تسبب التصريح الأخير للدولي الألماني باستيان شفاينشتايغر، والذي أعلن فيه أنه سيجتمع هذا الصيف مع إدارة بايرن ميونيخ للحديث معهم حول مستقبله، في انتشار الكثير من التكهنات والتوقعات حول الوجهة المقبلة لهذا اللاعب المرتبط بعقد مع بايرن ميونيخ حتى 2016.

باستيان شفاينشتايغر يعتبر من بين اللاعبين الذين ارتبط اسمهم كثيرا بفريق بايرن ميونيخ، فهذا اللاعب البالغ من العمر 30 عاما لم يسبق له في مسيرته الاحترافية أن لعب لفريق آخر غير بايرن ميونيخ، حيث بلغت المباريات التي لعبها لحد الآن مع الفريق البافاري 342 مباراة. لكن الآن بدأت بعض الشكوك تحوم حول "شفايني" الذي أحرز مع بايرن ميونيخ كل الألقاب الممكنة، بداية من بونديسليغا (ثمانية ألقاب)، دوري أبطال أوروبا (لقب 2013) وكأس العالم للأندية 2014.

ومنذ قدوم غوارديولا إلى بايرن ميونيخ لم يعد شفاينشتايغر يضطلع بدور صانع الألعاب الذي تعود القيام به مع المدربين السابقين أو داخل المنتخب الألماني. فالمدير الفني الإسباني يعول أكثر في هذا المركز على مواطنه تشافي ألونسو وهو ما جعل شفاينشتايغر يكتفي بأدوار ثانوية في وسط الملعب. ويعتقد المحللون الرياضيون أن غوارديولا لم يكن ليشرك شفاينشتايغر في المباريات الحاسمة لو لم يتعرض لاعبا خط الوسط الأخرين، تياغو ألكانترا وخافير مارتينيز للإصابة.

ماتيوس ينصح شفاينشتايغر بالرحيل عن بايرن

لكن ورغم هذا الوضع الصعب الذي يعيشه شفاينشتايغر مؤخرا مع فريق بايرن ميونيخ، إلا أن اللاعب ينوي البقاء في فريقه الأم حتى نهاية عقده عام 2016، حسبما نشرت صحيفة شبورت بيلد الألمانية. وهو ما لا يؤيده القائد السابق للمنتخب الألماني والمتوج معه بلقب كأس العالم 1990 لوثار ماتيوس، الذي نصح شفاينشتايغر بالرحيل إلى فريق آخر هذا الصيف وعدم الانتظار حتى الصيف المقبل.

وبرر ماتيوس ذلك بالقول "شفاينشتايغر يحتاج في نهاية مسيرته الكروية إلى مدرب يعول عليه ويبني أسلوب لعبه وفق مؤهلاته". ويضيف بطل العالم سابقا في حديث مع صحيفة شبورت بيلد نشر اليوم الأربعاء (17 يونيو/ حزيران) " إذا حصل شفاينشتايغر على عرض من أحد الأندية الأوروبية الكبيرة فأنصحه بترك بايرن ميونيخ هذا الصيف".

لا يشكك ماتيوس في إمكانيات وقدرة شفاينشتايغر على قيادة خط وسط بايرن ميونيخ مستقبلا أيضا، فاللاعب له من الذكاء والرؤية الثاقبة للملعب ما يسمح له بذلك، لكن بشرط أن تكون تشكيلة الفريق وأسلوب اللعب يساعده على النجاح في مهمته. ويُقدم ماتيوس مثالاً على ذلك بلاعب يوفنتوس اندريا بيرلو، الذي يتلقى دعما كبيرا من باول بوغبا وأرتور فيدال في خط وسط الميدان .

وقد انتشرت أخبار في الآونة الأخير تفيد أن المدرب السابق لبايرن ميونيخ والحالي لمانشستر يونايتد لويس فان غال يرغب في ضم شفاينشتايغر إلى صفوفه. وإذا صدقت هذه الأخبار فعلى شفاينشتايغر أن يفكر بشكل جدي في الأمر كما يقول ماتيوس لصحيفة بيلد شبورت "فالمدرب السابق لميونيخ يعرف جيدا إمكانيات شفاينشتايغر وإذا أراد فعلا جلبه للفريق، فسيوظفه حسب قدراته".

شفاينشتايغر في المنتخب لا غنى عنه

وإذا كانت مكانة شفاينشتايغر محل نقاش حاليا في فريق بايرن ميونيخ، فإن رسميته في المنتخب الألماني لا تقبل الجدل. وما يؤكد ذلك أيضا تسلم اللاعب شارة كابتن الفريق بعد اعتزال المخضرم فيليب لام. ويعتبر شفاينشتايغر واحدا من اللاعبين الذين أعادوا التوهج للكرة الألمانية دوليا وغيروا صورتها أمام العالم، حيث ساهم كثيرا في احتلال ألمانيا للمركز الثالث في مونديال 2006 و2010 كما كان أحد أبرز صانعي ملحمة ريو دي جانيرو، حينما توج المانشافت بمونديال 2014.

ويتذكر من شاهد المباراة النهائية كيف عرّض شفاينشتايغر صحته للخطر وأصر على مواصلة اللعب رغم الدماء التي كانت تنهمر من وجهه. وهو جميل لن ينساه له المدير الفني الألماني يوآخيم لوف، الذي يواصل الاعتماد عليه في مركز وسط الميدان الدفاعي، وهو المركز المفضل للاعب.

ويرى ماتيوس أن مشاركة شفاينشتايغر في بطولة أمم أوروبا 2016 مسألة بديهية إذا لم يتعرض اللاعب للإصابة. لكن رغم ذلك قد يتغير هذا الوضع في حال انتقال اللاعب إلى الممارسة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ضعف الدوري الأمريكي مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى، حيث تداولت بعض وسائل الإعلام الألمانية أن شفاينشتايغر يفكر أيضا في الانتقال إلى أحد الأندية الأمريكية. لكن بالنظر لسن اللاعب وإمكانياته يحذر الخبراء "شفايني" من الإقدام على هذه الخطوة حتى ولو اقتضى الأمر البقاء في بايرن ميونيخ، رغم الصعوبات.