انتقدت تركيا بشدة قرار المحكمة الدستورية الألمانية بمنع بث خطاب للرئيس أردوغان أمام مظاهرة انطلقت الأحد لإظهار تأييد له في كولونيا الألمانية. في غضون ذلك فرقت الشرطة مظاهرة لليمين المتطرف مناهضة لأردوغان في كولونيا.
إعلان
قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك على تويتر اليوم الأحد (31 يوليو/تموز 2016) إن قرار محكمة ألمانية منع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إلقاء كلمة أمام مسيرة بمدينة كولونيا الألمانية عبر دائرة تلفزيونية يتعارض مع القيم الديمقراطية وحرية التعبير.
وأضاف باللغة الإنجليزية عبر حسابه الرسمي على تويتر "قرار المحكمة الدستورية الألمانية بشأن المسيرة المناهضة للانقلاب في كولونيا يمثل عودة إلى الوراء لحرية التعبير والديمقراطية."
ووجهت الدعوة لتنظيم المسيرة دعما للرئيس التركي بعد محاولة انقلاب فاشلة يومي 15 و16 يوليو تموز. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن المحكمة الدستورية في ألمانيا أصدرت قرارا بمنع نقل خطاب للرئيس التركي عبر دائرة تلفزيونية بسبب مخاوف تتعلق بالنظام العام. وتعيش في ألمانيا أكبر جالية تركية في الخارج.
من جهتهم، أكد منظمو المظاهرة الموالية لأروغان، التي انطلقت بعد ظهر اليوم الأحد في مدينة كولونيا الألمانية الطابع الديمقراطي والسلمي للمظاهرة. وقد بدأ نحو عشرين ألف شخص بحسب الشرطة التجمع تأييدا للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب، في أجواء من التوتر تسود الجالية التركية في البلاد. وتجمع أنصار أردوغان على الضفة اليمنى لنهر الراين ملوحين بالعلم التركي. وانشدوا النشيد التركي ثم النشيد الألماني قبل أن يلتزموا دقيقة صمت حدادا على ضحايا محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو.
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."
صورة من: DW/D. Cupolo
8 صورة1 | 8
وقال بولينت بيلجي، الأمين العام لاتحاد الديمقراطيين الأوروبيين- الأتراك، إنه لن يتم التظاهر ضد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا فحسب، ولكن سيتم التظاهر أيضا لتأييد الديمقراطية. وأضاف قائلا: "إن الأمر يتعلق اليوم بتوفير تعايش سلمي ومتوائم واحترام متبادل". يشار إلى أن هذا الاتحاد مقرب لحزب العدالة التنمية في تركيا وهو الحزب الحاكم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تفريق مظاهرة لليمين المتطرف
في غضون ذلك، وتزامنا مع المظاهرات المؤيدة لأردوغان في مدينة كولونيا، انطلقت أربع مظاهرات مناهضة للرئيس التركي في أربع مناطق بمدينة كولونيا. ومن هذه المظاهرات واحدة نظمتها الحركة اليمنية المتطرفة "المعروفة باسم من أجل ولاية شمال الراين وستفاليا Pro NRW". وشارك في هذه المظاهرة التي كان من المقرر أن تنطلق من محطة القطارات الرئيسية في كولونيا نحو مكان المظاهرة المؤيدة لأردوغان نحو 400 يميني متطرف.
بيد أن شرطة الولاية أعلنت في تغريدة لها على مواقع تويتر للتواصل الاجتماعي أنها قامت بتفريق المظاهرة بعد أن عثرت لدى المتظاهرين على مواد ممنوعة ووجدت بعضهم سكارى.
ويذكر أن المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر الألمانية قد منحت المنظمين الأحد ترخيصا للتظاهر في المنطقة المذكورة.