أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد (12 يوليو/تموز 2015) انهار جزء من السور الرئيسي للقلعة الأثرية في مدينة حلب في شمال سوريا والمدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي جراء تفجير نفق في محيطها. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "التنظيمات الإرهابية فجرت الليلة نفقا في مدينة حلب القديمة" تسبب "بانهيار جزء من سور القلعة".
وقال المرصد من جهته في بريد الكتروني "سمع دوي انفجار عنيف بعد منتصف ليل السبت الأحد ناجم عن تفجير نفق في المدينة القديمة بالقرب من قلعة حلب، ما أدى لأضرار مادية كبيرة وأضرار في منطقة القلعة". وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن "التفجير تسبب بانهيار جزء من السور الرئيسي لقلعة حلب"، مضيفا "لم تتضح بعد هوية منفذي التفجير، لكن اشتباكات عنيفة تلته بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة في المنطقة".
ثلاثمائة موقع أثري في سوريا إما تضرر أو سرق أو دمر تماما بسبب الحرب الأهلية في البلد. هنا نقوم بجولة في سوريا للتعرف على المعالم الثقافية المهددة بالزوال.
صورة من: Fotolia/Facundoفي أقل من أربع سنوات قتل مئات الآلاف وشرد نحو عشرة ملايين سوري. ويظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية لدى معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث يونيتار (UNITAR) ضخامة التدمير الذي لحق بالتراث الثقافي السوري، هنا البلدة القديمة في دمشق.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Tödtوبناء على تحليل يونيتار فإن هناك 290 موقعا أثريا وثقافيا تدعو حالتها للأسى. جامع بني أمية الكبير في دمشق يعود بنائه لعام 708 ميلادية. الجامع الشهير تضررت واجهة الفسيفساء به بسبب تعرضه للقصف.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/Neukirchenمدينة حلب أصابها الدمار بشكل خاص. حلب تمتد جذورها التاريخية إلى سبعة آلاف عام وتعد واحدة من أقدم المدن في العالم. الصورة على اليمين تظهر الدمار بالمدينة القديمة قرب القلعة.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)الجامع الأموي بحلب تعرض لدمار شديد. المسجد الذي بني عام 715 ميلادية جرت توسعته مرارا في القرون التالية. منارته التي تعود لعام 1092 ميلادية تعد عملا معماريا فريدا، والصورة هنا قبل تعرضه للتدمير.
صورة من: picture alliance/Bibliographisches Institut/Prof. Dr. H. Wilhelmyدمرت مئذنة الجامع الأموي أثناء القتال عام 2013. ولم يبق منها اليوم سوى أنقاض. وتعرضت أجزاء كبيرة من باقي مبنى الجامع لضرر شديد. وتتبادل الحكومة مع الثوار الاتهامات بالمسئولية عن ذلك.
صورة من: J. Al-Halabi/AFP/Getty Imagesالقتال بين الحكومة والمتمردين للاستيلاء على حلب مستعر منذ عام 2012، لذلك فالأضرار فيها بالغة. فندق كارلتون أمام قلعة حلب عمره 150 سنة، وكان مشهورا برسوماته الداخلية التاريخية المحفوظة بحالة جيدة.
صورة من: CC-SA-BY-Preacher ladواليوم تكاد لا تجد شيئا تبقى من الفندق. فقد انفجرت شحنة ناسفة في نفق تحته في مايو/ أيار 2014. ومن بين 210 مبان تاريخية فحصتهم "يونيتار" في حلب لحق الضرر بنصفها ودمر خمسها تماما.
صورة من: picture-alliance/AP Photoمن زار أسواق حلب في الماضي كان يشعر في أنه في إحدى حكايات ألف ليلة وليلة. فالمحلات التي احتفظت بشكلها إلى حد كبير منذ القرن الـ 16، تمتد بطول يبلغ سبعة كيلومترات.
صورة من: APشب حريق في الأسواق عام 2012 فأحدث بها أضرارا بليغة. وفقا للبيانات الرسمية تضرر أو دمر 1500 وحتى 1600 محل في الأسواق.
صورة من: APبنيت قلعة الحصن كقلعة للصليبين في القرن الـ 12 والـ 13 على أحد الحصون الكردية. وكانت القلعة تشتهر بإنها لم يتم الاستيلاء عليها أبدا في حرب أو حصار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Vranicقلعة الحصن تقع إلى الشرق من حمص قرب الحدود اللبنانية، وتعرضت القلعة باستمرار لنيران المدفعية والغارات الجوية. وخلفت المعارك ورائها سقوفا وجدرانا مهدمة كما انهارت تماما أجزاء من مبنى القلعة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Vranicدورا أوربوس (الصالحية) تأسست عام ثلاثمائة قبل الميلاد، كمستعمرة عسكرية يونانية. هنا ليست المعارك، وإنما عمليات النهب المستمرة هي التي قضت على معالم كثير من المباني في المنطقة التي تعتبر "بومبي السورية".
صورة من: picture-alliance/akg-images/Leo G. Linderكانت تدمر واحدة من المراكز الحضارية في العالم القديم. المعارك والنهب وسرقة أحجار البناء دمرت المنطقة الأثرية بشكل يدعو للأسى. معبد بعل الذي بني قبل ألفي عام (هنا قبل الحرب) ينقصه اليوم عامود آخر. دينيس شتوته/ صلاح شرارة
صورة من: Fotolia/bbbar
وتتمركز قوات النظام في مواقع عدة في مدينة حلب القديمة وفي داخل القلعة وفق عبد الرحمن الذي أشار إلى أن "معالم ومبان أثرية في حلب تعرضت في وقت سابق للضرر أو تدمرت بالكامل جراء الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل أو تفجير الأنفاق".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفجير أنفاق تحت الأرض. وفي أيار/مايو 2014، فجرت فصائل المعارضة نفقا أسفل فندق كارلتون الأثري الذي كانت قوات النظام تتخذه مقرا لها في حلب القديمة، ما تسبب بمقتل 14 عنصرا في صفوفها على الأقل. ويستخدم مقاتلو المعارضة تكتيك تفخيخ الأنفاق في المعارك ضد قوات النظام في مدينة حلب منذ صيف 2012، حيث يحفرون أنفاقا من مناطق تحت سيطرتهم وصولا إلى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها أو يتسللون منها لشن هجمات.
وتعد قلعة حلب الأثرية واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي، أبرزها قلعة الحصن في حمص وآثار مدينة تدمر في وسط البلاد والأحياء القديمة في دمشق. وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال أربع سنوات من النزاع، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2014.
ش.ع/ ط.أ (أ.ف.ب)