انطلاق اقتراع ولاية هيسن..اختبار مصيري جديد لميركل
٢٨ أكتوبر ٢٠١٨
فتحت صناديق الاقتراع في ولاية هيسن، في انتخابات أقل ما يمكن وصفها بأنها سوف تكون مصيرية بالنسبة لجميع الأحزاب الألمانية المتواجدة في البوندستاغ. كما أنها ستحدد مصير ميركل رئيسة للاتحاد المسيحي الديمقراطي.
إعلان
يتوجه اليوم الأحد (28 أكتوبر/ تشرين الأول) في هيسن الألمانية، نحو 4,4 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد للولاية. ورغم أن انتخابات الولاية عادة ما تحظى باهتمام أقل، إلا أن ذلك لا يسري على انتخابات اليوم والتي أصبح لها تأثير مصيري على الحكومة الفيدرالية في برلين، بل وحتى على مصير المستشارة الألمانية ميركل ومنصبها كرئيسة للاتحاد المسيحي الدمقراطي.
وبات واضحا، أن حكومة ميركل الائتلافية تعاني من نزاعات داخلية ونتائج ضعيفة في استطلاعات الرأي، بدأت تترجم عبر صناديق الاقتراع، فقد فقدَ الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا قبل أسبوعين ولأول مرة، غالبيته المطلقة في معسكره التقليدي، مقابل اكتساح واضح لحزب صغير (20,3 بالمائة)، حزب الخضر المعارض في البوندستاغ.
وأكدت استطلاعات الرأي الأخيرة على الغموض الكبير المحيط بانتخابات هيسن، التي تضم الحاضرة المالية فرانكفورت، وهي أيضا واحدة من الولايات الأكثر ثراء في ألمانيا.
ويترأس حكومة الولاية الائتلافية الحالية فولكر بوفير، من حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، كما يضم الائتلاف الحاكم في الولاية أيضا حزب الخضر بزعامة النائب ذو الأصول العربية طارق الوزير.
انتخابات بافاريا 2018.. فشل تاريخي لحلفاء ميركل
كانت التوقعات تشير إلى حدوث زلزال انتخابي في ولاية بافاريا، وهو ما قد وقع فعلا، فقد خلط ناخبو بافاريا الأوراق حيث سجلت أحزاب خسائر تاريخية ونجحت أخرى في تحقيق مكاسب تاريخية في انتخابات برلمان بافاريا لعام 2018.
صورة من: picture alliance/dpa
برلمان بافاريا ونتائج تاريخية
أسفرت انتخابات برلمان ولاية بافاريا الألمانية التي نُظَّمت الأحد (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) عن خسارة تاريخية لحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (البافاري) وكذلك للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهما الحزبان الشريكان لحزب المستشارة ميركل المسيحي الديمقراطي في الحكومة الألمانية.
صورة من: Reuters/M. Dalder
خسارة تاريخية للحزب البافاري
خسر الاتحاد المسيحي الاجتماعي الأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها على مدار 50 عاما، وحصل في انتخابات 2018 على 37,3% من جملة الأصوات، أي بخسارة 10,4% عن انتخابات عام 2013، وفقا للنتائج الأولية. وتعد هذه أسوأ نتيجة للحزب في تاريخه وقال رئيس وزراء بافاريا ماركوس زودر (منتصف الصورة) إنها خسارة "مؤلمة" و "نقبل نتيجة الانتخابات بتواضع".
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Barth-Tuttas
أكبر خسارة في تاريخ الاشتراكيين
أما الخاسر الأكبر للانتخابات في بافاريا فكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حصد 9,6% وهي أسوأ نتيجة انتخابات في تاريخه، فقد كانت نسبة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الماضية في بافاريا 20,6%. وأصبح الحزب الذي قادته مرشحته الرئيسية في بافاريا ناتاشا كونن (الصورة) خامس قوة في البرلمان البافاري.
صورة من: Reuters/M. Rehle
الخضر يحققون فوزا تاريخيا
أما الفائز الأكبر فهو حزب الخضر المعارض. فقد حقق الخضر نسبة 17,8%، أي بزيادة تبلغ نسبتها 9,2% عن انتخابات عام 2013. وبتلك النتيجة أمسى الخضر ثاني أكبر قوة في برلمان بافاريا، وهي سابقة في تاريخ الحزب في الولاية. وقالت المرشحة الرئيسية للحزب كاتارينا شولتسه (الصورة) وهي تصف تلك اللحظة "لقد قفز قلبي" من الفرحة.
صورة من: Reuters/A. Gebert
الشعبويون يحصدون الأصوات من لاشئ
كما سجل حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، انتصارا كبيرا حيث حصل على 10,6% من الأصوات، رغم أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في الانتخابات في بافاريا. وبذلك يكون رابع قوة في البرلمان، خلف الناخبين الأحرار، الذين حصدوا 11,5 من جملة الأصوات. غير أن حزب البديل محكوم عليه بالبقاء في المعارضة فكافة الأحزاب الأخرى ترفض إقامة تحالف معه لتشكيل الحكومة.
صورة من: DW/H. Kiesel
5 صورة1 | 5
وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم الخضر (18,5 بالمائة). أما وفي حال هزيمة إدارة بوفير، فإن ذلك سيزيد الحرج على المستشارة وسيمنعها من الاحتفاظ برئاسة حزبها في مؤتمره المقرر في كانون أول/ديسمبر، خاصة وأن بوفيير يعد من رموز جناح ميركل.
