انفجارات بيروت.. موجة غضب من قنوات إخبارية في ألمانيا!
٥ أغسطس ٢٠٢٠
رغم تصدر خبر انفجار بيروت عناوين الأخبار حول العالم، انشغلت قنوات ألمانية بتغطية أخبار أخرى رأى المشاهدون أنها أقل أهمية، ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إعلان
تصدر الانفجار المروع ببيروت عناوين الأخبار حول العالم، وانشغلت القنوات الإخبارية بتغطية الحدث ومناقشة تداعياته.
أما في ألمانيا ومع موعد نشرة الأخبار المسائية، فوجئ المشاهدون في ألمانيا بقيام النشرتين الإخباريتين للقناتين العامتين الأولى (ARD) والثانية (ZDF) بتغطية أخبار الدوري الألماني لكرة القدم والمظاهرات الرافضة لإجراءات كورونا الاحترازية، بينما حصل انفجار بيروت على وقت قليل في التغطية في وقت متأخر من النشرة، وذلك بحسب موقع "فوكوس أونلاين" الألماني.
غضب على وسائل التواصل الاجتماعي
وحسب الموقع عبر العديد من المشاهدين عن غضبهم من التغطية الإخبارية للقناتين على مواقع التواصل الإجتماعي، فكتب أحد مستخدمي موقع تويتر: "شيء غير مفهوم أن يتم تغطية انفجار بيروت في فقرة الأخبار القصيرة فقط من البرنامج الإخباري المسائي تاغستيمن (ترجمته: مواضيع اليوم وهو أحد أشهر برامج القناة الأولى) وأن يتم افتتاح النشرة بأخبار الدوري الألماني".
بينما تساءل مستخدم آخر: "مدينة كاملة تحت الأنقاض وتحصل فقط على تغطية لمدة 60 ثانية؟ هذا عار على قناة عامة في ألمانيا".
وكتب مستخدم آخر:"عشرون دقيقة حتى الآن في نشرة أخبار القناة الأولى ولا كلمة واحدة عن الانفجار الكارثي في بيروت. شيء لا يصدق!".
دعم ألماني إلى لبنان
في المقابل وعلى المستوى السياسي الرسمي، كانت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، نقلت عبر حسابها على موقع تويتر تأكيد المستشارة ميركل على تقديم ألمانيا الدعم للبنان في أعقاب الانفجار، وكتبت: "المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعرب عن دعمها للبنان وتقول: قلوبنا مع أولئك الذين فقدوا أقاربهم. وأمنياتنا للمصابين بالصحة سريعاً. سوف نقدم الدعم إلى لبنان".
كما عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن تعاطفها مع لبنان وبحثها سبل المساعدة، وكتبت: "لقد أصبنا بصدمة بعد مشاهدة الصور الواردة من بيروت. هناك أيضاً عدد من العاملات والعاملين بالسفارة الألمانية من بين المصابين. كل تعاطفنا مع أسر الضحايا، وألمانيا تعلن وقوفها بجانب لبنان في هذه اللحظات العصيبة. نحن ندرس حالياً نوع المساعدات التي يمكن أن نقدمها فوراً".
س.ح/م.ع.ح/ أ.ح
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة