انفجار تيتان "دام أجزاء من الثانية" وهذه هي أسبابه المحتملة
زمن البدري
٢٣ يونيو ٢٠٢٣
بعد العثور على حطام الغواصة تيتان قرب حطام سفينة تايتانيك، تحدث خبراء عن احتمالية حدوث "انفجار داخلي" لم يدم سوى أجزاء من الثانية ولم يكن باستطاعة الطاقم إدراكه أو معالجته. لغز جديد؟ أم "لعنة تايتانيك" مستمرة؟
إعلان
أكد خفر السواحل في الولايات المتحدة أمس الخميس (22 حزيران/ يونيو 2023) أن الحطام الذي عثر عليه على بعد 488 مترا من حطام سفينة تايتانيك الغارقة يعود إلى الغواصة المفقودة تيتان، وأن الحطام دليل على أن الغواصة تعرضت على الأرجح لـ "انفجار داخلي كارثي" عندما هبطت إلى تايتانيك يوم الأحد الماضي.
ما أسباب الانفجار الداخلي المحتمل؟
عادة ما تُصمم الغواصات لتحمل الضغط الكبير الموجود تحت الماء على أعماق تصل إلى نحو 4000 متر. في قاع البحار يكون الضغط أعلى بحوالي 400 مرة من مستوى سطح البحر. ومع ذلك، فإن أي ضرر أو عيب يلحق بهيكل الغواصة يمكن أن يؤدي إلى تسرب من شأنه أن يؤدي إلى انهيارها على الفور تحت هذا الضغط الهائل.
وقال كبير الباحثين الأمريكي ستيف سومليودي لـ "فوكس نيوز ديجيتال" إن الركاب "لن يعرفوا حتى حدوث ذلك". وأضاف: "الضغط هناك على مسافة 4000 متر تحت سطح البحر مرتفع جدًا. حوالي 5800 رطل لكل بوصة مربعة في منطقة عمق تايتانيك". وأضاف: "إذا كان لديهم أي نوع من التسرب، فسيؤدي ذلك إلى انفجار داخلي وسيحدث في لحظة، وعلى الفور جدًا".
وقال ستيفان ويليامز، أستاذ الروبوتات البحرية في جامعة سيدني، لصحيفة الغارديان، إن جميع أجهزة السلامة يمكن تدميرها. وأضاف: "إذا فشل وعاء الضغط بشكل كارثي، فإنه يشبه انفجار قنبلة صغيرة".
وكانت جهود الإنقاذ متواصلة منذ أن فقدت الغواصة الاتصال بسطح الماء يوم الأحد. كان يخشى أن يكون الركاب الخمسة على متن السفينة محاصرين أحياء في الغواصة الصغيرة التي يبلغ طولها نحو 6,4 متر.
متى حدث الانفجار المحتمل؟
ومع ذلك، نظرًا للعثور على الحطام والانفجار الداخلي المحتمل، ربما لم يعان الركاب طويلًا وكان موتهم سريعاً، كما يقول غييرمو سونلاين، أحد مؤسسي شركة "OceanGate" المنظمة لرحلات الغواصة، في حديث مع قناة بي بي سي.
وهو ما يعززه تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية تحدث عن أن البحرية الأمريكية "علمت بانفجار تيتان منذ أيام". وتم تسجيل صوت "غريب" يوم الأحد بواسطة جهاز مراقبة سري للغاية، بحسب التقرير.
الانفجار دام أجزاء من الثانية فقط
أيضًا، كان الانفجار الداخلي تقريبًا فوريًا ولم يستمر سوى أجزاء من الثانية، حسبما نقل موقع "بزنس إنسادير" عن الدورية العلمية الفيزيائية "سلسلة المؤتمرات". إذ حدث شيء مشابه في عام 1961 مع "يو إس إس ثريشر"، وهي غواصة يعتقد أنها انفجرت داخلياً.
وفقًا لمجلة "نافال هيستوري ماغازين"، كان من شأن الحدث الكارثي أن يمزق السفينة المعدنية إلى قطع صغيرة. و"سيحدث التدمير الكامل في عُشرين من الثانية فقط، وهو سريع جدًا بحيث لا يمكن الرجال في الغواصة أن يدركوه حتى".
ما هو الانفجار الداخلي؟
الانفجار الداخلي هو في الأساس عكس الانفجار. بدلاً من انتقال الضغط من الداخل إلى الخارج، يتدفق الضغط من الخارج إلى الداخل. وعلى غرار الانفجار، من غير المرجح أن يبقى الكثير من الغواصة وحمولتها.
وقال الصحفي ديفيد بوج لشبكة سي إن إن: "أعلم أن الأمر لا يبعث على الارتياح للعائلات والأزواج، لكنهم ماتوا على الفور. لم يكونوا يدركون حتى أن هناك خطأ ما".
زمن البدري
تاريخ السياحة البحرية في صور
قبل قرن ونصف كان عبور المحيطات مجرد حلم، غير أن صاحب شركة النقل البحري الألماني "ألبرت بالين" حقق هذا الحلم عندما ابتكر فكرة عطلات الترفيه البحرية. ألبوم الصور التالي يستعرض تاريخ السياحة البحرية في العالم.
صورة من: Hapag-Lloyd AG
كان يوم الخميس 1891/01/22 يوما تعيسا في مدينة "كوكسهافن" الألمانية، حيث اشتدت حدة الرياح وارتفعت أمواج البحر وكان الكثير من المسافرين البالغ عددهم 174 راكباعلى متن السفنية "أوغستا فيكتوريا" يحاولون جاهدين المحافظة على هدوئهم. إلا أن الشهرين التاليين غيرا ذلك تماما بعد أن حققت السفينة "أورينت إكسبيديشن" وهي أول سفينة سياحية في العالم، نجاحاً منقطع النظير.
صورة من: Hapag-Lloyd AG
كانت فكرة إرسال السفينة السياحية "أوغستا فيكتوريا" إلى المناطق ذات المناخ الدافئ فكرة رائعة لـ "ألبرت بالين". يبلغ طول السفينة 144 متراً وتعتبر من أكبر سفن الركاب حجماً في عام 1889. وكانت هذه السفينة ترسو في الميناء طوال فصل الشتاء، وكان الطلب على عبور المحيط الأطلسي قليلاً في ذلك الوقت من العام بسبب الخطورة البالغة للإبحار في شمال المحيط الأطلسي.
صورة من: Hapag-Lloyd AG
بعد إطلاق "ألبرت بالين" لخدمة رحلات الإستجمام والترفيه البحرية في البحر الأبيض المتوسط عام 1891 ترأس شركة "هاباغ" للشحن البحري، وبهذه المبادرة وفر فرص عمل كثيرة. حيث كان هناك كثيرون يريدون السفر إلى مدن مشمسة مثل اسطنبول في تركيا ونابولي في ايطاليا. وبذلك بات بحارة السفينة يتعاملون مع ركاب أثرياء بدل مهاجرين بؤساء.
صورة من: Hapag-Lloyd AG
لتقدير فكرة "بالين" يكفي أن نعرف أن عبور المحيط الأطلسي إلى أمريكا في منتصف القرن التاسع عشر لم يكن سهلا ولا ممتعا. فقد كان المسافرون يجلسون في الأماكن المخصصة للبضائع وكانت الظروف في غاية الصعوبة، كما كانت الاوبئة متشرة والمواد الغذائية نادرة. أما الأسوأ من ذلك كله فهو عدم القدرة على تحديد الفترة التي ستستغرقها الرحلة لعبور المحيط.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
إذا كانت الأحوال الجوية جيدة فإن الوصول إلى السواحل الأمريكية الآمنة ستستغرق ستة أسابيع تقريبا، وإذا ما كانت سيئة فلم يكن بمقدور المسافرين بلوغ تلك السواحل. وقد عانى ملايين المسافرين من الجوع على متن السفن. ونتيجة صعوبة الملاحة بسفن مُخصصة للشحن البحري، كانت فرص وصول المسافرين إلى الوجهات المقصودة في القرن التاسع عشر لا تزيد عن الخمسين بالمئة.
صورة من: picture-alliance/dpa/KNA
بدأت الأمور بالتحسن مع اختراع السفن البخارية المتطورة التي تبحِر بثقة وأمان، وفي عام 1889 تم تدشين السفينة "تويتونيك"، وهي أول سفنية بخارية عابرة للمحيطات، تعود ملكيتها لشركة الملاحة البريطانية "وايت ستار لاين" والتي كانت تنافس غيرها من شركات النقل البحري للسيطرة على أسواق منطقة المحيط الأطلسي، كما كانت تهدف إلى زيادة سرعة السفن وضمان راحة المسافرين بالدرجة الأولى.
صورة من: Hapag-Lloyd AG
كانت سفينة "تايتانيك" أضخم سفنية في العالم حينها. وقد أراد المصممون أن يضعوا معايير جديدة من الرفاهية بخدمة المسافر، ولكن خلال رحلتها الأولى في عام 1912 من ميناء "ساوثامبتون إلى "نيويورك" اصطدمت بجبل جليدي وغرقت. وقد لاقى 1514 شخصاً من بين ركابها الـ 2200 حتفهم في واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ الملاحة البحرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB Ulster F & T Museum
تزايد عدد سفن الرحلات البحرية مع مرورالزمن مع تزايد أعداد الراغبين بالسفر. حيث وصل عام 2015 عدد المشاركين بالرحلات السياحية في العالم إلى 22 مليون شخص، وقد تطورت أعمال هذا القطاع بشكل كبير وانخفضت الأسعار. في ألمانيا مثلا يبلغ متوسط سعر بطاقة للسفر في رحلة سياحية بحرية 1500 يورو أي أقل بنسبة 30 بالمئة مقارنة مع الأسعار التي كان معمولا بها قبل خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrod
مكتبة على سطح السفينة" كان ذلك بالأمس! أما اليوم فينتظرك كل ما يتعلق بمحاكاة ركوب الأمواج والتزلج و دور السينما، كما تقوم "روبوتات" بتحضير المشروبات. في عام 2016 سيتم تدشين 11 سفينة سياحية من الفئة الفائقة الجودة في مختلف أنحاء العالم، وهي مزودة بأجنحة فخمة للإقامة تبلغ مساحة كل منها 360 متراً مربعاً. بالطبع لن تحصل على هذه الخدمات مقابل بطاقة سعرها 1500 يورو.