إلى جانب ذلك، تعد أي نتيجة ضعيفة للديمقراطيين الاشتراكيين، شركاء حزب ميركل في الائتلاف، ، بمثابة مؤشر على زيادة الضغوط على قيادة الحزب من أجل ترك الائتلاف الحاكم. وهي مطالب قائمة منذ أن دخل الحزب في الائتلاف الحكومي، بينما حصل المعسكر الذي يطالب بذلك على دعم قوي وشعبية متزايدة داخل أروقة الحزب، عقب الانتخابات "الكارثية" في ولاية بافاريا، بعد أن اكتفى الاشتراكيون كحزب شعبي تقليدي بـ10 بالمائة فقط من مجموع الأصوات.
وفي حال قرر الشريك في الائتلاف الحاكم الخروج من الحكومة، فإن ميركل ستجد نفسها بين خيار حكومة أقلية وبين خيار الانتخابات المبكرة، بما قد يحمل هذا الخيار من مفاجآت قد تكون سارة لحزب "البديل من ألمانيا" الشعبوي المعادي للأجانب والمناوئ لسياسة ميركل.
ويعيش في هيسن نحو 7,5% من اجمالي عدد سكان ألمانيا.
و.ب/ م.س (د ب أ، ا ب د)
عشرة أسباب تغريك بزيارة ولاية هيسن
بفضل موقعها الجغرافي وسط ألمانيا تعد ولاية هيسن صلة وصل بين شمال ألمانيا وجنوبها. وإلى جانب تواجد مدينة المال والأعمال، فرانكفورت بولاية هيسن، فإن الولاية غنية بإرثها الثقافي والمعماري أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Zucchi
حوالي أربعمائة منزل مبني من الطين والخشب، لا يزال موجودا في ولاية هيسن الألمانية. وتبدل سلطات المدينة مجهودات كبيرة للحفاظ عليها. وتحيل هذه المنازل على الفن المعماري الذي كان سائدا في القرون الوسطى، والذي كان يمزج بين الطين والخشب لضمان بناء ثابت ومستدام. ويمكن لزوار مدينة فريتسلر، الواقعة شمال ولاية هيسن الاستمتاع بليلة هادئة ورومانسية في مثل هذه المنازل الخشبية الواقعة وسط المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gierth
الأخوان يعقوب وفيلهلم غريم، المشهوران بقصصهما الشعبية الألمانية، مثل سندريلا والأمير الضفدع والأقزام السبعة..مولودان في ولاية هيسن، وبالتحديد في مدينة هاناو ضواحي فرانكفورت. الأخوان غريم درسا في جامعة ماربورغ، حيث اكتشفا هناك انجذابهما للقصص الشعبية الألمانية، والتي كرسا حياتهما من أجلها.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
تزخر ولاية هيسن بمناظرها الطبيعية. وقد تم، قبل حوالي قرن من الآن في هيسن بناء أكبر بحيرة اصطناعية بألمانيا، ويبلغ طولها 27 كيلومترا. وتحيط جبال كثيرة بالولاية، ففي الجنوب توجد جبال أودنفالد (Odenwald) وفي الغرب تنتشر جبال تاونوس (Taunus) أما في الشرق فتوجد أكبر قمة جبلية في الولاية ضمن سلسلة جبال روهن (Rhön).
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Zucchi
في ولاية هيسن وبالتحديد بمدينة كاسل يقام كل خمس سنوات أهم معرض للفن المعاصر (Documenta). وتستضيف المدينة أعمال فنية متميزة يعرض جزء منها في حديقة كارلساو، التي تعتبر واحدة من أجمل المنتزهات الداخلية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Zucchi
حوالي 350 ألف لتر من الماء تتدفق من شلالات المنتزه الجبلي (Wilhelmshöhe) بمدينة كاسل، والذي يعتبر أكبر منتزه جبلي في أوروبا. وقد أدرجته منظمة اليونسكيو عام 2013 ضمن التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Zucchi
تشتهر مدينة باد هيرسفيلد الواقعة شمال شرق ولاية هيسن بأطلالها القديمة، والتي تتحول كل صيف إلى ساحة للعروض الفنية. وتتميز هذه الأطلال بسقفها المتحرك الذي صممه المهندس المعماري فراي أوتو. فخلال دقائق معدودة يمكن تغطية الأطلال بسقف متحرك، وبالتالي حماية المتفرجين بشكل كامل من الأمطار والرياح.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sennewald
كل من زار مدينة دارمشتات بولاية هيسن إلا وانبهر بما يسمى برج الزفاف، وهو عبارة عن مبنى شامخ يتخد شكل يد في اتجاه السماء. ويتم في هذا المبنى، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1900، مراسم زفاف 500 شخص سنويا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
مدينة فيسبادن، عاصمة ولاية هيسن، تحولت منذ القرن 19 إلى منتجع صحي شهير بفضل ينابيعها المائية المعدنية. واعتاد الزوار الروس، وخاصة النبلاء منهم على زيارة المدينة منذ فترة طويلة للاستمتاع بجمالها الفريد. وتقف الكنيسة الروسية الموجودة بالمدينة شاهدة على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
احتفل متحف شتيدل بمدينة فرانكفورت عام 2015 بمرور 200 عام على إنشائه. ويشتهر المتحف بلوحة الأديب والشاعر الألماني غوته، والتي رسمها الرسام جون فيلهيلم تيشباين، المولود أيضا في ولاية هيسن.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Edelmann/Städel Museum/ARTOTHEK/The British Museum(Ausschnitt)
مدينة فرانكفورت هي أكبر مدن ولاية هيسن، وتوجد بالمدينة 500 مبنى بارتفاع يزيد عن ستين مترا. وبشرق المدينة يوجد مقر البنك المركزي الأوروبي، وهو عبارة عن ناطحة سحاب يبلغ ارتفاعها 185 مترا.