أثارت كاميرا جديدة مثبتة في مساند سباقات العدو حفيظة عداءات مشاركات في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة، إذ انتقدن تصويرهن من "زاوية غير مألوفة".
إعلان
رغم المبالغ الطائلة التي أُنفقتها قطر من أجل الخروج بانطباعات جيدة خلال تنظيمها لبطولة العالم لألعاب القوى باعتبارها تجربة سابقة لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، إلا أن وجود الكاميرات المثبتة على مساند خط البداية لمضمار الجري أثارت انتقادات العداءات، إذ أوضحن أنه يتم تصويرهن من "زاوية غير مألوفة".
وفي هذا السياق، قالت العداءة الألمانية جينا لوكينكيمبر متسائلة: "هل شاركت سيدة في تطوير هذه الكاميرا؟ لا أعتقد ذلك. أجد هذه الكاميرات محرجة للغاية".
أما مواطنتها تاتيانا بينتو، فترى أن هذه الكاميرات الجديدة التي تصور العدائين والعداءات عند الاستعداد للانطلاق من الأسفل "لا تشعرها بالراحة"، وأنها "موضع تساؤل حول جدواها".
ونُصبت في ستاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة مساند مزودة بكاميرات تصور وجوه العداءات والعدائين من بين أقدامهم لحظة الانطلاق.
وتضيف لوكينكيمبر بالقول: "أجد من غير المريح الوقوف فوق هذه الكاميرا بالسراويل الضيقة عند أخذ وضعية الانطلاق في السباق (...). لا أعلم ما إذا كان الآخرون يرغبون فعلاً بأن يتم تصويرهم من الخلف".
ومن جانب آخر، كان لدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في الدوحة التأثير الأكبر على لياقة الرياضيين المشاركين في البطولة، إذ استسلم 14 عداءاً قبل نهاية السباقات. وفي سباق 10 آلاف متر انهارت العداءة الألمانية الشابة آلينا ريه، ما أثار الكثير من ردود الفعل في الأوساط الرياضية والإعلامية.
وفي هذا السياق، وصفت صحيفة "بيلد" الألمانية السباقات بأنها "عرض للأشباح للتنافس على الألقاب"، نظراً لقلة الجمهور المتابع للمنافسات في ستاد خليفة الدولي، الذي يتسع لخمسين ألف متفرج، بيد أن قلّة الحضور رافقها تغطية أكثر من نصف المقاعد المخصصة للجمهور بأغطية من البلاستيك.
ورغم وصول درجة الحرارة نهاراً إلى نحو 38 مئوية ونسبة رطوبة تناهز 50 في المائة، إلا أن نظام التبريد في الملعب قلل الحرارة في الملعب إلى نحو 26 درجة مئوية من خلال أكثر من 500 فوهة تبريد منتشرة في أرجائه. لكن بعض المراقبين يرون أن الفرق الكبير في درجات الحرارة يمكن أن يعرض اللاعبين لخطر نزلات البرد.
ومن المقرر أن تستضيف قطر خلال ثلاث سنوات بطولة كأس العالم للفترة من (21 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022).
ع.غ/ ي.أ
شدة الحرارة وعدسات فضولية.. مشاكل بطولة ألعاب القوى في قطر
عبر الرياضيون والأطباء على حد السواء عن خشيتهم قبل انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى في قطر: الحرارة المرتفعة بشكل مفرط تنهك الرياضيين والانتقادات تتواصل .. مدرجات خالية من الجمهور وبعض الأشياء الغريبة الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
منافسات داخل "فرن" الدوحة
الدوحة في أيلول / سبتمبر 2019: حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية تكون عادية. وحتى في الليل يتجاوز مقياس الحرارة 30 درجة ومستوى رطوبة الجو يصل إلى 73 في المائة. ويستعين الرياضيون ببدلات مبردة. وحقيقة أن تشكل ظروف الطقس القصوى تحديا كبيرا، كان معروفا منذ البداية، لكن ليس بهذا الحجم...
صورة من: picture-alliance/Newscom/J. Mochizuki
"الملعب الثلاجة"
يتم تبريد ملعب خليفة في الدوحة من الداخل أثناء بطولة العالم لألعاب القوى إلى 25 درجة بفضل تكييف الهواء، لكن هذا الإجراء لا يحل جميع المشاكل. بالعكس فالاختلاف الكبير في درجات الحرارة بين داخل الملعب وخارجه يشكل عبئا إضافيا على الرياضيين. كما أن جميع المنافسات لا تُنظم داخل "الملعب الثلاجة".
صورة من: picture-alliance/L. Perenyi
انهيار أثناء الجري 5000 متر
مسابقات 5000 متر نظمت داخل ملعب خليفة، لكن بالنسبة إلى المتسابق جونثان بوسبي كانت الظروف المناخية والفرق بين الحرارة المفرطة والرطوبة والأجواء الباردة داخل الملعب عبئا ثقيلا. في البداية تمايل المتسابق القادم من أروبا ثم انهار فاقدا لجميع قواه وسط مسار الجري.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/J. Yuchen
معا لعبور خط النهاية
بريما سونكار دابو من غينيا بيساو يظهر كرياضي عظيم بدعمه لبوسبي أثناء الـ 200 متر الأخيرة وسط تصفيقات الجمهور. إنها لحظة تجعل قلوب عشاق الرياضة تنبض بقوة في بطولة العالم لألعاب القوى الأكثر إثارة للجدل في التاريخ. لكن النهاية المفرحة لم تتحقق، لأن بوسبي تعرض للإقصاء بسبب "المساعدة غير المشروعة".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
انتقادات الرياضيين
تتوارد الانتقادات من قبل الرياضيين المشاركين. يوهان دنيز في رياضة المشي ـ بطل العالم في 2017 ـ كان واضحا بعد المنافسة على طول 50 كيلومترا التي توقف عنها بعد 20 دقيقة "زجوا بنا داخل فرن. وجعلوا منا خنازير بحر، حيوانات تجارب"، موجها أصابع الاتهام للمسؤولين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
عذاب في ماراتون النساء
"لقد كان رهيبا. لم أشعر أبدا قبلها بهذا الامتعاض"، هذا ما قالته الإيطالية سارة دوسينا التي توقفت بعد قطع ربع مسافة الماراتون. "كان مخيفا ومرعبا ومدمرا"، حسبما أكدته زميلتها الكندية ليندساي تيسيي بعد السباق الذي أنهاه فقط 40 من بين 68 رياضي تحت درجات حرارة الدوحة المرتفعة دون رحمة.
صورة من: Getty Images/QTA/M. Steele
انهيار ألينا ري
انتهى سباق حاملة الأمل الألماني في مسافة 10.000 متر قبل الموعد. ألينا ري بطلة أوروبا للشباب، اشتكت من آلام في البطن وأنهت السباق . وبعدها تمكنت البالغة من العمر 22 عاما من إنهاء حالة الإنذار بالقول "مازال بطني فاترا، لكنني جسديا أشعر بارتياح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
"كنت في حالة من الهلع"
مشاهد اأخرى ستبقى راسخة في ذهن الرياضيين والمشاهدين على حد سواء: فبعدما انهارت ري تحت الآلام، وجب نقلها إلى الفحص على متن كرسي متحرك. "تلقيت مباشرة الرعاية وشعرت أنني في عناية جيدة. وفكريا يبقى من الصعب فرز ما يدور في ذهني، أحتاج إلى شيء من الوقت".
صورة من: picture-alliance/Newscom/U. Pedersen
غضب بسبب كاميرات خط الانطلاق
تحديث فني في خط انطلاق السباقات يسعى لتحفيز ألعاب القوى، فمن أجل إنتاج صور غير معهودة من الدوحة سهلة التسويق، تم تثبيت كاميرات في خط انطلاق سباقات الجري تلتقط صورا مقربة لوجوه الرياضيين غير معهودة إلى حد الان. لكن هذا الإجراء لا ينال إعجاب جميع المشاركين من الرياضيين.
صورة من: Getty Images/C. Petersen
"غير مريح"
نجمة ألمانيا في العدو لم تكن هي الأخرى متفقة مع هذا التحديث الفني "من غير المريح تجاوز هذه الكاميرا. هل شاركت امرأة في وضع هذه الكاميرا؟ لا أعتقد"، كما قالت غينا لوكينكيمبر. وأضافت زميلتها في الفريق، تاتيانا بينتو أضافت "مثير للشك تثبيت الكاميرا في هذه الزاوية"، معتبرة أنها ليست من أنصار هذا الإجراء.
صورة من: picture-alliance/L. Perenyi
لا يوجد أحد
إزعاج إضافي يتمثل في المدرجات الفارغة داخل ملعب الدوحة. هناك تُقام ألعاب قوى ممتازة ولا أحد يهتم. وحتى اللحظات المثيرة مثل نهائي مائة متر نساء (الصورة) لا تملأ المدرجات. وبالتالي فإن غينا لوكينكيمبر تجد الأجواء أثناء بطولتها العالمية الثالثة "جد سلبية" .