1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انقسام في الشارع العراقي حول اتفاق تقاسم السلطة

١٨ نوفمبر ٢٠١٠

تباينت مواقف الشارع العراقي حول اتفاق تقاسم السلطة الذي توصلت إليه الكتل السياسية بعد ثمانية أشهر من الانتخابات التشريعية. دويتشه فيله جالت في شوارع العاصمة العراقية بغداد واستطلعت آراء عدد من المواطنين حول هذا الاتفاق.

مواطن عراقي يتحدث لدويتشه فيلهصورة من: DW

يقول محمد قاسم، وهو عامل عراقي في القطاع الخاص، بأنه ربما يكون "من أكثر المؤيدين لهذا الإعلان (اتفاق تقاسم السلطة) الذي ينهي أزمة تجاوزت ثمانية أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية ويؤذن بتشكيل حكومة توافقية بين جميع الفرقاء العراقيين بكافة طوائفهم ومذاهبهم".

ويضيف قاسم لدويتشه فيله بأن أغلب المؤسسات والدوائر الحكومية معطلة بسبب تأجيل تشكيل الحكومة نتيجة لعجز الساسة العراقيين عن الاتفاق على توزيع المناصب الحكومية، الأمر الذي انعكس سلباً على مستوى معيشة المواطن العراقي الذي يعاني اليوم من تراجع مستوى الخدمات. وينهي قاسم كلامه بالقول "آمل أن يكون تشكيل الحكومة انتصاراً حقيقياً لإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق".

قاسم السلطة تجاوز للاستحقاق الانتخابي

أما خالد ربيع (عمره 33 عاما) فله رأي آخر؛ إذ ينتقد هذا المهندس، الذي ينتمي إلى الطائفة السنية، مشروع تقاسم السلطة بين السياسيين العراقيين معتبراً إياه "تجاوزاً صريحاً للاستحقاق الانتخابي". ويضيف ربيع لدويتشه فيله بأن توزيع المناصب بطريقة الاتفاق السياسي لا وفق الاستحقاق الانتخابي "لن يمهد لتشكيل حكومة مستقرة في العراق، بل العكس ؛ فهو يعبر عن صورة واضحة لهيكلية حكومية هشة تعيد البلاد للمربع الأول".

يرى خالد ربيع أن اتفاق تقاسم السلطة يشكل تجاوزا للاستحقاق الانتخابيصورة من: AP

ويشدد ربيع على أن "مصادرة حق استحقاق قائمة بذاتها (يقصد قائمة العراقية برئاسة إياد علاوي) يعني تجاوزاً ومصادرة لحقوق كل مواطن صوت لها؛ وهو دليل على أن أطراف المعادلة العراقية تفضل الاتفاق السياسي فيما بينها بعيدًا عن طموحات المواطن، الذي من المفروض أنه صاحب القرار الأول والأخير في اختيار من يمثله في البرلمان العراقي وكذلك في رئاسة الجمهورية والحكومة".

إلا أن نور كريم (26عاماً)، وهي موظفة في مكتب إعلانات، ترى بأن اتفاق تقاسم السلطة يشكل "الحل الأمثل لإنهاء معضلة تشكيل الحكومة في ظل التنوع الموجود في المجتمع العراقي". وتضيف نور كريم، في حوار مع دويتشه فيله، بأن المشكلة الحقيقية في أزمة تشكيل الحكومية "تكمن في انعدام الثقة بين المستحوذين على مجريات العملية السياسية في العراق؛ ناهيك عن التدخلات الخارجية في الشأن العراقي التي تسعى لتنفيذ أجندتها الخاصة في البلد".

تقديم التنازلات يضمن انهاء ازمة تشكيل الحكومة

ورجحت نغم وليد (38عاماً) وهي كردية من بغداد بأن "الإعلان عن اتفاق سياسي وتعاون مشترك في إدارة الحكم في العراق سيضمن تشكيل حكومة مستقرة؛ وهذا الأمر كان من المفروض أن يؤخذ بعين الاعتبار منذ الأشهر الأولى لإعلان نتائج الانتخابات".

وشددت نغم وليد، في حوار مع دويتشه فيله، على ضرورة حسم أزمة تشكيل الحكومة وأن تقدم الأطراف المتصارعة بعض التنازلات فيما بينها كي تمضي العملية السياسية قدماً إلى أمام. ودعت إلى الالتفات لمشاكل المواطن العراقي، الذي "يدفع فاتورة تأخير تشكيل الحكومة والصراع على السلطة عبر نقص الخدمات وقلة فرص العمل وتأخير تنفيذ المشاريع ذات التماس المباشر بحياته اليومية".

تشكيل الحكومة حماية لأرواح الأبرياء

تشييع جثامين ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغدادصورة من: picture alliance/dpa

من جانبه أعرب دانا نوزاد حنا (44 عاماً)، عن أمله في أن يسهم مشروع الاتفاق في عودة الأمن إلى العراق بعد أن شهد تراجعا كبيرا في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف حنا، في مقابلة مع دويتشه فيله، بأن العراق بأمس الحاجة إلى أن تعمل القوى السياسية معا كي يتم "حفظ الأمن والاستقرار، إذ أن الخطر يطال اليوم كل أبناء الشعب العراقي بطوائفه وإثنياته كافة".

ويستشهد دانا نوزاد حنا باستهداف المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة وما تلاه من أعمال إرهابية طاولت "مواطنين شيعة" ليخلص إلى القول بأن "العدو هنا واحد وهذا ما لابد من أن يضعه السياسيون العراقيون نصب أعينهم؛ فالقيادة الحقيقة لشعب هي تلك التي تحفظ أمنه وحقه وكرامته".

كما عبر الموظف المتقاعد إبراهيم الراجحي عن سروره بإعلان اتفاق تقاسم السلطة بالشكل التوافقي، خصوصاً بعد إعادة تكليف المالكي بتشكيل الحكومة لولاية ثانية. وطالب الراجحي، في حديث لدويتشه فيله، بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لأن أي تأخير في ذلك "قد يؤدي بالعراق إلى الهاوية، نتيجة لمراهنات بعض التكفيريين على استقرار البلاد".

"اتفاق تقاسم السلطة يضمن نظام شراكة وطنية"

مهندس اتفاق تقاسم السلطة: رئيس إقليم كردستان مسعود البرزانيصورة من: AP

وأوضح المحلل السياسي العراقي والأستاذ في كلية الإعلام الدكتور حسن هاشم لدويتشه فيله بأن "أن اتفاق الكتل السياسية على مبدأ تقاسم السلطة هو الصيغة الوقائية والمثالية المتوفرة حالياً". وأضاف هاشم بأن هذا الاتفاق "سيكفل تطبيق نظام شراكة وطنية من خلال تقاسم السلطة على أن يكون مبنيا وفق رؤى شاملة تبتعد عن فكرة المحاصصة وتشدد على المشاركة في توزيع المسؤوليات".

أما الكاتب والصحفي حامد الحمراني فاعتبر في حوار مع دويتشه فيله أن الاتفاق إيجابي لأنه أنهى "أكثر من ثمانية أشهر من المناقشات والمفاوضات، التي عدت سبباً مهما في زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد". وأضاف الحمراني بأن "لإعلان الجديد (اتفاق تقاسم السلطة) يشكل الخطوة الأولى على طريق تثبيت الأمن والاستقرار في العراق".

سوزان فياض- بغداد

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW