انطلاق فعاليات اليوم العالمي للحماية من مخاطر الانترنت
٧ فبراير ٢٠٠٧انطلقت في أكثر من سبع وثلاثين دولة فعاليات اليوم الدولي للتعريف بمخاطر الانترنت على الأطفال وذلك تحت عنوان: "يوم إنترنت آمن". ففي هذا السياق عقدت في مدن ألمانية مختلفة ورشات عمل متنوعة وندوات حول هذا الموضوع. وتتمركز أهداف هذا اليوم الدولي حول المطالبة بإعطاء اهتمام أكبر لموضوع الحماية من الانترنت، إضافة إلى توعية مستخدميه ودفعهم للتفكير بشأن تلك المخاطر. وفي هذا الصدد تتجه الآراء لجعل موضوع الحماية في الانترنت كجزء لمشروع عالمي، تهتم به كل القطاعات الإعلامية والقطاعات العامة. وعلى الصعيد الأوروبي هناك توجهات بقيام اللجان الأوربية من خلال الاتحادات العالمية بعمل دعاية لمواجهة هذه المخاطر في إطار ما يسمى "ببرنامج الانترنت المحمي".
مخاطر الانترنت على الأطفال
وفي إطار فعاليات هذا اليوم الدولي طرح عدد من التساؤلات حول طبيعة الأضرار التي يمكن أن تلحق مستخدمي الانترنت وخصوصا من الأطفال وإذا ما كان هناك نوع من المبالغة حول مخاطر الانترنت وما طبيعة الإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة مثل هذه الأضرار وما هو دور العائلة في هذا الاتجاه. وفي هذا السياق ينادي بعض المسؤولين في نادي Chaos Computer Club الألماني بضرورة تفعيل رقابة الأهل على استخدام الأطفال للانترنت بدلا عن البرامج الالكترونية المخصصة لذلك. ويدخل في هذا الإطار إرشادهم لكيفية الاستفادة من الانترنت في أمور أخرى غير تلك التي تشجع العنف والأمور الجنسية و تدعو للشعارات المتطرفة. وعلاوة على ذلك فإنهم يرون من الأهمية بمكان شرح مشاكل ومخاطر استعمال غرف الدردشة الالكترونية والندوات للإباء والأطفال بواسطة أشخاص لهم معرفة في هذا المجال.
ويرى القائمون على نادي الحاسوب المذكور أعلاه بأن الطريقة المثلى في تغيير سلوك هؤلاء الأطفال يجب ألا تكون بمحاولة منعهم من استخدام غرف الدردشة لأن هذه الطريقة قد تأتي بنتائج سلبية وتجذبهم أكثر إلى استخدام هذه الغرف بدلا من تجنبها. ولذا فهم ينصحون الآباء باتباع أسلوب تربوي متدرج، هدفه حماية الأبناء من مخاطر الانترنت وتعرفيهم عليها، لاسيما بسبب عدم تمكنهم من مراقبة كل ما يفعله أبناؤهم. من ناحية أخرى أوضحوا بأن فكرة مراقبة الانترنت من قبل جهات مختصة لن تؤتي أكلها حسب ما أظهرته نتائج الدراسات في الفترة السابقة.
التصدي لمخاطر الانترنت مسؤولية جماعية
من ناحية أخرى أوضح المسؤول بمنظمة حماية الشباب الألمانية فريدمان شندلر أهمية تعريف الأطفال بقواعد تصفح الانترنت في بداية الأمر، كما يحدث عند تعليمهم لقواعد سير المرور والانتباه لحركة السيارات. وأضاف أيضا بأن الخطورة الكبرى بالنسبة للأطفال تكمن في استعمالهم لغرف الدردشة. ففي هذا الإطار أوضحت عدة دراسات أجريت مؤخرا أن نحو 60 بالمائة من الأطفال الذين يدخلون هذه الغرف بهدف التعارف يجهلون هوية من يتحدثون إليه وأن الكثير منهم لا يتوخون الحيطة و الحذر عند استعمال الانترنت. كما أضاف قائلا: "نحن بدورنا نقوم بتوزيع منشورات وإقامة حفلات أو عرض مواضيع هامة بالانترنت تهدف لمساعدة أولياء الأمور وإرشاد الشباب بأسلوب تربوي لتجنب مخاطر الانترنت. كما يجب على الإباء معرفة نوعية أو مضمون الصفحات التي يتصفحونها وبأن يكونوا رهن إشاراتهم لكل سؤال أو مشكلة". ولكن من ناحية أخرى فإن شندلر يؤيد ضرورة وجود مراقبة الانترنت عبر الجهات المختصة من أجل تحسين حماية الشباب من مخاطر الانترنت ومضارها.