انضمام تركيا للاتحاد..إبقاء على المفاوضات وتقليص للمساعدات
٢٠ أكتوبر ٢٠١٧
في ردّ على "الوضع غير المرضي تماماً لحقوق الإنسان"، قررت دول الاتحاد الأوروبي تقليص المساعدات المالية الممهدة لانضمام تركيا إليه، وميركل تفشل في الحصول على الغالبية لتمرير قرار وقف مفاوضات الانضمام.
إعلان
تعتزم دول الاتحاد الأوروبي تقليص المساعدات المخصصة لتركيا، وفق ما أكدته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب عقب انتهاء فعاليات اليوم الأول من قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة إلى غاية اليوم الجمعة في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل. وسيتم تقليص المساعدات المالية لتركيا فيما يعرف بالمساعدات الممهدة للانضمام للاتحاد الأوروبي والتي تقدر بنحو 4.45 مليار يورو حتى عام 2020. وعادة ما يتم تقديم هذه المساعدات لمساعدة الدول التي تقود مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي للرفع من مستوى القطاعات الحيوية لديها إلى المستوى المطلوب.
ولم تحصل تركيا إلى غاية اللحظة سوى على نحو 258 مليون يورو. وقالت ميركل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة (20 تشرين الأول/أكتوبر 2017) إن المفوضية الأوروبية مكلفة بتقليص المساعدات ردّاً على "الوضع غير المرضي تماماً لحقوق الإنسان" في تركيا. وشددت ميركل أن تركيا باتت تبتعد تدريجياً عن معايير دولة القانون من خلال الاعتقال غير المبرر لألمان على سبيل المثال.
وأوضحت ميركل أن تقليص المساعدات على نحو مسؤول من شأنه ضمان عدم الإضرار بالذين يؤيدن نهجاً مختلفاً لتركيا، مضيفة أنه لن يكون هناك محادثات حول مطلب أنقرة بتوسيع الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، أشادت ميركل بجهود تركيا في أزمة اللاجئين، داعية إلى عدم قطع الجسور مع تركيا، وقالت: "أدعو إلى البحث عن الحوار مع تركيا"، مؤكدة في الوقت نفسه أهمية تبني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لموقف موحد تجاه التعامل مع تركيا، مشيرة إلى أنه لا يوجد أغلبية في الاتحاد الأوروبي تؤيد إنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد.
غير أن ميركل وفي حقيقة الأمر دعت في مناسبات سابقة إلى وقف محادثات الانضمام مع تركيا، غيرأنها لم تنجح في هذه القمة على الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء.
خ.س/و.ب (د ب أ، ك ن أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)