1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتقالات قياسية بعد التقشف- تعافي الكرة الألمانية بعد كورونا

٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣

كشفت جائحة كورونا وإجراءات مكافحتها عن نقاط ضعف كرة القدم والدوري الألماني الذي تراجع واضطرت الأندية للتقشف والتوفير في النفقات. لكن الآن وفي ضوء ما يتم إنفاقه في فترة الانتقالات، لم يبق شيء من آثار الجائحة.

لاعب بايرن ميونيخ هاري كين
لم يبق شيء من آثار جائحة كورونا في البوندسليغا حيث دفع نادي بايرن ميونيخ 100 مليون يورو لضم هاري كين إلى صفوفهصورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance

أظهرت جائحة كورونا نقاط ضعف كرة القدم الاحترافية في ألمانيا وخاصة دوري الدرجة الأولى. المدرجات الفارغة حيث كانت المباريات تقام بدون جمهور وبالتالي بلا عائدات، أدت إلى تراجع كبير في إيرادات الأندية، حتى باتت بعضها تخشى على وجودها. وأعلن ممثلو الأندية المحترفة، بأنه إذا لم يتم استئناف المباريات كالمعتاد، فإن الدوري الألماني أيضا سيصبح من ضحايا كورونا.

وهكذا تحدث العديد من مسؤولي كرة القدم وعلى رأسهم قيادة اتحاد كرة القدم، عن "الضائقة" و"التقشف". ولم يتحدث حينها الرئيس الشرفي لناديبايرن ميونيخ، أولي هونيس، فقط عن التراجع، والذي قال "أعتقد أنه خلال الأشهر الماضية كان التراجع واضحا. و من المحتمل جدا أن تظهر كرة قدم جديدة".

قيمة انتقالات البوندسليغا تعود إلى مستوى ما قبل كورونا

لم تنته جائحة كورونا، حتى اتضح أن التراجع كان مجرد حريق قش (سحابة صيف). فقد دفع بايرن ميونيخ 25 مليون يورو مقابل انتقال مدرب آر بي لايبزيغ يوليان ناغلسمان إلى ميونيخ، والذي أقاله بعد عامين فقط، قبل انتهاء مدة عقده في عام 2026. وقد كلف ذلك النادي كثيرا جدا، ولكنه تمكن من توفير بعض الأموال، لأنه تم تعيين ناغلسمان مدربا للمنتخب الألماني، وبالتالي كان عليه التخلي عن بعص مستحقاته المالية لدى بايرن ميونيخ.

ومع بداية موسم البوندسليغا الجديد، يبدو أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل الجائحة. فقد أنفقت أندية دوري الدرجة الأولى الـ 18 أكثر من 700 مليون يورو على شراء لاعبين جدد، وهو مبلغ قياسي يساوي ما تم إنفاقه في صيف 2019 قبل الجائحة. وأغلى لاعب انضم إلى الدوري الألماني هذا الموسم هو الإنكليزي هاري كين الذي دفع بايرن ميونيخ 100 مليون يورو مقابل ضمه إلى صفوفه.

ومن ناحية أخرى حصلت فرق البوندسليغا على عائدات تجاوزت 800 مليون يورو، وبالتالي زيادة للمرة الرابعة على التوالي، ولم يسبق للأندية الألمانية أن حصلت على مثل هذه العائدات خلال فترة الانتقالات.

سيتقاضي مدرب المنتخب الألماني الجديد يوليان ناعلسمان 400 ألف يورو شهريا ويقال إنه استغنى عن بعض الأموال التي كان سيتقاضاها من بايرن ميونيخ!صورة من: Michael Probst/AP Photo/picture alliance

رواتب قياسية للاعبي البوندسليغا

مبالغ الانتقالات القياسية أصبحت مصحوبة برواتب قياسية أيضا للاعبين. وللمقارنة، في الموسم الأول للبوندسليغا عام 1960 حصل لاعبو البوندسليغا المحترفون على مبلغ لا يتجاوز 14400 مارك (7362 يورو) خلال عام بما في ذلك الراتب والمكافآت، بينما يقدر الخبراء ما يحصل عليه اللاعب المحترف وسطيا الآن بنحو 1,5 إلى 2 مليون يورو كل عام.

