انتهاء حصار فندق هاجمه مسلحو حركة الشباب في مقديشو
١٠ يونيو ٢٠٢٣
تبنت حركة الشباب المتطرفة حصاراً استمر ساعات لفندق جنوب العاصمة الصومالية مقديشو وقالت إنها استهدفت مكانًا تتردد عليه السلطات. الحكومة الصومالية من جانبها قالت إن قوات الأمن قتلت المهاجمين وأنقذت عدداً من المدنيين.
إعلان
انتهى حصار استمر لساعات لفندق في مقديشو هاجمه مساء الجمعة (التاسع من يونيو/ حزيران 2023) إسلاميون متشددون في حركة الشباب، كما أعلنت اثنتان من وسائل الإعلام الرسمية من دون ذكر أي تفاصيل عن الخسائر.
وقالت قناة التلفزيون الحكومية (اس ان تي في) إن "القوات الأمنية نجحت في تحييد افراد الميليشيا (الشباب) الذين نفذوا هجوماً إرهابياً قاتلاً على فندق بيرل بيتش" الواقع على شاطئ الليدو في جنوب مقديشو، و"قتلتهم". وأضاف المصدر نفسه أنه تم إنقاذ "عدد كبير من المدنيين". وأكدت وكالة الأنباء الرسمية النبأ.
وأكدت مصادر أمنية واستخباراتية لوكالة فرانس برس طالبة عدم كشف هويتها، انتهاء الحصار. وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنها استهدفت مكانًا تتردد عليه السلطات.
وكان شهود اتصلت بهم وكالة فرانس برس، تحدثوا عن إطلاق نار كثيف بالقرب من المبنى. وقال ياسين نور الذي كان في مكان قريب أن مطعم الفندق كان "مزدحماً بعدما تم تجديده منذ فترة قصيرة". وذكر صحافي من فرانس برس أن عدداً من سيارات الإسعاف متوقفة أمام المبنى.
وكانت حركة الشباب هاجمت في آب/أغسطس 2020 "إيليت" وهو فندق آخر يقع على شاطئ الليدو مما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وشرطي. واحتاجت قوات الأمن لأربع ساعات من أجل استعادة السيطرة على المبنى.
تقاتل جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وتطالب بفرض الشريعة الإسلامية في البلاد منذ أكثر من 15 عاما، الحكومة الفدرالية المدعومة من المجتمع الدولي. وقد طردت من المدن الكبرى في البلاد في 2011 و2012، لكنها تتمركز بقوة في مناطق ريفية شاسعة.
وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "حرباً شاملة" عليهم وشن حملة عسكرية في أيلول/سبتمبر تسانده ضربات جوية أميركية خصوصا. لكن حركة الشباب تواصل شن هجمات عنيفة تؤكد قدرتها على ضرب قلب المدن الصومالية والمنشآت العسكرية.
وفي 26 أيار/مايو هاجم مسلحو الحركة قاعدة يسيطر عليها جنود أوغنديون من قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أتميس) في جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 54 جنديًا على الأقل.
وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022، انفجرت سيارتان مفخختان في مقديشو مما أدى غلى مقتل 121 شخصًا وجرح 333 آخرين، في أكبر حصيلة تسجل في هجوم منذ خمس سنوات في هذا البلد الذي يعاني من موجة جفاف تاريخية أيضا. وأدت ثلاثة هجمات متزامنة في بلدوين (وسط) إلى مقتل 30 شخصًا بينهم مسؤولون محليون، في أوائل تشرين الأول/أكتوبر. وقتل 21 نزيلا في فندق في مقديشو خلال حصار استمر ثلاثين ساعة في آب/أغسطس الماضي.
وحصار الفندق هذا أثار تساؤلات حول كيفية تمكن المتشددين الإسلاميين من الوصول إلى قلب منطقة مقديشو الإدارية الخاضعة لحراسة مشددة من دون أن يتم كشفهم.
وفي تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن 2022 كان العام الذي شهد مقتل أكبر عدد من المدنيين في الصومال منذ 2017. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى هجمات حركة الشباب.
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب)
"أرض الصومال" تعلق آمالاً على ميناء بربرة
جمهورية "أرض الصومال"، المعلنة ذاتيا منذ 25 عاماً، تعمل حالياً على تقوية علاقاتها الاقتصادية والبحرية مع محيطها، على الرغم من أنها لا تزال تعتبر دوليا كحكم ذاتي.
