هل ترغب أن تحمل واحداً من الألقاب الأوروبية النبيلة، مثل دوق أو بارون؟ "دولة" في أوروبا تمكنك من أن تضيف هذا اللقب إلى اسمك بمبالغ تبدأ من 37 وتصل إلى 615 يورو، بل تبيع جواز سفرها أيضاً بـ250 يورو فقط.
إعلان
قد لا يعرف كثيرون "سيلاند"، وهي "دولة" لا تزيد مساحتها عن 550 متراً مربعاً وتقع قبالة السواحل البريطانبة. هذه الدولة المجهرية لا تعترف بها الأمم المتحدة ولا أيّ دولة أخرى. المساحة المأهولة منها ليست سوى صفيح فوق برجين حديديين كانت بريطانيا قد شيدتهما مع أبراج أخرى خلال الحرب العالمية الثانية.
تقول هذه "الدولة" عن نفسها في موقعها الرسمي إنها توجد في المياه الدولية، وإنها أصغر دولة في العالم. شعارها هو "من الماء، الحرية". تتحدث عن أنها تملك سيادة منذ عام 1967، وأن نظامها ملكي وراثي أساسه عائلة تحمل اسم بيتس. كما أنها تملك دستوراً ونشيداً وطنياً وإعلان استقلال وعلماً وعملة وطوابع بريدية. وفوق كل هذا، تطلب هذه الدولة من الناس أن يتبرّعوا لها ويدعموا استقلالها!
وبحسب عدة تقارير، فقصة إنشاء هذه "الدولة" المجهرية تعود إلى عام 1967، عندما احتل روي بيتس، صاحب إحدى إذاعات القراصنة في ذلك الوقت (إذاعات غير قانونية)، برجين حربيين من شخص آخر كان هو الآخر يبث انطلاقاً منهما إذاعة مشابهة. لكن عوض إطلاق بث الراديو، أعلن بيتس استقلال المساحة الحديدية فوق البرجين ولجأ إلى القضاء عندما حاول جنود بريطانيون استعادة البرجين، إذ أكد القضاء البريطاني أن البرجين لا يتواجدان في المياه الإقليمية البريطانية.
اشتهرت هذه الدويلة عندما حاول رجل أعمال ألماني يدعى ألكساندر أشنباخ الاستيلاء عليها بمساعدة مرتزقة، بما أنه يحمل جواز سفرها. لكنه فشل في مسعاه وتحوّل إلى رهينة في سيلاند، الأمر الذي دفع ألمانيا إلى إرسال دبلوماسي إلى البرجين للتفاوض على إطلاق سراحه، بعدما أكدت بريطانيا أن لا سيادة لها على البرجين، وهو ما استفاد منه بيتس، الذي اعتبر الزيارة الألمانية اعترافاً رسمياً بمملكته!
يحكم سيلاند حالياً مايكل، ابن روي بيتس، ويطلق على الحاكم اسم أمير، ولا يتجاوز تعداد من يسكنون هذه الأرض، وفق إحصائيات غير رسمية، 25 شخصاً. لكن ربما لا يجب أن تفرح بألقابها النبيلة إن قمت بشرائها، فقد عُرضت هذه "الدولة" بالكامل للبيع ما بين أعوام 2007 و2010 من قبل ملاكها، كما أن جواز سفرها غير معترف به في أيّ مطار بالعالم.
إ.ع/ ي.أ
القارة العجوز وأقاليمها الطامحة إلى الانفصال أو الإستقلال!
هناك عدة مناطق أوروبية تسعى للانفصال أو الاستقلال عن دولها، وذلك بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة، نتعرف في ألبوم الصور هذا على هذه المناطق أو الأقاليم، وسبب رغبتها بمفارقة الدول التي تشكل جزءاً منها الآن.
صورة من: DW/R. Wenkel
كاتالونيا
تسعى كاتالونيا إلى الانفصال عن إسبانيا لأسباب اقتصادية في الغالب، فالناس هناك يقولون بأن حكومة المركز في مدريد استنزفت ثرواتهم، ورغم أن البعض يرجع زيادة النزعة الانفصالية لدى الكاتالونيين إلى اضطهادهم بداية القرن العشرين من قبل الجنرال فرانكو، فإن الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 5.7 مليون نسمة، يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلال السياسي والثقافي، بما في ذلك وجود برلمان إقليمي.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gene
إقليم الباسك
يتطلع البعض في إقليم الباسك الذي يقع في شمال إسبانيا أيضاً إلى إقامة دولة خاصة بهم، لأسباب اقتصادية أيضاً، حيث إن الحكومة المركزية في مدريد تجمع ضرائب من مختلف المناطق الإسبانية وتقوم بتوزيعها على المناطق الإسبانية الأخرى، باستثناء إقليم الباسك. وعلى الرغم من أن القومية الباسكية ولغة الباسك قد قمعت أيضا تحت حكم ديكتاتورية فرانكو، إلا أن أقلية صغيرة من القوميين الباسكيين تنشط في أنحاء الإقليم.
