انطلاق المفاوضات الأوروبية الأمريكية حول منطقة التبادل الحر
٨ يوليو ٢٠١٣افتتحت الممثلية الأميركية للتجارة الخارجية وكبير المفاوضين الأوروبيين اينياسيو غارسيا بيرسيرو اليوم الاثنين (8 يوليو/تموز) الجولة الأولى من المحادثات حول إقامة منطقة للتبادل الحر بين ضفتي الأطلسي في غياب أي وسيلة إعلامية. وستختتم هذه الجولة من المحادثات الجمعة بمؤتمر صحافي مشترك. الا ان هدف الاتفاق طموح جدا ويكمن في إلغاء مجمل الحواجز الجمركية، وخصوصا التنظيمية التي تعرقل المبادلات بين الولايات المتحدة، اول قوة اقتصادية في العالم، والاتحاد الأوروبي، ابرز شريك تجاري لها.
وفي شباط/فبراير أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما ان "تجارة حرة ومتوازنة من على جانبي الأطلسي ستدعم ملايين الوظائف الأميركية ذات الرواتب المرتفعة"، ممهدا بذلك لبداية هذه العملية التي ترمي الى الالتفاف على مأزق المحادثات المتعددة الأطراف في منظمة التجارة العالمية.
وفيما يخص الجانب الأوروبي فان هذه السوق الجديدة التي تعد قرابة 820 مليون شخص، قد تتيح مكافحة الانكماش الذي يضرب منطقة اليورو منذ ستة فصول متتالية. وكان كاريل دو غوشت المفوض الأوروبي للتجارة الذي سيكلف المباحثات قال في آذار/مارس "انها خطة التحفيز الأقل كلفة التي يمكن تصورها".
وبحسب دراسة جديدة لمركز الأبحاث حول السياسة الاقتصادية ومقره لندن، فان الاتفاق عبر الأطلسي حول التجارة والاستثمار سيضخ سنويا 119 مليار يورو في الاقتصاد الأوروبي و95 مليارا في اقتصاد الولايات المتحدة. لكن المحادثات التي قد تمتد لسنوات عدة لن تكون خالية من العقبات.
وقد تبرز خلافات جديدة حول الزراعة، وخصوصا حول الزراعات المعدلة وراثيا التي تزرع على نطاق واسع في الولايات المتحدة، في حين انها تخضع لضوابط صارمة في الاتحاد الأوروبي. وقد يدافع الأميركيون أيضا بكل قوتهم عن قطاعاتهم التي تحظى بالحماية.
وأخيرا أعلن سكوت بول رئيس تحالف الصناعة الأميركية، ابرز مجموعة للدفاع عن مصالح الصناعيين في البلاد "نحن قلقون للغاية من إرادة الاتحاد الأوروبي فتح باب المنافسة أمام الأسواق العامة".
وأضفت الفضائح التي انكشفت حول تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على مكاتب الاتحاد الأوروبي المزيد من التوتر بين الطرفين. وبحسب وثائق قدمها ادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الأميركية المطلوب من الولايات المتحدة حاليا, فقد كانت ممثليات الاتحاد الأوروبي في واشنطن والامم المتحدة موضع مراقبة مكثفة (زرع ميكروفونات في المبنى وتسلل إلى شبكة المعلومات...) من جانب الأميركيين.
م. أ. م / م. س (أ ف ب، رويترز)