انفجار بيروت.. مواقع التواصل ساحة للتعاطف وبكاء الخسائر
علاء جمعة
٥ أغسطس ٢٠٢٠
الدمار الهائل وصور الضحايا والبيوت المهدمة ومأساة من أصبحوا بلا مأوى، كانت هي المسيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حين عبر اللبنانيون عن ألمهم وأوجاعهم، أعرب العالم عن تضامنه مع أهل أميرة المدن: "بيروت".
وقالت الرئاسة اللبنانية إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر "غير مقبول".
وغرد محمد ركي قائلا: هذا ليس فيلما أو مشهدا مصورا، ... هذه بيروت تحت الرماد. وأضاف ... كلنا لا نصدق حتى الآن"
في حين غرد طوني صليبا مؤكدا أن ما شاهده لن يمحى من ذاكرته أبداً.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهدا للأطباء في بيروت وهم يجرون عملية جراحية على ضوء كشافات الهواتف الذكية لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني لوكالة رويترز إن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة لتجهيز مشارح حيث لم تعد لدى المستشفيات قدرة على استيعاب المزيد من الضحايا.
وهام أناس مذهولون في الشوارع فيما سُمع هدير طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة وواصلت فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين في البحر.
وقال مواطن ستيني يدعى بلال في منطقة وسط المدينة: "إنها الضربة القاضية لبيروت، نحن في منطقة كوارث. كان المبنى يرتج واعتقدت أنه زلزال".
وكغيرها من اللبنانيين عبرت "بنت الأرض" عن الألم الذي حل بالشعب اللبناني قائلة إن لبنان ينزف كما نزف أيضا بالسابق، ولم يعد لديه ما يكفي ليقدم المزيد من الدماء.
ذكريات الحرب
وأحيا الانفجار في أذهان الكثيرين ذكريات الحرب الأهلية من عام 1975 إلى عام 1990، التي تسببت في انقسام البلد ودمرت مناطق واسعة من بيروت أعيد بناء معظمها. وأثقل الفساد السياسي وإعادة الإعمار بعد الحرب كاهل لبنان بديون ضخمة.
وقال علي عبد الواحد، 46 عاما، ويعمل مديرا في مطعم كافيه دو ليتوال القريب من البرلمان "إنهم يعيدوننا إلى أعوام الحرب بهذا الانفجار... قادتنا في غيبوبة".
أمَّا كارين سلامة فوصفت هنا ما حدث لها ولابنتها.
وخلقت الصور المرعبة وحجم الدمار الهائل موجة تعاطف شعبية ودولية واسعة، حيث توالت التغريدات المتضامنة مع الشعب اللبناني، فيما تتوقع منظمات غير حكومية أن الفترة القادمة ستكون حساسة ومصيرية في ظل دمار المنازل وتشريد الآلاف. في حين أعلنت العديد من الدول عن إرسالها لمساعدات طبية وعينية عاجلة.
وغرد حساب باسم "الشهم" راثيا حال بيروت "أميرة المدن"، طالبا من الجميع التكاتف في ظل هذا الوضع الصعب.
الكاتب/ علاء جمعة
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة