تحقيقات في شعارات معادية لليهود خلال مظاهرة فلسطينيين ببرلين
١١ أبريل ٢٠٢٣
تسببت شعارات خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين في برلين في غضب كبير وانتقادات داخل ألمانيا، حيث تحدث مراقبون عن ترديد شعارات معادية لإسرائيل ومعادية للسامية. وبدأت الشرطة التحقيقات في الأمر بالاعتماد على مقاطع الفيديو.
إعلان
أعلنت متحدثة باسم الشرطة الألمانية في برلين، الثلاثاء (11 أبريل/نيسان 2023)، أن الشرطة تجري تحقيقات عن شاب مجهول للاشتباه في التحريض خلال مسيرة لفلسطينيين في العاصمة الألمانية يوم السبت الماضي.
ويُعْتَقَد أن الشاب حرض بصوت عالٍ ضد اليهود وذلك بعد وقت قصير من ترديد أغنية شارك العديد من المتظاهرين في ترديدها. وحسب التصريحات، يجري حاليا تحليل وفحص تسجيلات للشرطة ومقاطع فيديو أخرى عن طريق مترجمين، وأشارت التصريحات إلى أنه سيتم إبلاغ الادعاء العام في برلين بالنتائج.
وأعربت وزيرة الداخلية المحلية لولاية برلين، إيريس شبرينغر عن إدانتها لـ"كل أنواع التهديدات والتصريحات المعادية للسامية" وقالت على تويتر "لا مكان للكراهية في مجتمعنا". وكشفت الوزيرة أن أمن الدولة بدأ التحقيقات وأنه تم بالفعل تقييم أولى للأدلة.
من ناحيتها دانت عمدة العاصمة برلين فرانسيسكا غيفي بـ"أشد العبارات الشعارات والتهديدات المعادية للسامية" وقالت على تويتر إن صور المظاهرة في نويكولن "مخزية للغاية. هذه الكراهية لإسرائيل لا تطاق".
ونشرت منظمة "ديموق" مقطع فيديو للمسيرة في حيي نويكولن وكرويتسبيرغ على شبكة الإنترنت، وتعرضت الشرطة للانتقادات لأنها لم توقف المسيرة.
وتحدثت العديد من وسائل الإعلام عن المظاهرة في وقت سابق التي رُددت خلالها "شعارات معاد للسامية ومثيرة للفتن مثل: الموت لليهود! الموت لإسرائيل!"، حسبما ذكر رئيس الجمعية الألمانية-الإسرائيلية، فولكر بيك. وحرر العديد من الأشخاص بلاغات جنائية، ومن بينهم بيك.
وفي المقابل، قالت الشرطة إنها لم تجد داعيا لوقف المظاهرة مشيرة إلى أن ترجمة الهتافات التي سمعها المترجم الفوري من مكبرات الصوت لم تتضمن محتويات يعاقب عليها القانون. وأضافت أنها دعت قائد التجمع إلى توخي " الاعتدال طوال العملية برمتها"، مشيرة إلى أن الرجل استجاب لهذه الدعوة وكان يوجه هذه الدعوة بشكل منتظم إلى المشاركين باللغتين الألمانية والعربية.
مراسلون - معاداة السامية: لماذا تصعب مكافحتها؟
12:36
وأوضح بيك أنه أحد الذين شاركوا في تقديم بلاغات جنائية، وقال: "هذه المظاهرة التي تكره إسرائيل ما كان يجب أن تحدث على هذا النحو". وطالب رئيس الجمعية الألمانية-الإسرائيلية وزيرة الداخلية في ولاية برلين شبرينغر بتفسير عن كيفية حدوث المظاهرة من الأساس.
وكان سفير إسرائيل في ألمانيا، رون بروسور، قد علق في وقت سابق على المظاهرة على "تويتر" قائلا: "هؤلاء الحمقى يسيؤون استخدام الحريات الألمانية ويطالبون بإبادة إسرائيل واليهود دون تردد".
ومن بين أمور أخرى، خرجت المظاهرة على خلفية التوترات المستمرة المحيطة بالمسجد الأقصى في القدس. وبحسب المتحدث باسم الشرطة، كانت الشرطة في الموقع مزودة بنحو 250 فردا من قواتها، كما تم إشراك وسطاء لغويين ومترجمين فوريين. وأضاف المتحدث أن الشرطة قامت بعد ذلك بتقييم مقاطع الفيديو، موضحا أنه لا يمكنه التعليق على نتائج التقييم الآن، مشيرا إلى أن أفراد الشرطة لم يتدخلوا خلال المظاهرة، على حد علمه.
من جانبهم، طالب ساسة من حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر والتحالف المسيحي في صحيفة "فيلت" بالنظر في حظر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وقال ألكسندر تروم، المتحدث باسم كتلة التحالف المسيحي للسياسة الداخلية، إن هناك الكثير مما يؤيد ضرورة حظر أنشطة الجبهة في ألمانيا عن طريق وزيرة الداخلية.
وفي ذات السياق، قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، شتيفان توماي، إن الأحداث توضح على نحو أكثر جلاء ضرورة منع أنشطة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" والمنظمات التابعة لها في ألمانيا.
وكتب نائب رئيس نقابة الشرطة الألمانية، مانويل أوسترمان، على "تويتر": "يجب مكافحة معاداة السامية في ألمانيا بكل الوسائل الدستورية. المظاهرة في برلين هي مجددا صورة للعار".
ف.ي/ع.ج.م (د.ب.ا)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.