صورة من: DW/J. Jeffrey
خمسة وعشرون عاماً... ومستمرة
منذ تأسيسها في العام 1991، لم يعترف المجتمع الدولي بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة. لكن شبه الدولة هذه لا تزال على قيد الحياة. عزلتها تعني معرفة القليل عنها، لكن امتلاكها 850 كيلومتراً من السواحل البحرية يفرض أن لا تكون منسية بالكامل، على الأقل في محيطها. وبالفعل تزداد علاقاتها الحيوية قوة مع دول إقليمية كأثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
زحف التشدد
ترتفع نسبة الفقر والبطالة في أرض الصومال. ويعبر بعض المواطنين عن مخاوفهم من تزايد التشدد الإسلامي في أكبر مدنها هرجيسا، حيث لم تعد الموسيقا تنبعث من المقاهي، والمزيد من النساء يستبدلن العباءة السوداء بالثياب الصومالية المزركشة. لكن آخرين يقولون إن التشدد الديني يتعايش أيضاً مع التجمعات والأسواق المتحررة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
طريق طويل أمام البلاد
يأمل المسؤولون في أرض الصومال أن تتأثر البلاد من علاقاتها مع أثيوبيا المجاورة ومن نموها الاقتصادي. لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار في ميناء بربرة، قبل أن تصل إليه المزيد من السفن. والطرق المعبدة التي بنتها أثيوبيا من جهتها إلى الحدود المشتركة تبدو أقل قدرة على استيعاب السيارات الثقيلة في جانب "أرض الصومال".
صورة من: DW/J. Jeffrey
عنقاء هرجيسا
صلابة "أرض الصومال" تتجلى بوضوح في العاصمة هرجيسا. ويقول سعيد محمد، مدير معهد الأفق، إن "هرجيسا كانت مدمرة تماماً في العام 1991: كانت أنقاضاً ونفايات". ويضيف محمد، الذي تعمل شركته الاستشارية على مساعدة المجتمعات المحلية إلى التحول نحو التطور والاستقرار، "إن بعث الحياة فيها من جديد تم من قبل الرواد الأوائل الذين استقلوا القوارب الشراعية للحصول على المؤن من ميناء دبي".
صورة من: DW/J. Jeffrey
القوة الصومالية
يواجه الوافدون إلى العاصمة، ذات الـ800 ألف نسمة، مزيجاً من الصياح والفوضى في الأسواق المحلية وبالمجمعات السكنية. وتتفاخر هرجيسا ببعض المباني الإدارية ذات الواجهات الزجاجية، ونقاط الوصول إلى الإنترنت في المقاهي، وبالصالات الرياضية المكيفة، والتي تتناغم جميعها مع خصوصية القوة والديناميكية الصومالية.
صورة من: DW/J. Jeffrey
الحياة بين المهجر والماشية
تعتمد أرض الصومال على الأموال التي يحولها المهاجرون إليها، والتي تصل إلى 400 مليون دولار سنوياً، وعلى تجارة المواشي مع الدول العربية، وهو ما يشكل 65 بالمئة من الدخل القومي. ولدى الحكومة ميزانية تعتمد على الدعم المحلي. وهكذا فمن الصعب على أي حكومة أن تثبت جدارتها للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلي والقطاع الخاص.
صورة من: DW/J. Jeffrey
العزلة المالية
غياب الاعتراف بـ"أرض الصومال" يحرمها من دعم دولي مباشر وواسع النطاق من قبل مؤسسات كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعلى سبيل المثال، فإن أعضاء اتحاد النقل البحري في ميناء بربرة لا يحصلون على نفس الأجور – حوالي 250 دولاراً شهرياً - كنظرائهم الأجانب نظراً إلى أنهم لا ينتمون إلى منظمات معترف بها دولياً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
ممر بربرة
بربرة اسم يستدعي صور خط الاستواء والتجار الأفارقة والشمس الملتهبة. وتربط المدينة علاقة قديمة بالتجارة البحرية التي انهارت تحت وطأة ميناء جيبوتي إلى الشمال منها. وفي الوقت الحالي، فإن ميناءها القديم منهار ومملوء بالسفن الغاطسة حتى نصفها، بينما ميناؤها الحديث يخدم أقل من خمسة بالمئة من تجارة أثيوبيا، لكن التغيير قادم.
صورة من: DW/J. Jeffrey
البناء والمعرفة
يمتاز ميناء بربرة الحديث بأنه في الجانب الأكثر توسعاً من المدينة. ووقعت "أرض الصومال" وأثيوبيا اتفاقية تجارية في 31 مارس/ آذار 2016 لتشغيل الميناء. هذا التطور قد يعيد بربرة إلى العمل كمحور نقل إقليمي، يساعد على تطوير أرض الصومال، بينما تتعزز طموحاتها في بناء الدولة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
حان وقت الاستقرار
يعم السلام والأمن في "أرض الصومال"، ولذلك ينتشر صيارفة العملة على جانبي الطريق، وهم يكدسون رزم النقود. لكن طاقات اقتصاد البلاد غير مستغلة إلى الحد الأقصى. ورغم أن الشعب محاصر لعدم الاعتراف بدولته، ومع أن صبره قد ينفد، لكن مع ذلك فإن الأهالي يعملون ما بوسعهم للترحيب بالزوار الأجانب، وغالباً ما يقولون لهم: "شكراً لمجيئكم"، قبل أن يضيفوا: "نرجو أن تخبروا الآخرين عن بلدنا".