قال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة إنه يشعر "بالألم وخيبة الأمل" لأن المساعدات العالقة على الحدود التركية السورية منذ أسبوع لم تصل بعد إلى منطقة شرق حلب المحاصرة، رغم الهدنة التي أعلنت باتفاق روسي أمريكي.
إعلان
قال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم (الاثنين 19 سبتمبر/ أيلول 2016) في بيان "أشعر بالألم وخيبة الأمل لأن قافلة تابعة للأمم المتحدة لم تعبر حتى الآن من تركيا إلى سوريا ولم تصل بسلام إلى شرق حلب حيث لا يزال ما يصل إلى 275 ألف شخص محاصرين دون غذاء أو ماء أو مأوى ملائم أو رعاية طبية".
من جهة أخرى انقضى وقف لإطلاق النار أعلنه الجيش السوري لمدة سبعة أيام منتصف الليلة الماضية دون إعلان فوري عن تمديده اليوم الاثنين. غير أن مصدرا عسكريا سوريا أعلن ـ لوكالة فرانس برس ـ أن العمل باتفاق الهدنة سينتهي مساء الاثنين عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. وقال المصدر العسكري "أعلن الجيش السوري وقف العمليات القتالية حتى مساء الأحد، إلا أن الروس أعلنوا تمديدها بعد ذلك، ما يعني أنها ستنتهي مساء اليوم الاثنين عند الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ)". وأضاف "لا نعلم بعد ما إذا كان سيجري تمديد العمل بها".
وأعلن "نظام التهدئة" في 12 سبتمبر/ أيلول بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية وروسية. وتبادل مقاتلو المعارضة والحكومة الاتهامات بانتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار وهو الثاني هذا العام في الصراع السوري. وكان الجيش قد قال في بيان إعلان "التهدئة" إنها ستنقضي الساعة 11:59 مساء يوم أمس الأحد.
في سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يجب على روسيا أن تكون أكثر جدية في جعل الحكومة السورية تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ليل الأحد / الاثنين أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد كذلك أن يكون أكثر مسؤولية. تأتي تصريحات كيري بعد أن طالبت روسيا الولايات المتحدة بإعلان توضيح شامل عن غارات جوية "خاطئة" للتحالف الدولي في سورية أسفرت عن مقتل 90 جنديا سوريا.
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".