1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انعدام المسؤولية ونقص التجهيزات داخل مستشفيات غزة تتسبب في الموت

١٢ يناير ٢٠١٢

أقرت وزارة الصحة في غزة بتلقي نحو 6000 شكوى من المواطنين بسبب الإهمال الطبي. وبالرغم من وعودها بإجراء تحقيقات، مايزال الإهمال يتسبب في وفياة إضافية. ويتساءل المرضي وذوى الضحايا عن عدم محاسبة المسؤولين.

سكان غزة يشكون من "الإهمال في المستشفيات"صورة من: DW

لم تكن المحامية رانية أبو مور تعاني من أي مرض عندما دخلت للولادة في مستشفي الشفاء بمدينة غزة. إلا أنها فارقت الحياة بعد إصابتها بالتهابات حادة في الجسم. وتقول عائلة المحامية أبو مور إن "التشخيص الخاطئ وإعطائها علاجا غير مناسب أديا إلى انتشار التهاب وصل إلى الكبد ما أدى للوفاة". أما الصيدلانية أم محمد، وهى في العقد الرابع من عمرها فكان حظها أحسن، لأنها خرجت من ذات القسم بسلام، تبدّل فجأة إلى جحيم بعد يومين نتج عن أعراض انتفاخ في البطن وآلام شديدة. ليكتشف زوجها ووالدها الطبيب بعد صور التشخيص بالأشعة " أن الطبيب الذي أجرى عملية الولادة قد قام بعمل غرز في أمعاء المريضة نتج عنه عدم تدفق الدم إليها". ووفق عائلة أم محمد "بعد مماطلات وضغط شديد وتهديد باللجوء للقضاء..تم إجراء عملية فك الغرز فنجت بأعجوبة".

قضايا وشكاوى

وزارة الصحة تتحدث عن 6000 شكوى من المواطنين نتيجة الإهمالصورة من: DW

قصص الإهمال التي أدت إلى الموت أو النجاة بأعجوبة التي رويت لدويتشه فيله كثيرة. ومازال القضاء ينظر في قضية منال الترك التي توفيت" نتيجة عملية تنظيف في الرحم أدت إلى ثقب خرجت منه الأمعاء، فقام الطبيب بإرجاع الأمعاء إلى مكانها وإغلاق الجرح"، وفق زوج الهالكة الذي يعمل أيضا كطبيب. وأضاف هذا الزوج :"أن تغيرات طرأت على حالتها الصحية..انتفاخ وورم..تم إعطاؤها مُسكنات ومضادات حيوية". إلا أن الأمر لم ينته وفق أهل منال، فزادت حدة الآلام، ما استدعى إدخالها إلى غرفة العمليات لتنكشف الأسباب:" وجود جروح في الأمعاء الدقيقة وكمية من الصديد داخل البطن". فتسمم الدم بعد ذلك، وتوفيت منال بعد ثمانية أيام. ومايزال أهلها يطالبون "دون جدوى" القضاء بمحاسبة المسئولين عن هذا الإهمال. وفي هذا السياق يدخل أيضا بيان شكوى عائلة منير الحناوي الذي تم تحويله من مستشفي كمال عدوان إلى مستشفي الشفاء نتيجة وعكة صحية عادية وتم تشخيص حالته "وإعطاءه علاجا مضاعفا تسبب في توقف عمل الكليتين التي لم يعاني منهما مُطلقا.. أدى إلى دخوله في غيبوبة وتوفي فيما بعد".

الحوامل يتعرضن للضرب والإهانة داخل مستشفى الولادة

شكاوى كثيرة من أقسام التوليد في مستشفيات غزةصورة من: DW

تعتبر أقسام الولادة في مستشفيات قطاع غزة من أكثر الأقسام تعرضا للإهمال والمعاملة السيئة، إذ تحدثت بعض السيدات لدويتشه فيله عن تعرضهن للإهانة والتعنيف اللفظي من قبل الممرضات والأطباء قبل الولادة وبعدها. وتشير إحدى تلك السيدات إلى أنها جاءت برفقه زوجها ووالدتها إلى المستشفي في حالة حرجة من اللحظات الأخيرة للحمل، ومكثت تنتظر نصف ساعة أمام كشك الولادة حين مجيء الطبيب المُناوب، وعند الإلحاح عن سبب عدم وجود الطبيب " أهانتها الممرضة وصرخت في وجهها الممرضة التي دعتها إلى الكف عن طرح الأسئلة". أما سيدة أخرى فقد أكدت "تعرضها للإهانة والضرب على الوجه من الطبيب أثناء عملية الولادة". وتشير المديرة العامة لمركز جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت إلى أن المركز رصد حالات العنف الذي تتعرض له النساء في أكشاك الولادة بمستشفيات القطاع، واعتبرته " أكبر دليل على أشكال العنف الاجتماعي من إهانة وسب وضغط نفسي وإهمال من قبل الكوادر الطبية، وسوء الخدمة داخل الأقسام".

وزارة الصحة تتوعد بمحاسبة المستهترين

أطباء المستقبل، طلبة في كلية الطب بالجامعة الإسلامية بغزةصورة من: DW

وقد أقر مدير عام المستشفيات د.مدحت محيسن بأن وزارته:" تتابع شكاوى المواطنين بشأن الإهمال الطبي بكل جدية، إذ وصلت الشكاوى المتراكمة منذ خمس سنوات إلى 6000 شكوى". وأشار إلى أن القطاع الصحي في غزة بالمقياس العالمي أفضل من مصر والأردن وأمريكا وتركيا من حيث أعداد حالات الإهمال الطبي والأخطاء التي تصيب قسم الولادة في المستشفيات". مؤكداً أن الوزارة لم تتهاون في أي قضية ُرفعت إليها"، كما أن " بعض الأطباء تم إيقافهم عن العمل ومنهم من تم إبعاده عن الخدمة, ومنهم من ُنقل إلى أماكن أخرى نتيجة الإهمال الطبي". بينما يعتبر المواطنون" أن قضاياهم وشكاويهم تذهب أدراج الرياح"، لغياب قانون يحميهم من المستهترين. وهذا ما يؤكده المحامي محمود عقل "رغم رصد العديد من الانتهاكات داخل المستشفيات من قبل مراكز حقوقية، و تزايد الحديث عن الأخطاء الطبية في المستشفيات الحكومية، لم نسمع عن حالة عقاب واحدة أو توقيف طبيب أو ممرض ارتكب خطأ مهنيا".

أطباء دون خبرة

يتخوف الأطباء بالإدلاء بأي حديث صحفي حول هذه القضية. إلا أن البعض أشار لنا دون ذكر اسمه:" استخدام وزارة الصحة لأطباء حديثي التخرج دون خبرة..وبأنهم وراء كل المصائب الطبية". وأثناء التحقق في مستشفي ناصر وجدنا سليمان أبو هيب ومحمد الشنطي من السنة الخامسة في شعبة الطب بالجامعة الإسلامية يقومون بالتدريب العملي. وأشار سليمان إلى أن " مشاكل أطباء غزة تكمن في الافتقار إلى البحث الطبي، وكل ما هو جديد في الطب". بينما قال زميله محمد الشنطي :" يوجد عندنا جرعات في الأدوية تُؤخذ أسبوعيا بدل اليوم بسبب النقص في الأدوية". ويضيف"الأجهزة والمعدات التي تحتاجها العمليات الكبرى غير متوفرة! ولو توفرت فإنها تتسبب في مشاكل أكبر، لأنها تفتقر للجودة المطلوبة أو مواصفات عالية".

شوقي الفرا ـ غزة

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW