"انقلاب مؤسساتي"- رحيل ديبي يفتح مرحلة من عدم اليقين في تشاد
٢١ أبريل ٢٠٢١
بعد مقتل إدريس ديبي تولى ابنه مهام رئيس الجمهورية ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة على رأس مجلس عسكري انتقالي بتشاد. وترفض أحزاب المعارضة هذه الخطوة، بينما يعتزم المتمردون مواصلة القتال. أوضاع تثير انزعاجا في واشنطن.
إعلان
تمثل وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو عبورا إلى المجهول بالنسبة إلى 16 مليون تشادي عاشوا أكثر من 30 عاما تحت حكم هذا الرجل الذي توفي بعيد انتخابه لولاية سادسة، ليتسلم الحكم مجلس عسكري بقيادة نجله الذي يمسك بكامل السلطات من غير أن تكون له خبرة في السياسة.
قلق وانزعاج أمريكي
وقتل ديبي (68 عاما) يوم الاثنين على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون في ليبيا، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش. وقد أحدث موته صدمة في تشاد وأثار مخاوف بين حلفائها الغربيين، خاصة فرنسا والولايات المتحدة، الذين كانوا يعتبرونه حليفا في معركتهم ضد الجماعات الإسلامية المتشددةوخاصة تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعة بوكو حرام.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء (21 أبريل/ نيسان 2021) إن الحكومة الأمريكية منزعجة للغاية من العنف في تشاد في أعقاب وفاة الرئيس ديبي، وتشعر بالقلق من أي شيء يعترض طريق الانتقال الديمقراطي للسلطة هناك. وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس للصحفيين في إيجاز صحفي يومي إن واشنطن تراقب عن كثب الوضع السياسي في تشاد.
المتمردون يعتزمون موصلة الهجوم
وأعلن الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما)، نجل الرئيس الراحل، الذي كان حتى ذلك الحين يتولى قيادة الحرس الرئاسي المتمتع بنفوذ هائل ويتولى حماية النظام والحكومة والجمعية الوطنية أنه "يتولى مهام رئيس جمهورية" تشاد، حسب ميثاق انتقالي نُشر الأربعاء على الموقع الإلكتروني للرئاسة.
وعين محمد إدريس ديبي الثلاثاء 14 جنرالا يُعرف أنهم من بين الأكثر ولاء لرئيس الدولة أعضاء في المجلس العسكري الانتقالي الذي أكد أن مؤسسات جديدة ستُشكل بعد انتخابات "حرة وديموقراطية" في غضون عام ونصف العام.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى فترة انتقالية عسكرية محدودة تؤدي إلى "حكومة مدنية وجامعة".
لكن المتمردين الذين يشنون هجوما ضد النظام التشادي منذ تسعة أيام توعدوا بالتقدم نحو نجامينا ورفضوا "بشكل قاطع" هذا المجلس العسكري. وأكد المتحدث باسم "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" كينجابي أوغوزيمي دي تابول "نعتزم مواصلة الهجوم".
ومن جهته، وشدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن "الانتقال المعلن يجب أن يتم بطريقة سلمية، مع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والسماح بتنظيم انتخابات شاملة جديدة".
أحزاب المعارضة تندد بـ"انقلاب مؤسساتي"
ومن جانبها، نددت أحزاب المعارضة الرئيسية في تشاد الأربعاء بـ"انقلاب مؤسساتي". ودعا حوالى ثلاثين "حزبا سياسيا في المعارضة الديموقراطية إلى مرحلة انتقالية يقودها مدنيون (...) عبر حوار شامل"، وفق ما جاء في بيان.
وأورد البيان أن المعارضة "تدعو سكان تشاد إلى عدم الانصياع للقرارات غير القانونية وغير الشرعية والمخالفة للتنظيمات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي، ولا سيما ميثاق الانتقال وحظر التجول وإغلاق الحدود".
وبين الموقعين حزب صالح كبزابو خصم إدريس ديبي "التاريخي"، وحزب سوكسيه ماسرا أحد أشد معارضي نظام الرئيس السابق.
كما وجهت هذه الأحزاب "تحذيرا" إلى فرنسا، القوة المستعمرة السابقة والتي دعمت ديبي منذ وصوله إلى السلطة عام 1990 على رأس حركة تمرد، طالبة منها "عدم التدخل في شؤون تشاد الداخلية". ودعت أخيرا الأسرة الدولية إلى "مؤازرة الشعب التشادي لإعادة دولة القانون والديموقراطية".
ص.ش/خ.س (أ ف ب، رويترز)
من يحكم لفترة أطول؟ تعرف على عشرة حكام في العالم!
إنهم ينحدرون من إفريقيا وآسيا وأوروبا ويحملون ألقابا مثل الأمير والملك أو السلطان أو الرئيس. هم عشرة حكام يتربعون على سدة الحكم لأطول فترة ممكنة في بلدانهم. ويجمع بينهم شيء واحد: التمسك بكل قوة بالسلطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السلطان فوق كل شيء
السلطان حسن البلقية يحكم منذ نحو 50 عاما سلطنة بروناي. وهو بالإضافة إلى ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع والخارجية والتجارة والمالية. ونظام السلطنة هو الذي يسود البلاد منذ أكثر من 600 عام. الحاكم البالغ من العمر 71 عاما يفكر في إدراج عقوبة الرجم في حال ارتكاب جريمة الزنى وقطع اليد في حال السرقة.
