انفجاران قرب مطار كابول وأصابع الاتهام تتجه نحو "داعش"
٢٦ أغسطس ٢٠٢١
فيما أكدت تقارير متطابقة عن وقوع انفجارين في محيط مطار كابول، تحدث البنتاغون عن "هجوم معقد" أسفر عن سقوط العديد من القتلى بينهم جنود أمريكيون. مصادر إعلامية تتحدث عن مقتل 11 جنديا من المارينز وطبيب في الجيش الأمريكي.
إعلان
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الخميس (26 أغسطس/ آب 2021) إن انفجارين على الأقل وقعا قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول خلال عمليات إجلاء ضخمة تشوبها الفوضى، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بينهم جنود أمريكيون ومدنيون فيما وصف بأنه "هجوم معقد".
بيد أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمريكي لرويترز قوله إنه استنادا لمعلومات أولية فإن 11 حنديا من المارينز قتلوا بالإضافة إلى طبيب لدى الجيش الأمريكي، وهو لم تؤكده مصادر البنتاغون حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مسؤولين أن السفير الأمريكي في كابول أكد مقتل أربعة من جنود المارينز وإصابة ثلاثة آخرين. وفي بيان منفصل، قال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون إن "عددا" من الجنود الأمريكيين قتلوا في الهجوم دون أن يحدد تماما كم هم.
وقال مصدر مطلع على الإفادات في الكونغرس الأمريكي بشأن الموقف في أفغانستان إن مسؤولين أمريكيين لديهم اعتقاد قوي بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والمعروف في تلك المنطقة بـ "ولاية خراسان"، المناهض لكل من الولايات المتحدة وحركة طالبان، مسؤول عن تنفيذ هجومي مطار العاصمة الأفغانية كابول.
وقال مسؤول في طالبان إن انفجارا، يشتبه في أنه انتحاري، وقع خارج مطار كابول مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 بينهم أطفال وإصابة كثير من حرس طالبان. كما نقلت قناة "خبر ترك" عن مسؤول في طالبان قوله إن استهداف المدنيين الأبرياء عمل إرهابي يدينه العالم بأكمله.
وكان مسؤول أمريكي قد ذكر في وقت سابق واستنادا لمعلومات أولية أن ما يصل إلى خمسة جنود أمريكيين ربما أصيبوا من بينهم واحد على الأقل جروحه خطرة. في المقابل أعلن مستشفى للجراحة تديره مؤسسة خيرية إيطالية أنه تلقى نحو 60 مصابا يخضعون للعلاج.
وجاء الهجوم بعد أن حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من وجود تهديد من تنظيم "الدولة الإسلامية" وحثوا الأفغان ومواطنيهم على مغادرة المنطقة.
وقال جون كيربي المتحدث الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الانفجار الذي وقع عند بوابة آبي بمطار العاصمة الأفغانية كابول جاء نتيجة هجوم معقد وقال كيربي في تغريدة على تويتر "يمكننا أن نؤكد أن الانفجار عند بوابة آبي نجم عن هجوم معقد أسفر عن عدد من الضحايا الأمريكيين والمدنيين". وأضاف أن انفجارا ثانيا على الأقل وقع قرب فندق البارون قرب البوابة.
وقال مسؤولان أمريكيان إن أحد التفجيرين وقع بسبب هجوم انتحاري فيما يبدو. من جانبها وصفت السفارة الأمريكية في كابول الهجوم بأنه "انفجار ضخم" وقالت إن تقارير وردت عن تبادل لإطلاق النار.
ونقل مصدر عن شاهد تواصل معه عبر رسائل نصية قوله إن هجومين منفصلين فيما يبدو وقعا بشكل متزامن ونفذ أحدهما انتحاري قرب حافلات كانت تصطف خارج بوابة آبي وتلا هذا الانفجار تبادل لإطلاق النار من أسلحة خفيفة.
ووقع الانفجار الثاني عند بوابة البارون المسماة على اسم فندق قريب. وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن الشاهد أكد وجود أطفال بين الضحايا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اطّلع على أمر الانفجار. وذكر مصدر مطلع أن بايدن كان في اجتماع مع مسؤولين أمنيين لمناقشة الوضع في أفغانستان عندما وصلت الأنباء الأولى عن الانفجار.
وتسابق الولايات المتحدة الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأمريكيين وبعض الأفغان من كابول قبل موعد نهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول 31 أغسطس/ آب.
وفي تحذير صدر أمس الأربعاء عن السفارة الأمريكية في كابول، نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بتجنب التوجه لمطار كابول وقالت من يقفون على أبوابه عليهم المغادرة على الفور بسبب مخاطر أمنية غير محددة.
ص.ش/ أ.ح (رويترز، د ب أ، ا ف ب)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".