انتقادات من مسلمي فرنسا لمؤتمر إسلامي بباريس تدعمه السعودية
١٤ سبتمبر ٢٠١٩
تشهد باريس الثلاثاء المقبل عقد مؤتمر دولي للسلام والتضامن تساهم في تنظيمه رابطة العالم الإسلامي المدعومة سعوديا ويهدف لمبادرة من أجل "إدانة الإرهاب الإسلامي والظلامية والسلفية"، لكن منظمات إسلامية فرنسية دعت إلى مقاطعته.
إعلان
يثير عقد "مؤتمر دولي للسلام والتضامن" تساهم في تنظيمه رابطة العالم الإسلامي الثلاثاء المقبل في باريس انتقادات ولا سيما من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. ويعتزم منظما المؤتمر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي منذ 2016 وزير العدل السعودي السابق محمد العيسى ورئيس "مؤسسة إسلام فرنسا" غالب بن شيخ، جمع عدد من رجال الدين الفرنسيين ضمن المؤتمر المقرر عقده في قصر برونيار بباريس.
ورابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية مقرها مدينة مكة المكرمة من ضمن مهامها الدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه، وتضم رجال دين مسلمين من عدة دول إسلامية. وهي تُعنى بالأقليات الإسلامية في العالم وتقدم لها الدعم المادي والسياسي.
ومن رجال الدين الذين يتوقع أن يشاركوا في المؤتمر حاخام فرنسا الأكبر حاييم كورسيا ورئيس الاتحاد البروتستانتي في فرنسا فرنسوا كلافيرولي وأسقف ليل (شمال) المنسنيور جيرار دوفوا وإمام مسجد بوردو طارق أوبرو ورئيس مجمع الأساقفة الأرثوذكس في فرنسا المنسنيور إيمانويل.
ومن المقرر عصر الثلاثاء توقيع "مذكرة تفاهم وصداقة بين الديانات التوحيدية الثلاث" تتضمن تعهدات وتحدد موعدا لعقد لقاء لاحق. وقال غالب بن شيخ لوكالة فرانس برس "لأول مرّة ستصدر في مدينة الأنوار إدانة صريحة وواضحة لا لبس فيها للإرهاب الإسلامي والظلامية والسلفية".
غير أن مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا المرتبط بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أعرب الخميس عن "دهشته" لهذه المبادرة، فيما أبدى رئيس المرصد عبد الله زكري في بيان أسفه لـ"تهميش الهيئات الرسمية الممثلة للديانة الإسلامية" في فرنسا. كما ندد برابطة العالم الإسلامي التي تجسد برأيه إسلاما "لا يمثل مسلمي فرنسا ولا يتوافق (...) مع قيم الجمهورية". ودعا "مسؤولي الديانات الأخرى إلى عدم المصادقة على هذه المبادرة بحضورهم".وأيد هذا الموقف عميد مسجد باريس الكبير دليل بوبكر، إذ أعلن الجمعة أن "استخدام منظمات أجنبية الحوار بين الأديان في بلدنا لأغراض سياسية أمر في غاية الخطورة لا بد من التنديد به". وحمل على رابطة العالم الإسلامي في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس، موجها انتقاداته إلى "المنظمة ومبادئها وأهدافها" وأبدى "دهشته" لصدور "إذن" بتنظيم المؤتمر "في وسط باريس".
من جهته قال بن شيخ في تصريحات لفرانس برس "هناك موقفان: إما نقول إن لرابطة العالم الإسلامي سجلا حافلا ولا نقوم بشيء، وإما نقول "هناك تغيير في الوجهة مع السكرتير الجديد" ونواكبه".
وأبدى العيسى خلال زيارة لباريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 معارضته لـ"التطرف العقائدي" داعيا إلى توجيه "رسالة اعتدال".
ومؤسسة "إسلام فرنسا" التي أُنشئت عام 2016 هيئة علمانية تهدف إلى التعريف عن الإسلام والحضارة الإسلامية من خلال مشاريع علمانية. فيما يمثل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أقل بقليل من نصف مساجد فرنسا وهو المحاور الرئيسي للدولة منذ 2003 في تنظيم شؤون المسلمين في هذا البلد.
وبعدما أُعلن عن مشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب في نسخة أولى من البرنامج، نفى كل منهما مشاركته.
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب)
ملف صور: المسلمون في أوروبا.. الانتشار والأعداد
ينتشر المسلمون في القارة الأوروبية دون استثناء أي بلد منها. غير أن بعض تجمعاتهم تستقر في دول بعينها نتيجة أسباب سياسية أو تاريخية أو بحثاً عن سبل العيش. المزيد في ملف الصور التالي:
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرنسا
تعد فرنسا البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، إذ يقدر عددهم بحوالي 5 مليون مسلم. أغلب هؤلاء المسلمين ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. عرفت أعداد المسلمين في فرنسا تزايداً ملحوظاً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ كان البلد في حاجة إلى الأيدي العاملة.