صورة من: Imago/Xinhua/J. Wong
السلطة حتى الموت
للوصول إلى السلطة نفذ تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو في 1979 انقلابا ضد عمه. وبعد الالتفاف على السلطة في غينيا الاستوائية أمر بقتله. وكرئيس دولة يمارس الرجل البالغ من العمر 75 عاما التأثير على كافة جوانب السياسة في البلاد. وبفضل مخزون النفط والغاز تُعد غينيا الاستوائية من أغنى بلدان إفريقيا. لكن تلك الخيرات لا تعود بالنفع على مواطنيها.
صورة من: DW/R. Graça
أتنازل!
طوال 38 عاما ظل خوسي إدواردو دوس سانتوس رئيسا لأنغولا. ولم يترشح للانتخابات البرلمانية الأخيرة. وقبل خمس سنوات راجت الشائعات بأن دوس سانتوس يعاني من مرض عضال. تحت رئاسته انتهت في 2002 الحرب الأهلية التي طال أمدها. منذ ذلك الحين تحسنت الكثير من الأوضاع بالنسبة إلى المواطنين. لكن تقارير حول ممارسة العنف الفظيع من قبل الشرطة تسيء لصورة البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/S. De Sakutin
الرئيس الذي يحب الترف
منذ 34 عاما يشغل بول بيا منصب رئيس الدولة في الكاميرون. ويشعر الكثير من الكاميرونيين في غرب البلاد المتحدثين بالإنجليزية بالتهميش من قبل بيا الذي يتحدث الفرنسية. وهناك انتقادات أخرى لشغفه بالتبذير، إذ يبدو أنه صرف أكثر من 25 ألف يورو لتأجير فيلا ليوم واحد، وحتى زوجته شانتال تحب الأشياء الثمينة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Owen
ليس منبوذا لكنه سيتقاعد قريبا
تولى يوفيري كاغوتا موسفيني رئاسة أوغندا لست دورات. ولا يمكن للرجل البالغ من العمر 72 عاما أن يتقدم للانتخابات المقبلة في 2021، لأن المرشح لا يحق له أن يتجاوز عمر 75 عاما. وكإبن رعاة ماشية حقق موسفيني نجاحا في السلم المهني: من الدراسة وقائد في الجيش إلى سياسي بارز. تحت رئاسته تم تعديل الدستور وتوطيده بسلسلة من الحقوق الأساسية.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Kasamani
"أسد سوازيلاند"
مسواتي الثالث هو آخر حاكم مستبد في إفريقيا. منذ 31 عاما يتولى الرجل البالغ من العمر 49 عاما السلطة في مملكة سوازيلاند. وهو واحد من بين 210 من الأطفال الذين أنجبهم والده مع 70 امرأة. وتقليد تعدد الزوجات تابعه مسواتي الثالث الذي كان له حتى عام 2013 ما مجموعه 15 زوجة. ويترك الشرطة تقمع أي نوع من الاحتجاجات.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Jackson
معجب بنفسه
روبرت غابرييل موغابي هو حاليا أكبر حاكم دولة، إذ يصل عمره إلى 93 عاما وهو يحكم كرئيس زيمبابوي منذ تقريبا 30 عاما. تحت حكم موغابي، وابتداء من عام 2000، تم طرد غالبية الإقطاعيين البيض وهو ما أشادت به عدة دول إفريقية. وفي السنوات الأخيرة هو نفسه يواجه تهما بالفساد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Njikizana
مطلوب بسبب جرائم "الإبادة الجماعية"
منذ 1993 يتربع عمر حسن أحمد البشير على كرسي الرئاسة في السودان. الرجل البالغ من العمر اليوم 73 عاما جاء إلى السلطة في 1989 بعد انقلاب غير دموي. وفي 2009 أصدرت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أمر اعتقال ضده ـ بتهم ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في إقليم دارفور.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
بصمات ملكية
على عكس الملوك الأوروبيين الآخرين يبقى هانس آدم الثاني (يسار) ليس فقط أميرا، بل أيضا رئيس حكومة بلاده ليشتنشتاين. في 1989 تولى زمام الحكم من والده الذي كلف ابنه بها في 2004.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Nieboer
من الراعي إلى شريك للغرب
ادريس دبي مايزال "جديدا" في السلطة. في 1990 أصبح رئيسا لتشاد. كإبن أحد الرعاة أتمم قبلها في فرنسا تكوين ليصبح قائد طائرة مقاتلة. عقب العديد من الحروب الأهلية والمحاولات الانقلابية بات تشاد منذ 2008 مستقرا من الناحية السياسية. وفي الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوية أصبح دبي شريكا مطلوبا للغرب.