صورة من: dapd
إسكتلندا
رغم تمتعهم ببرلمان خاص بهم، مازال الاسكتلنديون منذ اتحادهم في إطار المملكة المتحدة منذ حوالي 300 سنة يسعون إلى الحكم الذاتي الكامل، في عام 2014 قامت اسكتلندا بتنظيم استفتاء فشل فيه المؤيدون للانفصال، غير أن نتائج الاستفتاء المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي/ البريكست جددت رغبة الاسكتلنديين بإجراء استفتاء جديد لتحديد مستقبلهم علاقتهم بالمملكة المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/G. Stuart
فلاندرز (الإقليم الفلمنكي)
رغم أن الإقليم الذي يشكل أحد الأقاليم الفدرالية الرئيسية في بلجيكا يهيمن على المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد إلا أن ممثلها السياسي، التحالف الفلمنكي الجديد، يقول أنه يريد الاستقلال. وقد استطاع هذا التحالف تعزيز موقعه خلال الانتخابات التشريعية عام 2014 ليصبح حجر الزاوية في الحكومة الفدرالية اليمينية الناطقة بالفرنسية. وإذا تم الانفصال فإن بلجيكا ستفقد أكثر من نصف سكانها.
صورة من: Getty Images
بادانيا
هي حركة انفصالية في شمال إيطاليا تأسست عام 1989 وسميت برابطة الشمال لاستقلال بادانيا، وهدفها اقتصادي بحت، تنادي الرابطة باستقلال الشمال الإيطالي الغني مقارنة بمناطق الجنوب. وفي فترة التسعينات أراد حزب الرابطة/ ليغا نورد الانفصال الكامل. ورغم أن الأصوات المطالبة بالاستقلال خفت، إلا أن القلق ما زال يراود بقية المناطق الإيطالية بسبب تركز رأس المال في الشمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/ANSA/D. Trovato
جنوب تيرول
تلعب العوامل الاقتصادية والسياسية والتاريخية والثقافية جميعها دوراً في النزعة الانفصالية لجنوب التيرول عن إيطاليا. قبل الحرب العالمية الأولى كانت هذه المنطقة تنتمي إلى النمسا والمجر، لكنها أصبحت جزءاً من إيطاليا، في نهاية الصراع على الهيمنة على هذه المنطقة الهامة. يتحدث 70 بالمائة من الذين يعيشون في جنوب تيرول اللغة الألمانية. ويطالب سكان هذا الإقليم بالاستقلال عن إيطاليا منذ استعمارها.
صورة من: Kur- und Verkehrsamt Kiefersfelden
كورسيكا
تتمتع هذه الجزيرة المتوسطية بوضع خاص حيث تعتبر الوحيدة في فرنسا التي تحظى بهامش أكبر من السلطة الذاتية مقارنة بأقاليم ما وراء البحار. وبعد عقود من الصراع أعلنت المنظمة المسلحة السرية "جبهة التحرير الوطني فى كورسيكا"، في يونيو 2014 التخلي عن السلاح من أجل تعزيز العملية السياسية. وتخشى السلطات الفرنسية من مطالبة أقاليم فرنسية أخرى مثل بريتانى أو الالزاس بالانفصال، وتعتبر ذلك خطراً على وحدة البلاد.
صورة من: DW/E. Bryant
بافاريا
قليل من البافاريين يرغبون بدولة خاصة بهم، تعتبر ولاية بافاريا الإقليم الألماني الوحيد الذي يمثله حزب في البرلمان، ويحمل الإقليم اسم "ولاية بافاريا الحرة". ظهرت بوادر انفصال عبر دعوة السياسي من "الحزب المسيحي الاجتماعي" فيلفريد شارناغيل، في كتاب صدر عام 2012 بعنوان "بافاريا تستطيع العيش وحدها"، إلا أنه لم تظهر حركات سياسية تتبنى هذا النهج.
كريستوف هازلباخ/ ز.م/ محيي الدين حسين/ م.م