أعلن حزبان يمنيان انسحابهما من جلسات الحوار التي استؤنفت في صنعاء بين القوى السياسية اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة. وأرجع حزب الإصلاح وحزب التنظيم الوحدوي سبب انسحابهما إلى ضغوطات جماعة الحوثيين.
إعلان
انسحب حزبان من محادثات الأزمة السياسية في اليمن اليوم الإثنين (التاسع من شباط/ فبراير) بعد أن قالا إنهما تلقيا تهديدات من حركة الحوثيين المهيمنة على البلاد.
ويتعلق الأمر بحزب الإصلاح، أكبر حزب معارض والذي يضم إسلاميين سنة وزعماء قبليين كبار، وحزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. وكان الحزبان قد انضما للقوى السياسية التي استؤنفت اليوم الحوار برعاية الأمم المتحدة من أجل الخروج من الأزمة اليمنية.
وقال عبد الله النعمان، أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إن ممثل الحوثيين مهدي المشاط أراد فرض خيارات على المجتمعين بالقوة من خلال ربط الحوار بـ "الإعلان الدستوري". كما أشار النعمان إلى أن الحوثيين هددوا باتخاذ "تدابير" ضد حزبه وضد حزب التجمع اليمني للإصلاح.
في صور ـ احتجاجات الحوثيين تجبر الحكومة اليمنية على تقديم تنازلات
صعَد الحوثيون من وثيرة احتجاجاتهم في الأيام الأخيرة، حيث نظموا مظاهرات حاشدة في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن مطالبين بإلغاء الزيادة في أسعار الوقود، قبل أن تتحول مطالبهم إلى الدعوة إلى استقالة الحكومة.
صورة من: AFP/Getty Images
احتجاجات واسعة في صنعاء
وصل الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية أوجه في الأيام الأخيرة، فقد تجمع الآلاف من أنصار الحوثيين، ومعظمهم شيعة، في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن للمطالبة باستقالة الحكومة وإلغاء قرار خفض الدعم.
صورة من: Reuters
غضب الحوثيين من الحكومة اليمنية
ينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية الشيعية. وتم تأسيس حركتهم عام 1992. ويتهم الحوثيون الحكومة اليمنية ذات الأغلبية السنية بتهميشهم ونهج مواقف التمييز ضدهم.
صورة من: Reuters
مطالب اقتصادية وسياسية
كان رفع أسعار الوقود أحد الأسباب الرئيسية في الاحتجاجات العارمة التي تشهدها اليمن حاليا. غير أن سقف مطالب الحوثيين لا يقتصر على التراجع عن الزيادة في أسعار الوقود وإنما المطالبة باستقلالية أكبر في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
قتلى في مواجهات شمال البلاد
شهدت محافظة الجوف شمال اليمن ليلة الخميس الماضي اشتباكات مسلحة أوقعت 16 قتيلا. ويخشى المراقبون من أن يدخل اليمن في حرب أهلية جديدة كتلك التي اندلعت فيه عام 2004 وخلفت آلاف القتلى.
صورة من: picture-alliance/dpa
غياب الأمن والاستقرار
رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الأطراف المتنازعة عام 2010، لم ينعم اليمن بالأمن. في عام 2011 اندلعت احتجاجات عارمة للمطالبة برحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد أن قضى أكثر من 30 عاماً في الحكم.
صورة من: DW/Saeed Al Soofi
رئيس مؤقت إلى حين انتخابات 2015
بعد الرئيس علي عبد الله صالح تم انتخاب خلفه عبد ربه منصور هادي رئيساً مؤقتا لليمن. ومن المنتظر أن تشهد البلاد عام 2015 استفتاء على دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية.
صورة من: Reuters
"القاعدة" أكبر مستفيد
استفاد "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" من الصراع الدائر بين المتمردين والحكومة اليمنية. فخلال فترة نقل السلطة من الرئيس صالح إلى الرئيس الانتقالي هادي، استطاعت القاعدة توسيع رقعة انتشارها في اليمن وقامت بعدد من الهجمات الإرهابية.
صورة من: Reuters
من "القاعدة" إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"
رغم نجاح القوات اليمنية في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة وتراجعها إلى صحراء محافظة حضرموت، فإن ذلك لم يمنع التنظيم من مواصلة أنشطته الإرهابية. وحسب تقارير إعلامية أمريكية فقد أصبح بعض مقاتلي "القاعدة" في اليمن أعضاء في "تنظيم الدولة الإسلامية" الإرهابي.
صورة من: AFP/Getty Images
8 صورة1 | 8
لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بنعمر أكد في بداية المحادثات أن "الحوار سيستأنف من حيث توقف الخميس"، أي قبل فرض الحوثيين "الإعلان الدستوري".
وكان الحوثيون قد أعلنوا يوم الجمعة الماضي عن تشكيل مجلس رئاسة جديد في اليمن في خطوة أحادية الجانب رفضتها في بداية الأمر أغلب الفصائل في البلاد.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على العاصمة اليمنية صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول الماضي بعد تمرد مستمر منذ عشر سنوات. كما أحكموا سيطرتهم الشهر الماضي على منازل مسؤولين كبار، مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى الاستقالة.