وصرح خبير كرة القدم ومقدم الاستشارات للاعبين، شتفان باكس، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، مدافعا عن الرواتب العليا للاعبين بأنهم "كما نجوم هوليوود يكسب لاعبو كرة القدم أيضا الملايين. إنهم يمتعون ملايين الناس حول العالم". وكرة القدم اليوم هي جزء من صناعة المتعة، ولم تعد مجرد "تعرّق وأحذية"، يضيف باكس. وقد ساهم مستشارو اللاعبين ووكلاؤهم، في تسريع ارتفاع رواتب اللاعبين فقط، لكنهم ليسوا السبب.

400 ألف يورو شهريا راتب مدرب المنتخب الألماني!

ليس رواتب اللاعبين فقط في ارتفاع مستمر، وإنما رواتب المدربين أيضا. فخلال السنوات الست الماضية ارتفعت تكاليف اللاعبين والمدربين في الدوري الألماني من 1,05 مليار يورو إلى 1,46 مليار يورو.

وقد أثار لاعب منتخب ألمانيا السابق وبطل العالم عام 2014، فيليب لام، المشرف على تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية القادم في ألمانيا (يورو 2024)، الجدل حول رواتب المدربين، حيث انتقد في تصريحات لصحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار، دفع راتب سنوي ما بين 4 ملايين و6 ملايين يورو لمدرب المنتخب الوطني، معتبرا ذلك كثيرا جدا، إذ يجب النظر إلى وظيفة مدرب المنتخب الوطني كوظيفة شرفية. ويقترح لام خفض مكافآت لاعبي المنتخب الوطني، واستثمار الأموال التي يتم توفيرها من ذلك، في كرة القدم النسائية واللاعبين الناشئين والتحكيم وكرة القدم غير الاحترافية.

ويعتبر كرما ونبلا من ناغلسمان الذي يعتقد أنه سيتقاضى راتبا شهريا قدره 400 ألف يورو كمدرب للمنتخب الوطني، حيث أنه استغني عن مئات آلاف اليورو، التي كان سيحصل عليها لو بقي مدربا لنادي بايرن ميونيخ حتى نهاية فترة عقده عام 2026.

لاعب منتخب ألمانيا السابق فيليب لام انتقد حصول مدرب المنتخب على راتب ضخم وطالب بخفض مكافآت اللاعبينصورة من: Uwe Koch/Eibner-Pressefoto/picture alliance

لا آثار لكورونا على المستوى العالمي

وبعيدا عن ألمانيا والدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا) اختفت آثار كورونا من عالم كرة القدم حول العالم، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المبالغ القياسية التي يتم استثمارها. فنادي باريس سان جيرمان الذي يتم دعمه ماليا من قطر ونادي مانشستر سيتي من أبو ظبي، يمكن لهما مثلا تخصيص مبالغ فلكية لضم لاعبين جدد إلى صفوفهما.

والأندية السعودية: الاتحاد والنصر والهلال والأهلي قد تجاوزت غيرها، حيث أن 75 بالمائة من ملكيتها تعود لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. إذ تقدم هذه الأندية عقودا خيالية للاعبين، تتجاوز كل الحدود. ويلعب الآن في الدوري السعودي كبار نجوم كرة القدم: نيمار وكريم بنزيمة وساديو ماني وكريستيانو رونالدو صاحب لقب أفضل لاعب في العالم لخمس مرات.

هذه العروض "غير الأخلاقية" من الشرق الأوسط والشرق الأدنى توضح بشكل لا لبس فيه أن الرأسمالية المطلقة هي التي تسيطر على عالم كرة القدم حيث الكلمة للقوة المالية. وهذا ما يمكن ملاحظته في البوندسليغا أيضا.

أوليفيا غيرستنبرغ/ ع.ج

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW