سوريا – بدء الانتخابات البرلمانية بالمناطق الخاضعة للأسد
١٣ أبريل ٢٠١٦
انطلقت اليوم الأربعاء الانتخابات البرلمانية التي يجريها النظام السوري في المناطق الخاضعة له وسط انتقادات من قبل المعارضة. يأتي ذلك في حين تشهد البلاد تصعيدا في أعمال العنف بعد ستة أسابيع من وقف إطلاق النار.
إعلان
فتحت مراكز الاقتراع اليوم الأربعاء أبوابها (13 أبريل/نيسان 2016) في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أي ما يعادل ثلث الأراضي السورية ويقطنها 60 بالمئة من السكان، عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي لاستقبال الناخبين لمدة 12 ساعة، إلا إذا ارتات اللجنة القضائية تمديد الفترة الزمنية "إن دعت الضرورة لذلك".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) "المراكز الانتخابية تفتح أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني في مختلف المحافظات"، مشيرة إلى وجود "أكثر من 7300 مركز انتخابي في محافظات مختلفة". وبث التلفزيون السوري صورا حية لمراكز اقتراع فيها ناخبون يدلون بأصواتهم في دمشق واللاذقية وطرطوس (غرب).
ويعد هذا الاقتراع الثاني منذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011، وأعلن 11341 شخصا يزيد عمرهم عن 25 عاما عن ترشحهم في بداية الامر لشغل 250 مقعدا. ويتنافس حاليا 3500 مرشحا بعد أن انسحب البقية من السباق "لاعتقادهم أنهم غير قادرين على المنافسة"، حسبما أشار رئيس اللجنة القضائية هشام الشعار للصحافة.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
ويتزامن الاقتراع مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة بإشراف الامم المتحدة الأربعاء في جنيف. كما تقام الانتخابات التشريعية فيما تخشى البلاد من الوقوع مجددا في حرب معقدة يشترك فيها النظام والفصائل المعتدلة والاسلامية بالاضافة الى الجهاديين من تنظيم "الدولة الاسلامية" وتنظيم "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سوريا.
ومن المتوقع أن تكون نتائج الاقتراع مماثلة للاقتراع الذي جرى في أيار 2012 بحسب خبراء. وسمح لعدد من الأحزاب المرخصة حينها للمرة الأولى بالمشاركة، لكن حزب البعث حصل على أغلبية المقاعد لولاية تبلغ أربع سنوات.