انتهاء التصويت في الانتخابات المصرية والسيسي أبرز المرشحين
١٢ ديسمبر ٢٠٢٣
بعد تصويت استمر ثلاثة أيام، انتهت مرحلة ادلاء المصريين بأصواتهم في الانتخابات الرئيسية، ومن المقرر أن يتم إعلان نتيجة الجولة الأولى في 18 كانون الأول/ ديسمبر.
إعلان
عند التاسعة مساء الثلاثاء بتوقيت القاهرة (19,00 ت غ)، أغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية، التي جرت على مدار ثلاثة أيام ويبدو فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة شبه محسوم، كما يرى مراقبون.
ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية مساء الثلاثاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2023) عن الهيئة الوطنية للانتخابات، المسؤولة عن تنظيم الاقتراع، تسجيل إقبال "غير مسبوق" من الناخبين على المشاركة في الانتخابات.
وقالت هيئة الانتخابات مساء أمس الاثنين إن إقبال الناخبين وصل إلى 45 % مشيرة إلى أنه سيتخطى الإقبال في الانتخابات السابقة.
ونفت الهيئة ما تردد عن مد التصويت ليوم رابع، بحسب التلفزيون المصري الرسمي. وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت استمرار عمل اللجان الفرعية وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم حتى آخر ناخب متواجد بلجنة الانتخاب، حسبما ذكرت "بوابة الأهرام" الإخبارية المصرية.
قاض لكل صندوق
ودعي 67 مليون مصري للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي طغت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة على الاهتمام بها، خصوصا في غياب أيّ منافسة جدية.
وجرت انتخابات الرئاسة داخل مصر في 9376 مركز اقتراع، بواقع 11631 لجنة فرعية بكافة أنحاء الجمهورية. وأشرف على انتخابات الرئاسة نحو 15 ألف قاض، بواقع قاض لكل صندوق. وبلغ عدد الوسائل الإعلامية الدولية المتابعة للعملية الانتخابية نحو 115 وسيلة إعلامية ما بين صحف وقنوات ووكالات أنباء، وصدرت تصاريح لنحو 528 متابعا إعلاميا دوليا، وصدرت تصاريح لنحو 4218 متابعا إعلاميا محليا.
وأشرف على الانتخابات الرئاسية "4 منظمات دولية و62 منظمة وجمعية من المجتمع المدني المصري، يمثلهم 22540 متابعا، بخلاف 14 منظمة وجمعية أجنبية، يمثلهم 220 متابعًا"، وفق المصدر نفسه. كما تابعها "67 دبلوماسيا يمثلون 24 سفارة أجنبية بمصر، و77 وسيلة إعلامية مصرية، و109 وسائل إعلام أجنبية من 33 دولة يمثلهم 526 مُراسلًا صحفيًا، منهم 426 مقيمًا بمصر و100 زائرين "، وفق البيان ذاته.
منافسة مع مرشحين غير معروفين كثيرا
وخاض السباق، الذي ستعلن نتائجه الرسمية في 18 كانون الأول/ ديسمبر، إضافة الى السيسي (69 عاما)، ثلاثة مرشحين غير معروفين على نطاق واسع من جماهير المصوتين وهم فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
ووصل السيسي، وزير الدفاع والقائد السابق للجيش، الى السلطة إثر إطاحته الرئيس السابق محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. وفي انتخابات عامي 2014 و2018، فاز السيسي بأكثر من 96% من الأصوات.
وبعد ذلك أدخل تعديلا دستوريا لتصبح ولايته الثانية ست سنوات بدلا من أربع وليتمكن من الترشح لولاية ثالثة.
ووصلت نسبة إقبال الناخبين على التصويت في 2018 إلى 40 %، بانخفاض من 5ر47 % في .2014 وتم انتخاب السيسي في عامي 2014 و 2018، وفي كلتا المرتين حقق فوزا ساحقا.
ماذا بعد الانتخابات؟
ويترقب المصريون إجراءات اقتصادية يؤكد الخبراء أنها ستتخذ بعد الانتخابات في محاولة لمواجهة الازمة الاقتصادية الحانقة التي تمر بها البلاد.
ويقترب معدل التضخم من 40% في مصر حيث يعيش قرابة 60% من ال 106 ملايين مصري حول خط الفقر.
