انقراض أنواع من الطيور يضرّ بنمو النباتات .. كيف ذلك؟
١٤ يناير ٢٠٢٢
ذكرت دراسة حديثة أن انقراض بعض أنواع الطيور أثّر سلبا على نمو نباتات معينة لأن زراعتها لم تعد ملائمة بسبب التغيرات المناخية، وكانت الطريقة الوحيدة لنموها تتم بمساعدة تلك الطيور التي انقرضت.
إعلان
أفادت دراسة جديدة نُشرت، أمس الخميس (13 كانون الثاني/يناير)، في مجلة "ساينس" أنّ انقراض أنواع الطيور القادرة على نثر البذور يضرّ بالنباتات. وقال إيفان فريك من جامعة "رايس" لوكالة فرانس برس "عندما نفقد الطيور أو الثدييات، فلا نخسر هذه الأنواع فقط، بل ونخسر وظيفتها البيئية المهمة المتمثّلة بنثر البذور".
وتُعتبر هذه الدراسة أوّل دراسة تحدّد حجم المشكلة على مستوى العالم، ورأت أنّ قدرة النباتات التي تحتاج إلى تعاون الحيوانات على التكيّف مع التغيّر المناخي انخفضت بنسبة 60 في المئة.
كوريا: طيور الكركي/ المالك الحزين/ في المنطقة المحظورة
05:31
وتهاجر أنواع الأشجار الموجودة في المناطق التي لم تعد ملائمة بسبب الاحترار المناخي، إلى مناطق تمطر فيها أكثر، ولكن هذا الانتقال يجب أن يحصل من خلال نقل البذور. ويعتمد نصف النباتات على الحيوانات التي تأكل ثمارها أو لبّها وتنقلها إلى أماكن بعيدة، بينما يعتمد النصف الآخر على الرياح فقط لنثر البذور.
ولجأ الباحثون الدنماركيون إلى بيانات جمعتها آلاف الدراسات السابقة حول سلوك الحيوانات، بهدف وضع خريطة تظهر مساهمة الحيوانات في نثر البذور، ثم قارنوها بخريطة ألغت تأثير انقراض أنواع الطيور الذي يتسبّب به الإنسان وتقلّص أراضي هذه الطيور.
وذكر المعدّ الرئيسي للدراسة إيفان فريك أنّ النماذج التي اعتمدها الباحثون تضمّنت تفاصيل كثيرة أهمّها "أي حيوانات تأكل أنواعاً معيّنة من البذور أو الثمار، وإلى أي مدى يمكن نقل البذور من النبات الأصلي...". بالنسبة إلى الحيوانات التي لم تُدرس بشكل محدّد، تمّ التنبؤ بسلوكها عبر الكمبيوتر من خلال استخدام بيانات تابعة لأنواع مماثلة من الطيور.
وأتت النتائج مفاجئة، إذ كان انتشار البذور ملحوظاً خصوصاً في المناطق المعتدلة في أميركا الشمالية والجنوبية، وأوروبا، وأستراليا، رغم أنّ هذه الأماكن لم تخسر إلّا نسبة قليلة من أنواع الثدييات والطيور.
وكان نشر البذور أقل في مناطق أميركا الجنوبية الاستوائية أو إفريقيا أو جنوب شرق آسيا. ومع ذلك، يمكن أن يتسارع النثر إذا انقرضت أنواع مهمة أخرى مثل الفيلة. وأظهرت الدراسة كذلك أنّ الجهود لحماية الحيوانات يمكن أن تساعد في مواجهة التغيّر المناخي. وخلص فريك إلى أنّ "تراجع عدد الحيوانات يمكن أن يعطّل الشبكات البيئية بطريقة تهدّد قدرة النظم البيئية على الصمود".
ز.أ.ب/ف.ي (أ ف ب)
الطيور المهاجرة - التحليق نحو الحياة محفوف بخطر السقوط
تفرض كثير من الأنشطة البشرية على هجرات الطيور السنوية أخطارا لا نهاية لها، منظمة الأمم المتحدة حددت أياماً في شهري مايو وأكتوبر من كل عام لإحياء اليوم العالمي لهجرة الطيور. المشروع يسعى إلى حماية هجرات الطيور .
