات من أفغانستان
فالات ذو الخمسة وعشرين عاما يحاول وصف الوضع في وطنه افغانستان بلغة إنجليزية بسيطة قائلا: "الوضع سيء للغاية، كل يوم حرب." وكما العديد ينتظر في سوبوتيكا مهربا سينقله إلى ألمانيا. ويقول إن الرحلة كلها كلفته 5000 يورو. "سنذهب في كل الأحوال إلى المانيا، فهي بلد جيد يقبل اللاجئين".