وتضاعف الدين الخارجي لمصر ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، فيما تعاني البلاد من شح في العملات الأجنبية خصوصا بسبب تأثيرات الحرب الأوكرانية-الروسية.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
أبرز التعديلات الدستورية في مصر ... ما لها وما عليها
يجمع معظم المراقبين على أن نتيجة التعديلات الدستورية المثيرة للجدل في مصر محسومة سلفاً فيما يرضي الرئيس عبد الفتاح السيسي. ما هي أبرز تلك التعديلات، وكيف يدافع عنها مؤيدوها؟ وما هي المآخذ التي يراها المعارضون؟
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
توقعات حول نسبة المشاركة
على مدار ثلاثة أيام يصوت المصريون على التعديلات الدستورية. ويحق لنحو 55 مليون شخص من إجمالي عدد سكان مصر البالغ نحو 100 مليون نسمة الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. مراقبون لا يتوقعون إقبالاً كبيراً، ويعزون ذلك لعدم "وضوح" التعديلات بالنسبة للكثيرين بسبب قصر الفترة بين طرحها وإجراء الاستفتاء عليها. بينما تعلن مصادر رسمية عن إقبال كبير في مناطق معينة. إعلان نتيجة الاستفتاء يكون يوم 27 نيسان/ أبريل.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السيسي في الحكم
توسع التعديلات المقترحة من سلطة الرئيس؛ إذ تسمح بتمديد فترة ولايته إلى 6 سنوات، بدلاً من أربع سنوات، والسماح له بالترشح بعدها لفترة جديدة مدتها 6 سنوات أخرى تنتهي في 2030. وتضمنت التعديلات أن يكون لرئيس الدولة الحق في تعيين نائب أو أكثر له.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/V. Belousov
تعزيز قبضة الجيش
زيدت المادة 200 الخاصة بالقوات المسلحة لتشمل مهامها - إضافة إلى حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها - مهام "صون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحريات وحقوق الأفراد".
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السلطة القضائية
تمنح التعديلات الرئيس المزيد من الصلاحيات في تعيين رؤساء الهيئات القضائية والنائب العام ورئيس المحكمة الدستورية من بين عدد من المرشحين تقترحها تلك الهيئات.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إحياء مجلس الشيوخ (الشورى)
تضمنت التعديلات إنشاء غرفة برلمانية ثانية باسم مجلس الشيوخ. وحسب التعديلات يبلغ عدد أعضائه 180 يختار الناخبون ثلثيهم بينما يعين رئيس الدولة الثلث الباقي. وقد تم إلغاء المجلس المذكور (الشورى سابقاً) بموجب دستور 2014.
صورة من: Reuters
الشباب والمرأة
كما تتضمن التعديلات مواداً أخرى تتعلق بتمثيل المرأة داخل مجلس النواب وتحديد حصتها بـ 25%. كما تضمنت تعديلات أخرى على "ضرورة" الحفاظ على نسب الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، مع التمثيل الملائم للعمال والفلاحين والشباب والأقباط.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Sayed
رجال الدين: واجب وطني
بحسب موقع التليفزيون المصري، دعا البابا تواضروس الثانى، عقب الإدلاء بصوته، أبناء الوطن للمشاركة في الاستفتاء. مؤكداً ان هذه التعديلات في "صالح" الوطن، مردفاً أن المشاركة في الاستفتاء على الدستور واجب وطني على كل المصريين. في نفس الاتجاه، أكد مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، في تصريح عقب الإدلاء بصوته أن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية واجب وطني على كل مصري.
تصويت "نزيه وحر"
في حوار مع صحيفة الأهرام الحكومية نفى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات لاشين إبراهيم المخاوف بشأن المناخ السياسي في مصر. وقال لفرانس برس إن التصويت في الاستفتاء سيكون نزيها وحراً "مئة بالمئة". وأوضح إن عشرين ألف قاض يشرفون على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
صوت "نعم"
منذ أسبوع امتلأت شوارع القاهرة وغيرها من مدن البلاد بلافتات تدعو إلى تأييد التعديلات على دستور 2014. كما انتشرت حملات "نعم" الإعلانية في الصحف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
معارضة جد خجولة
كان البرلمان المصري صوت بأغلبية ساحقة من 531 صوتاً من أصل 554 نائباً على التعديلات. وخلى المجال العام المصري من أي صوت معارض، إلا القليل كالنائب البرلماني المعارض هيثم الحريري، الذي أعرب عن اعتقاده أن التعديلات تقوض "المسار الديمقراطي". كما رأى أنها ليست في صالح البلاد، مضيفاً أنها تبدو مفصلة على شخص معين، في إشارة غير مباشرة إلى السيسي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mostafa
المناخ غير "مؤات"
مركز"صوفان سنتر" للتحليل الأمني ذهب إلى أنه "لا توجد معارضة علنية تُذكر للتعديلات الدستورية، وهي نتيجة محتملة للطبيعة القمعية للحكومة المصرية".
كما رأت منظمات دولية لحقوق الإنسان في بيان مشترك أن المناخ الوطني الحالي في مصر "يخلو من أي فضاء يمكن أن يجري فيه استفتاء مع ضمانات للحياد والنزاهة".
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
تداعيات "خطيرة"
رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد تشاتام هاوس، لينا الخطيب رأت أن هذه التعديلات "تمهد الطريق أمام الاستحواذ على السلطة" من قبل السيسي. وأضافت "ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الديمقراطية في مصر على المدى المتوسط وتجعل من الصعب تنافس أصوات سياسية بديلة على السلطة على المدى البعيد".