انجلترا تتفادى إفلاساً كروياً جديداً وتتأهل إلى الدور الثاني
١٥ يونيو ٢٠٠٦كرر المنتخب الإنجليزي كبواته المعروفة وجعلنا نعايش معه محنة الظهور المشرف أمام فرق ضعيفة لا اسم لها في عالم الكرة المستديرة. فالشوط الأول كان بمثابة إعلان إفلاس كروي، لأن نجوم الكرة الإنجليزية، من بيكهام ومرورا بلامبيرت وانتهاء بجيرالد لم يقدموا عرضا يليق باسمه والآمال المعقودة عليه من قبل جماهيره العريضة. أما في الشوط الثاني فتحسن أدائه نسبيا خاصة بعد التأثير الإيجابي لإدخال النجم روني وتقوية خط الهجوم. إلا أن الفرج جاء بعد معاناة حادة بعد تمريرة عرضية من بيكهام إلى رأس اللاعب العملاق بيتر كراوش الذي سددها برأسه داخل مرمى ترينيداد وتوباغو. وباتت انجلترا ثالث منتخب يبلغ الدور الثاني بعد ان ضمنت الإكوادور وألمانيا مقعديهما عن المجموعة الأولى. وكانت انجلترا تغلبت على البارغواي بالنتيجة ذاتها في الجولة الأولى، فرفعت رصيدها إلى ست نقاط، في حين تلتقي السويد والبارغواي ضمن المجموعة ذاتها مساء اليوم في برلين.
أما ترينيداد وتوباغو فكانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن انتزعت نقطة من السويد في مباراتها الأولى، ولكن على الرغم من ذلك، فإنها أثبتت قدرتها على إحراج الكبار. وأجرى مدرب انجلترا السويدي زفن غوران اريكسون تبديلا اضطراريا بإشراك جيمي كاراغر مكان غاري نيفيل المصاب بتقلص عضلي، لكن النبأ السار لأنصار المنتخب الإنكليزي كان وجود واين روني على لائحة اللاعبين الاحتياطيين، بعد ان منحه الفريق الطبي الذي اشرف عليه اليوم الضوء الأخضر لخوض المباريات.
أداء إنجليزي متواضع ودفاع قوي لترينيداد
وضغط المنتخب الإنجليزي منذ البداية آملا في تسجيل هدف سريع كما كانت الحال ضد البارغواي، لكنه اصطدم بدفاع متماسك ولم يتمكن من صنع العديد من الفرص على الرغم من تعدد الركلات الثابتة, في الوقت الذي اكتفى منتخب ترينيداد الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى بالدفاع بقتالية عن مرماه. وأطلق فرانك لامبارد كرة قوية فشل في السيطرة عليها الحارس شاكا هيسلوب فتهيات أمام مايكل أوين لكنه لم يحسن استغلالها وهو في مواجهة المرمى المشرع أمامه (6). وعوض هيسلوب، نجم المباراة الأولى ضد السويد، خطأه عندما ابعد ببراعة كرة سددها المهاجم العملاق كرواتش من مسافة قريبة وحولها ركلة ركنية (16). وجرب لامبارد مرة جديدة من مسافة بعيدة لكنه كرته مرت إلى جانب القائم الايمن (34).
وفي أول فرصة لترينيداد كادت تفتتح التسجيل عندما رفع دوايت يورك كرة داخل المنطقة تطاول لها ستيرن جون لكنه سددها خارج الخشبات الثلاث (37). وأضاع كرواتش فرصة ذهبية عندما تلقى كرة متقنة داخل المنطقة من قائده بيكهام وسددها بضربة مقصية في الخارج وهو على مسافة مترين من المرمى (43). وأنقذ جون تيري مرماه من هدف محقق عندما خرج حارسه بول روبنسون من مرماه في توقيت خاطىء وتنازع ريو فرديناند على كرة رأسية مع ستيرن وكانت في طريقها إلى داخل المرمى قبل ان يتدخل تيري في اللحظة المناسبة ويبعد الخطر (45). وأضاع أوين فرصة لا تهدر أيضا عندما وصلته كرة من ركلة ركنية رفعها بيكهام داخل المنطقة وسددها خارج الخشبات الثلاث من مسافة قريبة (56). وفشل المنتخب الإنجليزي في اختراق الدفاع الترينيدادي لمدة ربع ساعة في الشوط الثاني، فاضطر مدربه إلى لعب ورقة روني فاشركه مكان أوين غير الموفق في الدقيقة 58، كما استبدل كاراغر بارون لينون. واستمر مسلسل إهدار الفرص من الجانب الانجليزي عندما ارتقى كراوتش فوق الجميع وسدد الكرة فوق العارضة (69).
عقم هجومي إنجليزي
وإزاء العقم الهجومي لانجلترا، ادخل اريكسون الجناح السريع ستيف داونينغ مكان جول كول الذي لم ينجح في تموين المهاجمين بكرات متقنة. وتبادل كراوتش وروني الكرة ثم مررها الأول أمامية باتجاه لامبارد فلم يحسن استغلالها (77). ثم سدد اللاعب نفسه كرة مرت إلى جانب القائم الأيمن (78). وجاء الفرج عندما أرسل بيكهام كرة رائعة داخل المنطقة وهناك تطاول لها كرواتش بطوله الفارع (متران) وسددها برأسه من مسافة قريبة داخل الشباك ليتنفس أنصار المنتخب الصعداء.
وهي المرة الأولى التي يسجل فيها المنتخب الانجليزي في الشوط الثاني في النهائيات منذ أن هز شباك رومانيا في مونديال 1998. وأضاف المنتخب الانجليزي الهدف الثاني عندما تلاعب جيرارد بأحد مدافعي ترينيداد وأطلق كرة موجهة بيسراه من خارج المنطقة انتهت في الزاوية اليمنى البعيدة لمرمى هيسلوب في الوقت بدل الضائع.
بيكهام: "لم نفقد الأمل إطلاقا"
ومن جانبه أكد قائد منتخب انجلترا لكرة القدم ديفيد بيكهام بان فريقه كافح حتى النهاية للخروج فائزا على ترينيداد وتوباغو بهدفين متأخرين. وقال نجم ريال مدريد الأسباني: "لم نفقد الأمل إطلاقا وكافحنا حتى النهاية إلى أن نجحنا في الوصول إلى مبتغانا". وأضاف "أعجبتني الطريقة التي انهينا بها المباراة". وكشف "كنا ندرك صعوبة مهمتنا، لأنك من الصعب جدا اختراق منتخب يدافع بـ10 لاعبين وقد جعل لاعبو ترينيداد مهمتنا صعبة للغاية". وأشاد بيكهام بالتبديلين اللذين أجراهما المدرب السويدي زفن غوران اريكسون وقال "لم أفاجأ برؤية روني يدخل في منتصف الشوط الثاني، فهو جاهز بدنيا وفي حاجة إلى بعض المباريات ليستعيد كامل لياقته البدنية. لم نكشف عن المستوى الحقيقي للمنتخب حتى الآن، لان الأمور ستتحسن في المباريات المقبلة".