1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انطلاق مهرجان لايبتزغ للأفلام الوثائقية والحضور العربي متواضع كالعادة

انطلق أمس مهرجان لايبتزغ الدولي للأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة في دورته الثامنة والأربعين. أكثر من 60 فيلم من خمسين دولة تتنافس على جوائز المهرجان من بينها فيلم للمخرج ماهر أبي سمرا

شعار دورة المهرجان لهذا العام

افتتحت في مدينة لايبتزغ الألمانية أمس الثلاثاء الدورة الثامنة والأربعون لمهرجان لايبتزغ العالمي للأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة. وفي كلمة الافتتاح قال رئيس المهرجان كلاس دانيلسن إن كثيرا من الأفلام المتنافسة "هي أفلام مشهورة عالمياُ أو أنها تعرض في ألمانيا لأول مرة وتتناول مواضيع تشدنا جميعاً كما أنها تلامس قلوبنا وتثير عواطفنا وتحركنا." وأضاف قائلاً إن المهرجان "سيشهد أسبوعا مفعما بالسينما والأحاسيس". وتلا الكلمة عرض لفيلم رسوم متحركة للمخرج الكندي ريتشارد ريفيز وفيلم وثائقي بعنوان "بوذا العملاق" للسويسري كريستيان ريفيز. والفيلم الأخير يجسد بأسلوب شاعري وحي تدمير وانهيار تمثالي بوذا في باميان المشهورين على يد حكومة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان آنذاك.

وحتى يوم الأحد من الأسبوع القادم سيعرض في المهرجان 380 فيلماً من خمسين دولة. وبعد أن اطلعت لجنة الاختيار التابعة للمهرجان على قرابة 2400 فيلم، قررت اختيار 19 فيلماً وثائقياً و 36 فيلم رسوم متحركة من أجل التنافس على "حمامات" المهرجان الذهبية والفضية. ويهدف المهرجان، كما قال دانيلسن إلى تحقيق عرض لمواضيع عدة تهم الناس وأخذت تحتل حيزاً كبيراً من تفكيرهم، الأمر الذي انعكس أيضا على النشاط الإعلامي في العالم اجمع: كالحروب والعمل والبطالة والعولمة.

الصين في بؤرة الاهتمام

السينما الصينية في خضم الاهتمامصورة من: DW-TV

عمل منظمو المهرجان على منح الفيلم الآسيوي أهمية خاصة، إذ أرادت إدارة المهرجان تسليط الضوء على القارة الآسيوية. فقد أتت مواضيع الأفلام المشتركة في المهرجان حافلة بالمشاكل التي تعصف بالقارة منذ سنوات طويلة كمشاكل الحروب والآثار التي تخلفها في مختلف مجالات الحياة وكذلك ظواهر التشرد والأمراض والبطالة و"الصراع من أجل الحصول على وظيفة"، على حد تعبير دانيلسن.

وفي هذا السياق حضي الفيلم الوثائقي الصيني ببرنامج خاص بعد عقد اتفاق تعاون بين اللجنة المنظمة للمهرجان ومهرجان الفيلم الوثائقي الصيني "غوانغزو". وتختص الأفلام الصينية المشاركة في دورة هذا العام بإلقاء نظرة إلى أعماق حياة المدن الكبيرة وحياة الرهبان وإلى الكثير من المشاكل الاجتماعية التي ترافق التحولات الاقتصادية في الصين في عالم تسوده العولمة والتقلبات الاقتصادية.