صورة من: picture-alliance/dpa
نكبة طائر الوروار
أخطر تهديد يواجه الطيور المهاجرة هو فقدان الموائل، فالزراعة الواسعة وتدمير الغابات تحرم الطيور التي قطعت آلاف الكيلومترات من الملاذ والطعام الذي تحتاجه. وطائر الوروار بأجنحته الذهبية نموذج للطيور المنكوبة، فقد تناقصت اعداده المهاجرة بنسبة 60 بالمائة خلال الأعوام الخمسين الماضية لأن مساحات شاسعة من موائل هجرته في أمريكا الجنوبية قد تعرضت للتجريف.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J. Zipp
محطات الاستراحة في رحلة الهجرة
تعتمد الطيور المهاجرة على محطات استراحة وتغذية في رحلاتها الطويلة، دون هذه المحطات لن تصل الاسراب المهاجرة الى وجهاتها، وقد تهلك بسبب الجوع والتعب. الأراضي الرطبة المتاخمة للبحر الأصفر التي تتساحل عليها الصين وشبه الجزيرة الكورية هي واحدة من أهم محطات استراحة الطيور المهاجرة. لكن تحويل هذه الأراضي إلى مرافئ وسواحل تخدم الإنسان في الزراعة حرم الطيور منها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/SIPA Asia/H. Jinghua
على حافة الانقراض
نقّار الرمال هو أحد أجناس الطيور المهاجرة المعرضة للانقراض بسبب حرمانه من محطات الاستراحة على سواحل البحر الأصفر خلال رحلته الماراثونية السنوية من روسيا إلى جنوب شرق آسيا. ويقدر عدد الباقي من هذه الطيور ب 210 أزواج، وفي عام 2019 وضعت بعض الأراضي الرطبة على قائمة الموروث العالمي في مسعى لحماية طيور نقار الرمال وغيرها من الانقراض.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/M. Yongcun
الصيد الجائر وصيد الجوارح
جزيرة مالطا هي محطة مهمة في رحلة نحو 150 نوعاً من الطيور تهاجر سنويا بين أوروبا وآسيا. كما أن سماء الجزيرة هي ميادين للطيور الجارحة، وبينها الصقور والشواهين والعقاب وحتى البوم التي تقتل آلاف الطيور خلال هجراتها في فصلي الربيع والخريف، حيث قضت على ملايين الطيور المغردة وخاصة طيور الفنتشس. كما يلجأ بعض الصيادين الى أشراك الطيور الظاهرة في الصورة لإغراء الطيور المهاجرة على أن تحط بينهم فيصطادونها.
صورة من: picture-alliance
الصناعة البشرية تعترض الطيور
الطيور المهاجرة مجبرة على التعامل مع منتجات الإنسان التي تعترض مسار هجرتها. فاصطدام الطيور بالتوربينات النفاثة وبناطحات السحاب وبأعمدة نقل الطاقة ذات الضغط العالي وبطواحين الهواء التي تولد الطاقة يهلك الوفاً منها. فالطيور تصطدم بانعكاس السماء في الواجهات الزجاجية العملاقة لناطحات السحاب فتهلك، أو لا ترى أذرع طواحين الهواء، أو تجذبها أنوار المدن أثناء الليل فتحط في أماكن تعرضها للهلاك بأعداد كبيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
سموم تلوث البيئة المهلكة
التلوث الذي يصيب موائل أو مشاتي الطيور المهاجرة يترك آثارا مهلكة على مصادر غذائها وصحتها. فاذا علقت بها السموم أو الزيوت النفطية والسحب الكيماوية أثناء مسار هجراتها، فإن كل ذلك سيجعلها عاجزة عن الطيران فتهلك وسط الطريق. الفضلات البلاستيكية والمعدنية تسممها لأنها تأكلها باعتبارها غذاء فتهلك، أو أنّها تغلق أمعائها ومعدها فتقضي جوعاً.
صورة من: picture-alliance/AP/USFWS/D. Clark
الصحارى المتنامية تعيق هجرة الطيور
التغيرات المناخية تفرض تهديدات كبرى على موائل الطيور المهاجرة فتجبرها على تغيير أنماط تكاثرها ومسارات هجرتها. بمنطقة الساحل غرب أفريقيا، قاد الجفاف المتزايد الى مزيد من التصحر، فتناقصت المساحات الخضراء التي تأويها. طيور مارتين الرمال الظاهرة في الصورة تواجه تحديات التصحر الكبرى أثناء طيرانها المضني من أفريقيا إلى أوروبا وبالعكس.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Bilgin
تغيرات السلوك القسرية
تظهر دراسات حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة المضطرد يجبر بعض الطيور على بدء رحلات هجرتها في وقت مبكر، ويجبرها على تغيير مسار طيرانها، بل ويجبرها أحياناً على إلغاء رحلات الهجرة بالكامل. الربيع المبكر الدافئ يعني اضطراب موسم الإزهار والأحياء التي ترتبط به، وهو مصدر رعب آخر للطيور المهاجرة. على الجميع بذل الجهود لإنقاذ الأنواع المهددة من الطيور المهاجرة. ناتالي مولر/ م.م