انطلاق مشاورات تشكيل ائتلاف حكومي كبير بقيادة ميركل
٧ يناير ٢٠١٨
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية في ألمانيا، يبدأ المحافظون والاشتراكيون الديمقراطيون مشاوراتهم لتشكيل تحالف حكومي. ويتوقع أن تجري المناقشات في أجواء من التوتر خصوصا بشأن السياسة المتعلقة بالهجرة.
إعلان
يلتقي القادة الرئيسيون للاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة المستشارة ميركل والاتحاد الاجتماعي المسيحي بقيادة هورست زيهوفر مع قادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي اليوم الأحد (السابع من كانون الثاني/يناير 2017) في مقر الحزب الاشتراكي في العاصمة برلين في اليوم الأول من المشاورات الأولية لتشكيل حكومة.
وعلى الرغم من إشارت "التفاؤل" التي بعثها الشركاء المحتملون، إلا أنه من المتوقع أن تجري المناقشات في أجواء من التوتر خصوصا بشأن السياسة المتعلقة بالهجرة. وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتس في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الجمعة الماضية "سيكون الأمر صعبا وسنبقى حازمين".
وكان الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحليف البافاري للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده ميركل، طالب في الأيام الأخيرة بالتشدد حيال اللاجئين في البلاد بينما يريد الحزب الاشتراكي الديموقراطي تليين شروط لمّ الشمل العائلي.
وكتبت صحيفة "دي فيلت" أن "الحزب الاشتراكي الديموقراطي يمكن أن يتفاهم بسرعة مع حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لكن مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيكون الأمر صعبا".
ويفترض أن يخوض الحزب الاجتماعي المسيحي انتخابات في معقله في الخريف، يمكن أن يخسر فيها أغلبيته المطلقة مع صعود اليمين المتطرف.
وكانت ميركل أخفقت في تشرين الثاني/نوفمبر في التوصل إلى أرضية تفاهم مع حزب الخضر والليبراليين. ولتشكيل سلطة تنفيذية تملك أغلبية في مجلس النواب، لم يعد أمامها سوى التحالف مجددا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو الحل المفضل لديها، مقابل الذهاب إلى حكومة أقلية.
ز.أ.ب/و.ب (أ ف ب، د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)