1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انعكاسات تفجيرات لندن الإرهابية على الوضع الأمني في ألمانيا

عنونت جريدة "بيلد تسايتونج" الشعبية صفحتها الأولى أمس بعبارة "الإرهاب يقترب ببطء"، تحتها صور ضحايا التفجيرات في لندن. الخوف من الإرهاب يزداد في ألمانيا والخبراء لا يعتبرونها هدفا أوليا لكنهم لا يستبعدون وقوعها ضحية.

صحف ألمانية تحذر من انتشار الارهابصورة من: AP

عكس عنوان جريدة "بيلد تسايتونج"، وهي من كبريات صحف البوليفار الصفراء في ألمانيا، المخاوف الشعبية من وصول الإرهاب إلى ألمانيا بعد استهدافه لندن وقبلها مدريد. وتتزايد المخاوف خاصةً مع اقتراب مناسبتين هامتين ستتوجه فيهما أنظار العالم إلى ألمانيا. المناسبة الأولى "يوم شباب العالم" الذي تستضيفه مدينة كولونيا وهو مناسبة كاثوليكية يلتقي فيها بابا الفاتيكان بالشباب الكاثوليكي من كل أنحاء العالم ويستمع إلى آرائهم. وتشهد هذه المناسبة استقبال آلاف من الضيوف الشباب، مما يجعل المدينة هدفا سهلاً لعمليات إرهابية محتملة.

محطات المترو من أكثر الأهداف حساسيةصورة من: AP

المناسبة الثانية هي استضافة ألمانيا لتصفيات كأس العالم العام القادم 2006، وهي المناسبة التي تستعد لها المدن الألمانية منذ فترة طويلة، وتعول كثيراً على نجاحها. ومنذ الأمس توقف الحديث عن أي استعدادات تنظيمية لمسابقة كأس العالم سوى عن الاستعدادات الأمنية في حالة حدوث ضربات إرهابية، خاصة وأن الملاعب التي تقام عليها المباريات مجهزة لتستوعب آلاف المشجعين، مما سيجعل لأي تفجير إرهابي أثراً كارثياً.غير أن وزير الداخلية الألماني اوتو شيلي أكد في تصريحات له عقب العمليات الإرهابية في لندن أن الشرطة الألمانية لا تتردد في أتخاذ كافة الإجراءات الأمنية التي ستضمن أمان وسلامة كأس العالم. وأضاف: "لا يوجد حتى الآن أدلة ملموسة على استهداف الإرهابيين لألمانيا، لكننا يجب أن نستعد لأسوأ الاحتمالات. الشرطة الألمانية تتعامل مع احتمال وقوع هجمات إرهابية بمنتهى الحيطة والحذر".

سجال داخلي

وبعد عمليات لندن الإرهابية أمس تعالت أصوات السياسيين لاتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة احتمال وصول الإرهاب إلى ألمانيا. يذكر أن البرلمان الألماني كان قد أقر مجموعة من القوانين لمحاربة الإرهاب في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. تضمنت القوانين السماح بالتصنت على المكالمات الهاتفية، وتشديد قوانين تكوين الجمعيات الأهلية حيث كانت تمنع سابقاً حظر إقامة جمعيات دينية، تم اكتشاف انها تؤوي الكثير من المتطرفين، كذلك أجازت قوانين محاربة الإرهاب إطلاع أجهزة المخابرات على تفاصيل حسابات البنوك والجامعات والمكتبات، والتي كانت تعد سرية لحماية المعلومات الشخصية. كما سهلت القوانين القبض على من يشك في ضلوعه في عمليات إرهابية وترحيله خارج ألمانيا.

الفزع على وجوه الناجين من التفجيراتصورة من: AP

وكرد فعل على تفجيرات لندن تناقش السلطات الأمنية الألمانية اقتراحات بتركيب كاميرات مراقبة تليفزيونية في محطات المترو وعربات الباصات. كذلك تسعى السلطات إلى تكوين بنك معلومات مركزي يحتوي بيانات الأفراد والجماعات المتطرفة التي تنشط في ألمانيا، وذلك لتحسين التنسيق بين أجهزة الشرطة والمخابرات. من ناحية أخرى عمدت المعارضة إلى استثمار الحادث ووعد جونتر بيكشتاين (الحزب المسيحي الاجتماعي المعارض) بتشديد قوانين محاربة الإرهاب في حالة فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة، متهما التحالف الحاكم بالتقاعس عن سد النقص الواضح في القوانين. بينما حذر السياسي ديتر فيفلشبوتز (الحزب الديموقراطي الاشتراكي الحاكم) من استغلال الفرص لتحقيق مكاسب حزبية، وقال إنه لا يرى حاجة لعقد جلسة برلمانية منفصلة لمناقشة قوانين محاربة الإرهاب الحالية، فهي كافية من وجهة نظره.

"موقف ألمانيا من العراق لا يضمن نجاتها من الإرهاب"

خبير الإرهاب رولف توبهوفين من معهد دراسات الإرهاب يقول إن احتمال تعرض ألمانيا لخطر الإرهاب الإسلامي لا يمكن استبعاده، فأرقام السلطات الأمنية تتحدث عن وجود 3000 "متشدد" إسلامي على الأراضي الألمانية، منهم قرابة 300 يشكلون نواة العمل المتطرف، ويستطيعون في أي وقت تنفيذ عملية إرهابية. ويوضح الخبير أن المنشئات الأمريكية والبريطانية والممتلكات اليهودية هي أهم الأهداف التي يسعى الإرهابيون لضربها في ألمانيا، إضافة إلى الأماكن الحساسة مثل المطارات والبنايات المرتفعة، ومصانع الكيماويات الضخمة. كما يحذر الخبير من احتمال توجيه المنظمات الإرهابية الإسلامية ضربات غير تقليدية مستخدمة أسلحة بيولوجية أو نووية، فعلى الرغم من صعوبة الحصول على مثل هذه المواد فإن الموارد المالية اللازمة لا تنقصهم.

اجراءات امنية مشددة في شوارع برلينصورة من: AP

أما الباحث اندرياس فريدريش فيعارض الرأي القائل بأن عدم مشاركة ألمانيا في الحرب على العراق يحميها من التعرض لخطر الإرهاب، خاصة وأن ألمانيا لم ترد في لائحة الدول المستهدفة التي نشرتها القاعدة قبل عام. ويقول إن القاعدة أعلنت الحرب على الغرب بشكل عام، ويُذكر الباحث أن بريطانيا وأسبانيا كانتا على الصعيد الشعبي من أكثر الدول معارضة للحرب على العراق، فقبل عامين سار في لندن مليوني شخص في أكبر التظاهرات المعارضة للحرب في أوروبا. ويوضح الباحث أن فكر تنظيم القاعدة يقوم على المساواة بين الأنظمة وبين المواطنين، وتقسيم العالم إلى فريقين متناحرين هما المؤمنين من ناحية و"الكفار" من ناحية أخرى. وبالتالي يصعب استبعاد خطر تعرض ألمانيا لخطر الإرهاب، فما يهم القاعدة هو لفت الإعلام العالمي وبث الرعب والذعر في نفوس الأبرياء.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW