بعد استمرار توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا لأشهر طويلة، أعلن وزير الداخلية الفرنسي الجديد عن استئناف الحوار الثنائي. فما أهم المواضيع التي ستجمع الطرفين على طاولة النقاش من جديد؟
تنتقد فرنسا الجزائر خصوصا لرفضها استعادة مواطنيها الصادرة بحقهم قرارات بمغادرة الأراضي الفرنسيةصورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images
إعلان
أعلن وزير الداخلية الفرنسي الجديد لوران نونيز اليوم الأحد (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2025) أنه يريد استئناف "الحوار" مع الجزائر، في ظل أزمة دبلوماسية بين البلدين مستمرة منذ أكثر من عام.
العلاقات الأمنية مٌفتقدة
وتنتقد فرنسا الجزائر خصوصا لرفضها استعادة مواطنيها الصادرة بحقهم قرارات بمغادرة الأراضي الفرنسية. وقال نونيز خلال مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الفرنسية (فرانس إنتر، فرانس إنفو، لوموند)، "أُدرك أن التوتر الحالي مع الجزائر يعني أننا لم نعد نقيم علاقات أمنية معها، ولا أي تبادل أمني. بالنسبة لوزير داخلية، هذه مشكلة، بل مشكلة كبيرة".
وأضاف "لا شك أن هناك حاجة إلى تحرك في هذا الشأن. وفي مرحلة ما، سيتعين علينا استئناف الحوار مع الجزائريين بشأن القضايا الأمنية وتبادل المعلومات". بلغت العلاقات بين باريس والجزائر أدنى مستوياتها منذ صيف 2024 واعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل قضية الصحراء الغربية.
الجزائريون.. الجنسية الأولى في فرنسا
الجزائريون هم الجنسية الأجنبية الأولى في فرنسا، إذ بلغ عددهم 649,991 جزائريا عام 2024، والثانية من حيث الحصول على تصريح إقامة أول، وهم أيضا الأكثر عددا بين الموقوفين في فرنسا في وضع غير نظامي، وبلغ هذا العدد 33754 شخصا عام 2024.
وأشار الوزير إلى أن "الجزائريين يمثلون 40 بالمئة من الموقوفين في مراكز الاحتجاز الإداري". وأضاف "من الواضح أننا نحتاج إلى استئناف استصدار تصاريح العبور. سأعمل على ذلك"، موضحا أنه لم يتصل بعد بنظيره الجزائري.
وعندما سئل عن تقرير برلماني صدر مؤخرا واقترح إعادة النظر في الامتيازات الممنوحة للجزائريين بموجب الاتفاق الفرنسي الجزائري لعام 1968، رفض لوران نونيز التعليق.
ويتيح الاتفاق الذي أبرم بعد ست سنوات من انتهاء الحرب الجزائرية (1954-1962)، عندما كانت فرنسا بحاجة إلى العمال لدعم اقتصادها، منح المواطنين الجزائريين تصريح إقامة لمدة عشر سنوات من خلال إجراء سريع.
وقال وزير الداخلية الفرنسي "لدينا هذا الاتفاق وهو يؤدي غرضه، إنه ليس مثاليا تماما، أوافقكم على ذلك، ولكنه في الوقت الراهن ليس على جدول الأعمال". وكان وزير الداخلية السابق برونو روتايو قد أعرب مرارا عن رغبته في إعادة النظر في الاتفاق.
تحرير: عارف جابو
فرنسا .. دين عام متصاعد وأزمة حكومية
فرنسا على شفا أزمة سياسية جديدة مع توقع انهيار حكومة فرنسوا بايرو، مما يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي، فأي تغيير في الحكومة يعطل الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
صورة من: Blondet Eliot/ABACA/picture alliance
فرنسا رجل أوروبا المريض
يُطلق على فرنسا الآن لقب "رجل أوروبا المريض" بسبب ديونها العامة الضخمة وعجزها المالي المتزايد، وهو ما يعكس ضعفاً اقتصادياً وهيكلياً كبيرين، ويذكر بوضع ألمانيا في بداية الألفية الثالثة.
صورة من: Silas Stein/dpa/picture alliance
خطة بايرو التقشفية تُشعل الغضب في فرنسا
في محاولة لخفض الإنفاق، أعلن رئيس الحكومة فرانسوا بايرو عن خطة تقشفية تتضمن تقليص المساعدات الاجتماعية، وتجميد زيادات المعاشات، وخفض عدد الموظفين الحكوميين، إلى جانب اقتراح إلغاء عطلتين رسميتين لزيادة الإنتاج، لكنها قوبلت برفض شعبي واسع، ما دفع بايرو لربط مصير حكومته بتصويت الثقة لتمرير خطته.