صورة من: AP
ألمانيا
تعتبر ألمانيا من بين أهم الدول التي قصدها مسلمون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 مليون شخص. وتتجاوز نسبة الأتراك الثلثين. كما أن عدد المسلمين بهذا البلد عرف تزايداً، خصوصاً ما بين عامي 2010 و2016، حيث قصدها حوالي مليون لاجئ. وحسب الدراسات فإن 86 بالمائة من اللاجئين الذين قصدوا ألمانيا مسلمون. ويضم البلد مئات المساجد وعشرات المراكز الدينية.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بريطانيا
يتمركز أغلب المسلمين في بريطانيا في العاصمة لندن. وتنقسم أصولهم بين قادمين من الهند، الشرق الأوسط وأفريقيا. أحدث دراسة في الموضوع أشارت إلى أن المملكة المتحدة لم يدخلها لاجئون مسلمون كثر بين 2010 و2016، إذ قدر عددهم بـ 60 ألف. وبشكل عام، فعدد المسلمين الذين وصلوا إلى المملكة منذ 2010 يناهز 43 بالمائة من المهاجرين لبريطانيا.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
إسبانيا
عاش جزء من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة، وما تزال تحتفظ في بعض مدنها بآثار ذلك. حسب إحصاءات 2012، فإن أكثر من مليون و900 ألف شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ينحدر أكثرية المسلمين هناك من الأصول الأمازيغية، خاصة من شمال المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها: مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس..
صورة من: Fotolia/Mariusz Prusaczyk
إيطاليا
حسب إحصائية تعود لـ2016، فإن المغاربة المسلمين يقدرون بحوالي نصف مليون مسلم، ضمن أكثر من مليون و700 ألف شخص يعتنق الإسلام. المسلمون في إيطاليا يتركزون في الجهات الصناعية في شمال البلد، كما تضم العاصمة لوحدها أزيد من 100 ألف مسلم. وبالنسبة لدور العبادة، فتضم روما واحداً من أكبر المساجد في أوروبا فضلاً عن مساجد أخرى تنتشر في المدن والحواضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Lo Scalzo
هولندا
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، استقطبت هولندا اليد العاملة من "بلدان مسلمة" كتركيا والمغرب. وتشير بيانات إلى أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز 850 ألف مسلم في 2006. كما أشارت صحيفة AD الهولندية مؤخراً إلى أن الإسلام يعرف انتشاراً واسعاً داخل البلد، وعززت ذلك بأرقام تفيد تنامي الإسلام بامستردام على غرار الديانات الأخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Johnson
بلجيكا
يقصد الكثير من المسلمين بلجيكا، ويتجاوز عددهم هنالك 700 ألف مسلم من أصول مغربية بالدرجة الأولى. يحتل الإسلام الرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة في البلد. وحسب تقرير لجريدة الإيكومنست البلجيكية، في وقت سابق، فإن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة. كما يوجد في العاصمة أكثر من 300 مسجد. تعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، ودفع رواتب بعض الأئمة.
صورة من: DW/K. Hameed
الدانمارك
وصل الإسلام حديثاً إلى الدنمارك وذلك مع هجرة العمال المسلمين بدءاً من منتصف القرن العشرين. ويقدر عدد المسلمين حوالي 300 ألف مسلم، أي 5 بالمائة تقريباً من سكان الدنمارك. وينحدر أغلبهم من تركيا ودول عربية. كما يوجد من بين المسلمين ألبان وباكستانيون ودنماركيون
صورة من: picture-alliance/Scanpix Denmark/S. Bidstrup
اليونان
تقدر نسبة المسلمين في اليونان بحوالي 3 بالمائة من إجمالي السكان. وتعتبر اليونان من بين الدول الأولى التي عرفت الإسلام، إذ قدمت جيوش المسلمين إلى جزيرة "رودوس" أول مرة عام 654 ميلادي. يوجد خمس مجموعات سكانية مسلمة في البلد، تنقسم إلى: أتراك وبوماك وألبان وغيرهم إضافة إلى المهاجرين. يوجود الكثير من المساجد في البلد، ويرجع الكثير منها للعهد العثماني.
صورة من: Getty Images/M. Bicanski
بولندا
تعود بدايات المسلمين في بولندا إلى القرن الرابع عشر ميلادي. ويعتبر حالياً عدد المسلمين هناك قليلاً مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى. توجد بعض الإشارات التي تقول أن عدد هؤلاء يصل إلى 31 ألف مسلم فقط، أي ما يقارب 1 بالمائة من مجموع عدد السكان. ويوجد أكبر تجمع إسلامي في مدينة بياوتسنوك. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين، عام 2050، سيصير ضعف العدد الذي يوجد عليه الآن. إعداد: مريم مرغيش