انخفاض مياه نهر الراين قد يؤدي لتداعيات كارثية في ألمانيا
٦ أغسطس ٢٠٢٢
سجل العلماء في ألمانيا انخفاضاً ملحوظاً لمستويات المياه في نهر الراين، الأمر الذي سيكون له تبعات اقتصادية وبيئية واجتماعية متعددة. في هذه الأثناء تتصاعد المخاوف من أن الأسوأ لم يات بعد.
إعلان
شواطئ ذات ضفاف رملية تزداد اتساعاً .. جزر تظهر فجأة في وسط النهر يمكن الوصول حتى إلى بعضها سيراً على الأقدام .. مناطق من نهر الراين تصبح أكثر ضحالة وينخفض فيها مستوى المياه.
ويحذر خبراء البيئة من أن استمرار تراجع منسوب المياه في نهر الراين إلى مستويات حرجة قد يؤدي إلى إغلاق الملاحة في النهر بشكل عملي.
وعلى الرغم من أن مستويات انخفاض المياه لم تصل حتى الآن إلى ما كانت عليه في عام 2018 حيث وقع انخفاض قياسي لمستويات المياه، فمن الواضح أن الأمور تتحرك في هذا الاتجاه، حيث سجلت مستويات المياه انخفاضاً كبيراً في نهاية الصيف. ولا يوجد حالياً أي تحسن في الأفق في المستقبل القريب.
النقل النهري.. المشكلة أكثر وضوحاً
في هذا السياق، بدأت شركات شحن البضائع تتأثر بالفعل بانخفاض مستويات المياه في النهر إذ لم يعد من الممكن تحميل السفن بالكامل، ما يجعل غاطس السفن أقل انخفاضاً عن ذي قبل، ولذلك تحمل السفن بحمولة أقل عن ذي قبل ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع المنقولة.
وإذا انخفض منسوب المياه إلى درجة أن العبارات وسفن الركاب لم تعد قادرة على الوصول إلى أرصفتها ، فسيتعين حتمًا تقييد حركة المرور أو إيقافها.
وعلى عكس الوضع عند ارتفاع منسوب المياه ، لا يوجد شرط قانوني أو رسمي فيما يتعلق بالوقت الذي لا يُسمح فيه للسفن بالإبحار في نهر الراينفإن كل قبطان مسؤول عن المناورة التي يمكنه القيام بها بسفينته حتى في المياه المنخفضة ليصل إلى وجهته بأمان، وفق ما نقل موقع SWR الألماني.
أزمة في محطات الطاقة
حذرت شركة يونيبر الألمانية للطاقة من أنها قد تضطر إلى تخفيض إنتاج الكهرباء من محطتين رئيسيتين تعملان بالفحم لأن منسوب المياه المنخفض في نهر الراين يهدد إمدادات الفحم.
ومن شأن هذه الخطوة، حال حدوثها، أن تؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة، الأمر الذي يهدد بسقوط اقتصاد ألمانيا، وهو الأكبر في القارة الأوروبية، في براثن الركود، وذلك بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الخميس.
وربما نجم عن تراجع مستويات المياه في النهر "تشغيل غير منتظم" في محطة شتاودينغر5- التابعة ليونيبر والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 510 ميغاواط، حتى وقت مبكر من أيلول/سبتمبر المقبل وكذلك في محطة داتلن4- التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1000 ميغاواط وذلك بسبب توافر كميات محدودة من الفحم في المحطتين.
وارتفع سعر الطاقة الألمانية للعام المقبل إلى مستوى القياسي بـ 57ر410 يورو لكل ميجاواط/ ساعة في بورصة الطاقة الأوروبية اليوم. وتراجعت العقود الآجلة للشهر المقبل رغم أن قيمة تداولها لا تزال تعادل ثمانية أمثال قيمتها في نفس هذا الوقت من العام الماضي
مخاطر بيئية
ومع ذلك ، لا يؤثر انخفاض المياه على الاقتصاد وحركة المرور فحسب - بل تتأثر البيئة أيضاً. إذ إنه بسبب انخفاض مستوى المياه في نهر الراين، تعاني النباتات والحيوانات داخل وحول النهر.
على سبيل المثال، يزداد تركيز الملوثات وترتفع درجة حرارة نهر الراين بشكل أكثر حدة بسبب انخفاض مستوى المياه، ما قد يسبب مشكلة كبيرة خاصة بالنسبة لبعض أنواع الأسماك المحلية.
أيضاً لا تعد السباحة في نهر الراين في هذا الوقت فكرة جيدة حتى مع مستويات المياه المنخفضة، إذ تحذر الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة (DLRG) بشكل قاطع من أن نهر الراين يشكل خطورة كبيرة على السباحين والسباحين ، خاصة في المياه المنخفضة. هذا لأنه كلما قل الماء ، أصبحت قناة النهر أضيق ، على سبيل المثال، وتزداد سرعة تدفق المياه بشكل أكبر.
ويحذر الخبراء من إن تيارات المياه في الأنهار غادر للغاية ، خاصة في نهر الراين ، ويمكنها ابتلاع الأشخاص بسرعة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يزداد خطر الإصابة بصدمات وكسور بسبب الاقتراب من القاع والصخور نظرا لانخفاض مستوى المياه في النهر.
عماد حسن
تغير المناخ: موجات حر وفيضانات وجفاف في مختلف أنحاء العالم
أدت أزمة المناخ إلى مضاعفة خطر تغيرات الطقس في جميع أنحاء العالم. وقد تسببت التقلبات الموسمية غير المنتظمة في حدوث فيضانات وحرائق غابات وموجات حر وجفاف على نطاق غير مسبوق.
صورة من: /Service Communication-Protocole SDIS 33/AP/dpa/picture alliance
موجة حرّ شديدة في أوروبا
تسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان. قال مسؤولون محليون إن حريقا في إسبانيا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي. كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع. فيما قال علماء إن موجات الحر أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ.
صورة من: Eduardo Sanz/Europa Press/abaca/picture alliance
فيضانات سيدني
جلبت بداية شهر تموز/ يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة. وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم.
صورة من: DEAN LEWINS/AAP/IMAGO
أمطار موسمية في باكستان
تضرب العواصف باكستان منذ منتصف حزيران/ يونيو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة. وقال وزير التغير المناخي إن الأمطار الأخيرة كانت أغزر بنسبة 87 في المائة من متوسط هطول الأمطار وإن باكستان يجب أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الفيضانات حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية في البلاد بشكل أسرع.
صورة من: Baluchistan Rescue Department/AP/picture alliance
قيود على المياه في إيطاليا
بعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام. فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه. وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا.
صورة من: Luca Bruno/AP/picture alliance
حرائق الغابات في الولايات المتحدة
حتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد. إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو / تموز وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها مما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص.
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
موجة حر في الصين
تعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية. في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار غزيرة وفيضانات. ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي.
صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
انهيارات الأرضية في شمال شرق البرازيل
تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في أيار/ مايو، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار.
صورة من: Lucio Tavora/Xinhua/picture alliance
جنوب أفريقيا أمطار غزيرة
في أبريل/ نيسان، ضربت أمطار غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم.
صورة من: ROGAN WARD/REUTERS
استمرار الجفاف في شرق إفريقيا
تشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود. حوالي 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا. يقول علماء إن الانخفاض في موسم الأمطار الربيعي، المرتبط بالمياه الأكثر دفئا في المحيط الهندي، يتسبب في هطول الأمطار بسرعة فوق المحيط قبل الوصول إلى اليابسة. أنا صوفي براندلن/ سارة شتيفن / ريم ضوا