صورة من: Jeanne Accorsini/SIPA/picture alliance
تصاعد العجز والدين العام
تشهد فرنسا عجزاً في ميزانيتها يفوق المستهدف لعام 2024 بشكل كبير، كما ارتفع الدين العام الفرنسي إلى حوالي 114 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل نحو 3,3 مليار يورو، لتصبح صاحبة ثالث أعلى دين في منطقة اليورو بعد اليونان وإيطاليا.
صورة من: Isai Hernandez/imageBROKER/picture alliance
إنفاق حكومي مفرط
يُعزى جزء كبير من هذه الأزمة إلى أن الإنفاق الحكومي في فرنسا هو الأعلى في أوروبا، ما يُبقي العجز مرتفعاً بشكل مزمن. هذا العجز المستمر يهدد الاستقرار المالي على المدى الطويل، ويزيد من الضغط على الدولة للاقتراض المستمر لتغطية نفقاتها.
صورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance
تكلفة الاقتراض ترتفع بسبب فقدان الثقة
أصبح الاستثمار في فرنسا اليوم أكثر مخاطرة بنظر المستثمرين الدوليين. ونتيجة لذلك، تُجبر فرنسا على دفع فوائد أعلى على السندات الحكومية الجديدة مقارنة بدول مثل اليونان، وتقترب من معدلات الفائدة التي تدفعها إيطاليا.
صورة من: Jeanne Accorsini/SIPA/picture alliance
تصنيف ائتماني متدن يهدد الثقة في الاقتصاد الفرنسي
خفّضت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني لفرنسا، ليترجم ذلك إلى ضعف ثقة المستثمرين بقدرة الحكومة الفرنسية على إدارة ديونها المتصاعدة، الأمر الذي يعدّ إشارة تحذيرية تؤثر على مناخ الاستثمار وتزيد من مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي.
صورة من: Andrii Yalanskyi/Zoonar/picture alliance
مخاطر الاستثمار تزيد الأعباء
لأن الاستثمار في فرنسا اليوم أصبح أكثر مخاطرة بنظر المستثمرين الدوليين، تُجبر فرنسا على دفع فوائد أعلى على السندات الحكومية الجديدة مقارنة بدول مثل اليونان، وتقترب من معدلات الفائدة التي تدفعها إيطاليا، مما يزيد العبء المالي على الموازنة.
صورة من: Aurelien Morissard/Xinhua/dpa/picture alliance
توترات داخلية تعيق الإصلاح الاقتصادي
التوترات السياسية بين الرئيس إيمانويل ماكرون والأحزاب المعارضة، مثل التجمع الوطني والتحالف اليساري تغذي حالة عدم الاستقرار الحالي الذي تعيشه فرنسا، وتعيق أي محاولة لتحقيق إجماع حول الإصلاحات الاقتصادية.
صورة من: Jonas Roosens/ANP/picture alliance
أزمة إضافية لفرنسا
تستعد فرنسا لاضطرابات اجتماعية أيضا، إذ دعت حركة "مدنية"، المدعومة من نقابات ويسار راديكالي إلى إضراب يوم الأربعاء (10 سبتمبر 2025) تحت شعار "لنعرقل كل شيء"، ودعت النقابات إلى إضراب وتظاهرات في 18 سبتمبر/ أيلول احتجاجاً على سياسة الحكومة ومشروع ميزانيتها، مع توقعات بخفض وكالة فيتش تصنيفها الائتماني للدين الفرنسي.
صورة من: PantherMedia/picture alliance
الأزمة الفرنسية تهدد الاقتصاد الألماني
تعتبر فرنسا ثاني أكبر سوق تصدير لألمانيا، وكانت ألمانيا عام 2024 أكبر مستثمر أجنبي مباشر في فرنسا، لذلك فإن أي اضطراب اقتصادي أو سياسي في فرنسا يهدد المصالح الاقتصادية الألمانية بشكل مباشر، وأكدت السلطات الألمانية أن التعاون بين البلدين عامل حاسم في مواجهة هذه الأزمة.
صورة من: Laurent Grandguillot- Poo/SIPA/picture alliance