بعد سياسي

وفي مقابلة مع موقعنا تطرقت بيياته ماشكا، المتحدثة الرسمية باسم المهرجان إلى مواضيع الأفلام المعروضة قائلة إن الأفلام المشتركة في المهرجان "تأخذ بعداً سياسيا" من خلال تناولها للعديد من المشاكل التي يمكن تصنيفها سياسياً كونها ناتجة عن الصراعات والأحداث والتحولات في السياسة العالمية. فيلم "الألغام الأرضية - قصة حب" للمخرج الاسترالي دينيس اورورك يصور بشكل شخصي جداً قصة حياة عاشقين كلاهما من ضحايا الألغام. ويعرض الفيلم قصة صراعهما اليومي من أجل البقاء، موجهاً بذلك نقداً لاذعا لتجار الأسلحة والآثار النفسية والمادية التي تحطم حياة كثرة من البشر. ويختلف هذا المهرجان في دورته هذه عن سابقاتها، أذ أنه يسلط الضوء على قارة أسيا بمشاكلها وهمومها وطموحات أبنائها.

حضور عربي ضعيف

إحدى دور السينما في القاهرةصورة من: AP

وتمثل السينما العربية في المهرجان بفيلمين الأول للمخرج ماهر أبي سمرا بعنوان "دوّار شاتيلا" السينما الوثائقية العربية التي كان حضورها ضعيفاً في المهرجان رغم إن الكثير من البلدان العربية تعاني من مشاكل مختلفة يمكن إن تشكل مادة فيلمية ضخمة لإنتاج العديد من الأفلام التي تطرح القضايا والمشاكل العربية من وجهة نظر عربية مستمدة من الواقع، لاسيما السياسية منها. يبدأ فيلم أبي سمرا بمساحة سوداء تعلو الشاشة. ثم يظهر اسم شاتيلا في الجزء العلوي. يصور الفيلم حياة مخيم شاتيلا اليومية. فيرى المشاهد الكثير من تشوهات الحرب على صدر احد الشباب. كما يقدم الفيلم حقائق وأحداث عن مخيم اللاجئين الفلسطينيين شاتيلا. يدور الحديث في الفيلم حول مجازر وجراح سكان هذا المخيم وكذلك حول اللاجئين وأحلامهم في عالم أخر.

كما تجدر الإشارة إلى إن للمخرج ماهر أبي سمرا، الذي عمل كمساعد مخرج في إنتاج الأعمال التلفزيزنية، قد اتجه إلى إنتاج الأفلام الوثائقية عام 1994، وأنتج عام 2000 فيلماً بعنوان "نساء من حزب الله". ويقدم الفيلم صورة عن حياة ونشاط زينب وخديجة في حزب الله. كما يتطرق إلى عوامل شخصية واجتماعية وسياسية عدة تلعب دوراً في حياة هاتين الامرأتين.

لقطة من فيلم الرسوم المتحركة للإيراني عميد خزشنزارصورة من: presse

أما الفيلم الثاني فهو للمخرج اللبناني وائل نور الدين بعنوان "بيروت مع محبتي" الذي يتناول الحرب والدمار وفوضى الضربات التي أخذت توجهها مروحية عسكرية تحلق في السماء.

إن هذا الحضور الضعيف للسينما الوثائقية العربية في المهرجان يطرح العديد من علامات الاستفهام حول صناعة الأفلام الوثائقية العربية، فقد كانت حتى وقت قصير معتمدة تماماً على الأفلام الوثائقية الأجنبية ولكننا نرى اليوم في قنوات كالجزيرة والعربية تعرض أفلاما وثائقية لقضايا عدة، منها علاقة العرب بالغرب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. وهذا الاهتمام اخذ ينعكس على تنظيم العديد من ورشات العمل التي أخذت تشرف عليها بعض القنوات العربية لصانعي الأفلام العرب، وكذلك على كمية الأفلام المنتجة، فقد أنتجت شركة O3، التابعة لمجموعة MBC في عامها الأول اكثرمن ستين ساعة تعرض لبعض القضايا في بلدان عربية عدة كالسعودية والعراق وفلسطين. ولكن رغم ذلك، لا يزال أمامها الكثير من العمل لإقامة صناعة فيلمية وثائقية عربية ترقى الى مستوى الطموح.

عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW