انطلاق مهرجان كان - مشاركة سعودية تاريخية وجدل "مي تو" يتكرر
١٥ مايو ٢٠٢٤
على وقع جدل الاتهامات الجنسية، انطلق مهرجان كان السينمائي بجنوب فرنسا. المشاركة العربية ليست قوية؛ لكن السعودية دخلت التاريخ، بينما قد يكون المهرجان آخر حدث ضخم يتوج فيه المخرج الشهير كوبولا.
إعلان
انطلق مهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين مساء أمس الثلاثاء (14 مايو/ أيار 2024)، حيث سار نجوم مثل ميريل ستريب وجين فوندا وهايدي كلوم على السجادة الحمراء في مدينة كان بمنطقة كوت دازور على البحر المتوسط، بجنوب شرقي فرنسا.
وتجيء المشاركة العربية في هذه النسخة من مهرجان كان خجولة نسبياً، إذ يوجد فيلم عربي وحيد في مسابقة "نظرة ما" وهي المسابقة الثانية في المهرجان بعد المسابقة الرئيسية.
ويتعلق الأمر بفيلم "نورة" للمخرج توفيق الزيدي، وهي المرة الأولى في تاريخ مهرجان كان السينمائي الدولي، التي يتواجد فيها فيلم سعودي ضمن المسابقتين الأوليين. وضمن فقرة العروض الأولى، سيتم عرض الفيلم المغربي "الكل يحب تودة" للمخرج نبيل عيوش.
وتوجد عدد من الأفلام العربية في مسابقات فرعية داخل مهرجان كان، منها فيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، ضمن مسابقة "أسبوع المخرجين"، بينما يشارك الفيلم التسجيلي المصري "رفعت عيني للسما" في المسابقة الرسمية لـ"أسبوع النقاد".
جدل الاعتداء الجنسي
وتشهد نسخة هذا العام من المهرجان توالي الاتهامات بالاعتداء الجنسي في قطاع السينما الفرنسية، بعد خمسة أشهر من إعلان الممثلة الفرنسية جوديت غودريش الصوت ضد الاعتداءات الجنسية في السينما الفرنسية.
وستعرض الممثلة، التي اتهمت المخرجين الفرنسيين بونوا جاكو وجاك دويون باغتصابها في فترة مراهقتها، اليوم الأربعاء فيلماً قصيراً بعنوان Moi Aussi ("أنا أيضا") تكريما للضحايا.
ويشكّل هذا العرض محطة بارزة بدلالاتها، في وقت طالبت مئة شخصية، بينهم ممثلاث شهيرات من أمثال إيزابيل أدجاني وإيمانويل بيار وجولييت بينوش، بقانون شامل ضد العنف الجنسي في فرنسا.
السعفة الفخرية لـ"سيدة هوليوود الكبرى"
وكان من أبرز المحطات خلال أمسية الافتتاح مساء الثلاثاء، منح السعفة الذهبية الفخرية "لسيدة هوليوود الكبرى" النجمة الأمريكية ميريل ستريب البالغة 74 عاماً، والتي تُعدّ من أشهر الممثلات في تاريخ هوليوود، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.
وحظيت ستريب، التي ارتدت فستاناً أبيض ملفوفاً بأكمام طويلة، بحفاوة بالغة من الجمهور. وقالت ستريب: "عندما كنت في مدينة كان للمرة الأولى قبل 35 عاما كان لدي ثلاثة أطفال، وكنت على وشك أن أبلغ الأربعين من عمري واعتقدت أن مسيرتي قد انتهت". وتابعت ستريبت: "السبب الوحيد لوجودي هنا اليوم واستمرار ذلك هو الفنانون الموهوبون جدًا الذين عملت معهم (...). وشكرت ستريب الجمهور وقالت "إنني ممتنة جدًا لأنكم لم تتعبوا من وجهي بعد".
والتقت ستريب في كان مجدداً بغريتا غيرويغ التي شاركت النجمة الهوليوودية في فيلمها "ليتل ويمن" سنة 2019. وتخطو غريتا غيرويغ، التي أصبحت مذاك أول مخرجة تحقق أكثر من مليار دولار من خلال فيلم "باربي"، خطواتها الأولى كرئيسة للجنة تحكيم مهرجان كان، في مؤشر جديد إلى تبدل موازين القوى في عالم الفن السابع. وقد تم الترحيب على المسرح بغيرويغ مساء الثلاثاء بجانب ستريب.
