انتقاد أممي لتدخل قوات الأمن العراقية "القاسي" ضد المتظاهرين
٥ نوفمبر ٢٠١٩
فيما استمرت الاحتجاجات في العراق، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بشدة تدخل قوات الأمن العراقي "القاسي" ضد المتظاهرين معربا عن صدمته لكثرة عدد القتلى. في المقابل حذر رئيس الوزراء العراقي من فراغ في السلطة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
إعلان
بعد مقتل ثمانية أشخاص نهار أمس الاثنين قتلت قوات الأمن خمسة أشخاص على الأقل بالرصاص أثناء الليل وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء (الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) منهم شخص قتل بالرصاص الحي أثناء دفن آخر قتل قبل بضع ساعات وفقا لما قالته مصادر أمنية وطبية لرويترز.
واستخدمت قوات الأمن اليوم الثلاثاء الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لفض اعتصام بدأ منذ عدة أيام في مدينة أم قصر، حسب شهود ومصادر إعلامية. وأفاد شهود عيان بأن أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب أكثر من مئة آخرين، عندما فتحت قوات الأمن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين عند بوابات ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي البلاد.
وقتل ما يزيد على 260 عراقيا في مظاهرات منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجا على حكومة بلادهم التي يتهمونها بالفساد وبأنها تأتمر بأمر قوى أجنبية على رأسها إيران.
غوتيريش مصدوم لكثرة عدد القتلى
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، بشدة، تدخل قوات الأمن العراقية القاسي ضد المتظاهرين. وقال المتحدث باسمه، اليوم الثلاثاء في نيويورك، إن غوتيرش شعر بالـ "صدمة" جراء كثرة قتلى احتجاجات الأيام الماضية. وقال المتحدث إنه تم منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي رصد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان جراء استخدام الأسلحة المميتة، جزئيا، مضيفا أنه ووفقا للحصر الذي قامت به الأمم المتحدة فإن 97 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب الآلاف في العراق منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ضغط الاحتجاجات
من جانبه قال رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، اليوم الثلاثاء، إنه لا انتخابات بدون حل مجلس النواب (البرلمان). وأضاف في كلمة له خلال جلسة مجلس الوزراء أن "ترك البلاد دون إدارة مباشرة يدخل البلاد في دوامة خطرة، ولا توجد انتخابات مبكرة دون حل البرلمان"، بحسب السومرية نيوز.
وأقر عبد المهدي بأن "ضغط المظاهرات قاد إلى الدفع باتجاه قبول مشاريع كانت موجودة لكن موضوعة على الرف، وبسبب هذا الضغط أصبح بالإمكان أن تمرر هذه المشاريع بسرعة".
إقليم كردستان يؤيد مطالب المتظاهرين
كما أعرب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، اليوم عن تأييده للمطالب المشروعة للمتظاهرين العراقيين، مشيرا إلى أنه لا أحد من القوى السياسية العراقية يرغب بتقليص نفوذ إقليم كردستان.
وأكد بارزاني في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع مع الرئيس العراقي برهم صالح والمسؤولين في الإقليم أن"المجتمعين اتفقواعلى تأييد المطالب المشروعة للمتظاهرين"، مشيرا إلى أن "القوى السياسية بكردستان تدعم كافة الخطوات التي تفيد العراقيين وتحسن حياتهم، متمنيا أن تدخل الإصلاحات التي وعدت بها الحكومة حيز التنفيذ".
ع.ج/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
شهر دامٍ في العراق .. والاحتجاجات متواصلة
جاء الإعلان عن استعداد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتقديم استقالته، بعد شهر من الاحتجاجات المستمرة، التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عنيفة خلال وقت قصير. أبرز محطات الاحتجاجات وحصيلتها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
عبد المهدي في "مهب الريح"؟
دفعت المظاهرات الأخيرة في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى ابداء الاستعداد للاستقالة، بعد أن حجبت قوى سياسية عراقية دعمها له. الرئيس برهم صالح أعلن أن عبد المهدي وافق على إستقالته إذا توصلت الكتل البرلمانية لبديل. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري زعيم "تحالف الفتح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
"بغداد حرة حرة".. شعارات سلمية
احتجاجات العراقيين، اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، واتسمت بالسلمية في بداياتها، إذ رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية، وتغيير النظام السياسي. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، وعلى الرغم من سلميتها إلا أنها قوبلت برد أمني عنيف، إذ تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صورة من: AFP
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع..
بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد كبير من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، واصلوا مظاهراتهم وطالبوا برحيل النظام.
صورة من: AFP
غازات مسيلة للدموع وحجب الإنترنت
قامت السلطات العراقية خلال الاحتجاجات باستخدام وسائل أمنية متعددة ضد المحتجين. إلى جانب إطلاق النار واستخدام الغاز المسيّل للدموع، قامت أجهزة الأمن بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، وقطع خدمة الإنترنت، ما عدا إقليم كردستان العراق الذي يخضع لادارة كردية ذاتية ولم تشمله الاحتجاجات الحالية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
ثلاث محطات دموية
تركزت الاحتجاجات في ثلاث محطات دامية خلال شهر أكتوبر، إذ خلفت الموجة الأولى من العنف ما يقارب 157 قتيلًا، وفي المحطة الثانية فتحت جماعات شيعية مسلحة النار على المحتجين، وأُحرق نحو 277 مبنى حكومي في جنوب العراق، أما مدينة كربلاء فكانت ساحة المحطة الأخيرة، حيث سقط ما لا يقل عن 14 قتيلًا وأُصيب 865 آخرون، في إطلاق نار قام به مجهولون. وحسب حصيلة أولية سقط أكثر من 250 قتيل وجرح 5500 شخصًا خلال الشهر.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sudani
"ثورة التكتك"
كان استخدام "التكتك" كوسيلة نقل وإسعاف وتموين من أبرز مظاهر الاحتجاجات. حتى أن البعض أطلق وسم "ثورة_التكتك" على الاحتجاجات. حيث كانت هذه العربة الصغيرة أحد أهم الوسائل في نقل المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات الضيقة إلى المستشفيات، في ظل استهداف القناصين للمسعفين، فيما قدّم سائقوها الامدادات الصحية والمائية للمحتجين.
صورة من: Reuters/K. al-Mousily
مطالب المحتجين
طالب المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزوا في شعاراتهم على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ 25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
مقتدى الصدر يسحب دعمه
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"إيران بره بره"... والخامنئي يرد
سُلطت الأضواء خلال الاحتجاجات على دور إيران في العراق، حيث طالبها محتجون بالكف عن التدخل في الشؤون العراقية. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
"شلع قلع، كلكم حرامية"
رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من أبرزها "شلع قلع، كلكم حرامية" ويعني باللهجة العراقية: اقتلعوهم من الجذور، كلهم سارقون. ورغم هيمنة المراجع الشيعية والنخب السياسية المرتبطة بها على النظام السياسي، إلا أن المحتجين تجاوزوا النفوذ الطائفي، ولم يكترثوا لنداءات المراجع الدينية التي دعت إلى الهدوء.
إعداد: م.س