مع استمرار قصف طيران التحالف الدولي بقيادة السعودية لمواقع عسكرية في اليمن، أيد مجلس الأمن الدولي دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة وبدء مفاوضات مع أطراف النزاع.
إعلان
هزت انفجارات ضخمة فجر اليوم الأربعاء (الثالث من حزيران/يونيو 2015) العاصمة اليمنية صنعاء، عقب سلسلة غارات عنيفة شنها طيران التحالف الدولي الذي تقوده السعودية على مواقع عسكرية مختلفة تسيطر عليها جماعة أنصار الله والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "غارات جوية، هي الأعنف منذ بدء عمليات التحالف في اليمن، استهدفت معسكر النقل البري في منطقة سواد حنش ومعسكر الصيانة". وأفادت مصادر أخرى باستهداف مقر المنطقة العسكرية السادسة "الفرقة الأولى مدرع" ومبنى الإذاعة في حي الحصبة شمال صنعاء ومجمع 22 مايو.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
وسمع دوي انفجارات عنيفة، كما شوهدت أعمدة الدخان الكثيفة وألسنة اللهب من تلك المناطق. وحتى اللحظة لم تتبين الخسائر الناجمة عن تلك الغارات. ولا يزال طيران التحالف يحلق في أجواء العاصمة، فيما يطلق المسلحون الحوثيون وقوات صالح المضادات الأرضية نحوها.
من جهته، جدد طيران التحالف الدولي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء غاراته الجوية على تجمعات الحوثيين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لهم شمال اليمن. وقالت مصادر صحفية من صعدة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في منطقة سحار وبني معاذ والطلح. وأوضحت المصادر أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا جراء تلك الغارات دون التأكد من أعدادهم.
دوليا، أيد مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالبا أطراف النزاع في هذا البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت. وقال أعضاء المجلس الـ15 في بيان صدر بالإجماع أنهم يبدون "خيبة أملهم العميقة" إزاء إرجاء مفاوضات السلام التي كانت مقررة الأسبوع الماضي في جنيف. وأفاد مصدر دبلوماسي أن الموعد الجديد لهذه المفاوضات سيحدد قريبا جدا، مرجحا أن تعقد قرابة 10 حزيران/يونيو.