وتضم اللجنة أيضاً أسماء شهيرة أخرى، من أمثال الممثل الفرنسي عمر سي أو الممثلة الأمريكية المنتمية إلى السكان الأصليين ليلي غلادستون التي لفتت الانتباه قبل عام في مهرجان كان من خلال مشاركتها في فيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، وأيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
كما تُشكّل مشاركة المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا (85 عاماً) وعدد من زملائه في ما عُرف بـ"هوليوود الجديدة" في المسابقة الرسمية بفيلم "ميغالوبوليس" Megalopolis خطوة تتعدى أهميتها الأشخاص أنفسهم، إذ يوجّه من خلالها المهرجان تحية قد تكون الأخيرة لحركة غيّرت تاريخ السينما.
وينتافس كوبولا مع المخرج بول شريدر، المعروف أكثر بكونه كاتب سيناريوهات أفلام مارتن سكورسيزي، وخصوصاً "سائق التاكسي" Taxi Driver"، ويطمح شرايدر إلى أن يحقق فوزاً أول بالجائزة بفضل "أُو، كندا" Oh, Canada.
وتمكن المخرج الإيراني محمد رسولوف، المحكوم عليه بالجلد وبالسجن خمس سنوات في وطنه، من مغادرة إيران قبل وقت قصير من المهرجان، كما أعلن هو نفسه على إنستغرام. ومن المحتمل أنه غادر إيران براً إلى تركيا ولا يزال بإمكانه الوصول إلى مدينة كان لعرض فيلمه.
وهناك تكهنات بأن رسولوف قد يحضر العرض الأول لفيلمه "بذرة التين المقدس" يوم الجمعة القادم. وقال المخرج الذي فاز من قبل بالجائزة الكبرى لمهرجان برلين السينمائي عن فيلم "لا يوجد شر" عام 2020 إن السلطات الإيرانية ضغطت عليه من أجل سحب فيلمه من مهرجان كان.
ع.ا (أ ف ب، رويترز، موقع كان)
شظايا "حرب بوتين" على أوكرانيا تصل مهرجان كان السينمائي
يعرض مهرجان كان السينمائي في دورته لهذا العام 2022 مجموعة هائلة من الأفلام: من أفلام الزومبي الدموية إلى قصص الحب والأفلام الوثائقية السياسية، غير أن "حرب بوتين" على أوكرانيا كانت حاضرة أيضاً.
صورة من: Marie-Clémence David-2022/Unité/ Korokoro/Gaumont/France 3 Cinéma/Mille Soleils/Sypossible Africa
التضامن مع أوكرانيا
سجّل مهرجان كان السينمائي في نسخته لهذا العام تضامنه مع أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي. واستبعدت إدارة المهرجان الممثلين الرسميين الروس وصانعي الأفلام الروس. فقط المخرج كيريل سيريبنيكوف، الذي يعيش في ألمانيا، تم قبوله في المسابقة.
صورة من: Valery Hache/AFP/Getty Images
فيلم روسي: "زوجة تشايكوفسكي"
تم قبول فيلم المخرج كيريل سيريبنيكوف "زوجة تشايكوفسكي" في المسابقة على أساس أنه لم ينل أي دعم أو تمويل روسي. وكان المخرج قيد الإقامة الجبرية في روسيا ويعيش منذ إطلاق سراحه في المنفى في ألمانيا. يدور الفيلم حول الملحن الشهير تشايكوفسكي الذي يتزوج شابة لإخفاء مثليته الجنسية.
صورة من: Kirill Serebrennikov/Hype Film, 2022
عودة أسطورة الروك أند رول
قام المخرج الأسترالي باز لورمان، المعروف بأفلام شباك التذاكر مثل "الطاحونة الحمراء" Moulin Rouge و"روميو + جولييت"، بتصوير فيلم سيرة ذاتية عن إلفيس بريسلي. يؤدي الممثل الأمريكي أوستن بتلر دور أسطورة موسيقى الروك أند رول، والفيلم خارج المنافسة الرسمية.
صورة من: Prod.DB/IMAGO
الافتتاح بفيلم فكاهي
سيفتتح مهرجان هذا العام بفيلم الزومبي الكوميدي "قص!" Coupez! للمخرج الفرنسي سيموني هازانافيسيوس. هذا الفيلم هو أيضاً خارج المنافسة الرسمية. أشرك المخرج عائلته أيضاً في الفيلم كما يبدو في هذا المشهد.
صورة من: Filmfest Cannes/dpa/picture alliance
فينسينت ليندون رئيساً لجنة التحكيم
بعد أن ترأس المخرج الأمريكي سبايك لي لجنة التحكيم العام الماضي، تم منح هذا الشرف لهذا العام لفرنسي هو الممثل فينسينت ليندون. في العام الماضي لعب دور البطولة في فيلم "تيتان" Titane الذي فاز بالسعفة الذهبية. فاز ليندون نفسه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان 2015 السينمائي عن دوره في The Measure of a Man.
صورة من: Daniel Fouray/dpa/MAXPPP/picture alliance
وجوه مألوفة تتنافس على السعفة الذهبية
المخرجون المتنافسون على السعفة الذهبية في مدينة كان معروفون جيداً: المخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا (في الصورة)، الذي فاز سابقاً بالسعفة الذهبية في عام 2018 عن فيلمه "السارقون"Shoplifters، والكوري الجنوبي، بارك تشان-ووك، والأسطورة الأمريكية، ديفيد كروننبرغ، والمخرج السويدي، روبين أوستلوند.
صورة من: picture-alliance/dpa/xim.gs
حضور المرأة "مخجل"
تم قبول 21 فيلماً في المسابقة الرسمية، أربعة منها فقط لسيدات. بروني تيديشي (في الصورة) أنجزت فيلم "شباب للأبد" Forever Young، أما ليونور سيرايل فقدمت قصة هجرة بين ساحل العاج وباريس في "أم وابن" Mother and Son.
صورة من: Marco Provvisionato / ipa-agency/picture alliance
لا ألمان في المنافسة، لكن ...
في جائزة "نظرة ما" تنافس المخرجة الألمانية-الفرنسية-الإيرانية المولودة في برلين إميلي عاطف في فيلم "أكثر من أي وقت مضى" More than Ever، الذي يتناول قصة امرأة في الثلاثينيات من عمرها تعيش بسعادة في بوردو حتى يتم تشخيصها بشكل غير متوقع بمرض رئوي.
صورة من: Tobias Hase/dpa/picture alliance
مخرجان من أوكرانيا
سيرجي لوزنيتسا (في الصورة) هو على الأرجح أشهر صانع أفلام في أوكرانيا. يعرض فيلمه "التاريخ الطبيعي للدمار" The Natural History of Destruction خارج المسابقة الرسمية في مهرجان كان. كما يحضر فيلم لزميله الأصغر سناً، مكسيم ناكونيتشني، "رؤية الفراشة" Butterfly Vision الذي يروي
قصة سريالية صعبة للطيارة ليليا. في هذه الأيام يتواجد المخرج مكسيم ناكونيتشني على جبهة الحرب مع روسيا.
صورة من: Beata Zawrzel/NurPhoto/picture alliance
حرب في الفيلم
يركز فيلم المخرج ماتيو فاديبيد "الأب والجندي" Father & Soldier على حرب تاريخية: يلتحق أب سنغالي بالجيش عام 1917 بعد أن تم تجنيد ابنه البالغ من العمر 17 عاماً للخدمة في فرنسا في معارك الحرب العالمية الأولى. ويلعب النجم السينمائي الفرنسي عمر سي، المعروف عالميا بمسلسل "Lupine" الذي عرض على شبكة نتيفلكس، دور الأب. إعداد: يوليا هيتس/ أناستازيا بوتسكو
ترجمة: خالد سلامة
صورة من: Marie-Clémence David-2022/Unité/ Korokoro/Gaumont/France 3 Cinéma/Mille Soleils/Sypossible Africa