بعد ساعتين من انطلاق المركبة الفضائية الاوروبية فينوس من كازاخستان في اسيا الوسطى، اعلنت الوكالة الفضائية الأوروبية عن نجاح انفصال المركبة عن الصاروخ الذي حملها في رحلة الى كوكب الزهرة. هذه الرحلة التي كلفت 220 مليون يورو ينتظر منها تجميع عدد من المعطيات والمعلومات حول الحرارة وطبيعة تركيبة وكثافة الغلاف الجوي لهذا الكوكب.

الزهرة الكوكب الشقيق للأرض

نجمة الراعي، الكوكب الجحيم، فينوس كلها تسميات واحدة لكوكب الزهرة الذي يسمى أيضا الكوكب الشقيق للأرض، على اعتبار انه الكوكب الأقرب من الأرض ويتقاسم معها خصائص عديدة منها مثلا أن الإثنين يحتويان على طبقات صخرية ويتشابهان من حيث الحجم والمساحة غير أنهما يختلفان تماما من حيث تطور كليهما وايضا من حيث حركة الدوران. فالزهرة يدور في الاتجاه المعاكس للأرض كما أن دورانه حول ذاته يتم ببطء شديد اذ أن اليوم الواحد على كوكب فينوس يوازي 243 يوما على كوكب الأرض. ويعتبر كوكب الزهرة الكوكب الأكثر حرارة اذ تصل حرارته الى 460 درجة مئوية على السطح.

فينوس عدو المركبات الفضائية

يصف المسؤول عن برامج استكشاف النظام الشمسي في المركز الاوروبي للدراسات الفضائية فرانسيس روكار الزهرة بانه الأكثر عدائية للمركبات وذلك لكونه ذو بيئة حمضية وبسبب سماكة غلافه الجوي. هذا الأمر يسبب الاحتباس الحراري وبالتالي يجعل الكوكب شديد الحرارة. وبما أن هذا الكوكب يمتص عنصرا معينا من الأشعة ما فوق البنفسجية على بعد 80 كلم تقريبا ويحدث تغيرات مناخية كبيرة، فان طاقم الرحلة يأمل بالحصول على معلومات تفسر ظاهرة التغير الحراري على كوكب الارض، وذلك على حد قول جاك دوردين المدير العام للوكالة الفضائية الاوروبية. وتجدر الاشارة الى ان عدة مركبات امريكية وروسية سبق لها ان حللت تربة هذا الكوكب و قدمت عدة صور عن براكين يتساءل العلماء عن استمرار نشاطها.

الأهداف المرجوة من الرحلة

تتمثل الأهداف الأساسية لهذه الرحلة العالية التكاليف، في اجراء بحوث على مساحة كوكب فينوس وايضا بحث تأثيرات الإشعاعات الشمسية على هذا الكوكب. ويعد استكشاف الغلاف الجوي لكوكب الزهرة الذي يعتبر فريدا في النظام الشمسي على درجة كبيرة من الأهمية على حد قول هاكان سفديم أحد العلماء المشاركين في البعثة.

وعموما يجب على المركبة الفضائية فينوس الدوران حول كوكب الزهرة حوالي 486 يوما ارضيا، وقد تمدد بنفس المدة اذا دعت الضرورة ذلك.