1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انهيار حكومة شولتس .. هل يعطل سياسة ألمانيا الخارجية؟

١٢ نوفمبر ٢٠٢٤

مسألة دعم أوكرانيا هي أيضا من بين أسباب انهيار الائتلاف الحكومي في ألمانيا. لكن يمكن للمعارضة المتمثلة في حزبي الاتحاد المسيحي أن تضمن استمرار هذا الدعم. فما مدى قدرة ألمانيا الآن على العمل على صعيد السياسة الخارجية؟

الرئيس الألماني الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير (في الوسط)، يقيل وزير المالية كريستيان ليندنر (على اليمين) بمبادرة من المستشار أولاف شولتس. تستمر الآن أعمال الحكومة من دون الحزب الليبرالي.
الرئيس الألماني الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير (في الوسط)، يقيل وزير المالية كريستيان ليندنر (على اليمين) بمبادرة من المستشار أولاف شولتس. تستمر الآن أعمال الحكومة من دون الحزب الليبرالي. صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

انهارت حكومة "إشارة المرور" المؤلفة من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين، وذلك بالذات في اليوم التالي لانتخاب دونالد ترامب - في يوم يتسم بريبة دولية مما قد يحدث بعد ذلك في عهد الرئيس الأمريكي الجديد ترامب.

وهذه ليست صدفة. فقد قام المستشار أولاف شولتس من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بإقالة وزير المالية  كريستيان ليندنر من الحزب الليبرالي بسبب مواقفه المتناقضة في مسألة الميزانية والمسائل الاقتصادية. وهذا الخلاف له بعد قوي في السياسة الخارجية يرتبط مباشرة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وهذا الخلاف كان يدور بالتحديد وقبل كل شيء حول نية شولتس تحميل ألمانيا المزيد من الديون لدعم أوكرانيا، وذلك بسبب توقعه أن يقوم الرئيس ترامب بخفض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بشكل كبير أو حتى بإيقافها تمامًا. ولذلك فقد كان شولتس يريد إعلان حالة طوارئ لكي يتمكن من حل مشكلة تحديد سقف الديون المحدد في الدستور الألماني. ولكن ليندنر رفض المشاركة.

توافق كبير بشأن السياسة الخارجية

ولذلك فقد أعرب نائب المستشار ووزير الاقتصاد روبرت هابيك ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (كلاهما من حزب الخضر) عن أسفهما لفشل ائتلاف إشارة المرور، خاصة على خلفية فوز دونالد ترامب والوضع في أوكرانيا. حيث كان من الضروري حشد المزيد من الدعم لأوكرانيا، كما قالت بيربوك مساء الأربعاء (6 تشرين الثاني/نوفمبر). وأضافت أنَّ "الاستثمارات في أوكرانيا، والمليارات الإضافية الأخرى، كانت ستكون أيضًا استثمارات في أمننا".

وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك - الصورة في أيار/مايو 2024 مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف - تأمل في زيادة الدعم الألماني لأوكرانيا بالرغم من إنهيار ائتلاف إشارة المرور.صورة من: Ukrainian Presidential Press Service/Handout/REUTERS

والآن سيواصل المستشار الحكم مع حزب الخضر، ولكن من دون الحزب الليبرالي. وفي شهر كانون الثاني/يناير، يريد طرح مسألة التصويت على الثقة. ومن المتوقع أن تجرى على أبعد تقدير في شهر آذار/مارس 2025 انتخابات مبكرة في ألمانيا. وهذا يعني إمكانية انتظار ألمانيا ستة أشهر حتى تكون لديها حكومة جديدة قادرة على العمل.

وهذا يستغرق وقتًا طويلًا جدًا بالنسبة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي كتب خبيره لشؤون السياسة الخارجية يوهان فاديفول لـDW: "ندعوا المستشار إلى طرح مسألة التصويت على الثقة الأسبوع القادم في البرلمان (بوندستاغ) وبالتالي إلى إجراء انتخابات جديدة. وهذه فرصته الأخيرة لإظهار تحمله المسؤولية عن ألمانيا. لا يمكننا السماح لأنفسنا بعدم القدرة على العمل".

وحتى ذلك الحين، يجب على شولتس إيجاد الأغلبية في السياسة الخارجية داخل البرلمان الاتحادي "البوندستاغ" لكل حالة على حدة. وهذا ينطبق أيضًا على المزيد من الدعم لأوكرانيا. "الذي يتوقف كثيرًا الآن على معارضة حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي"، كما قال هينينغ هوف من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية لـDW: "أعتقد أنَّه سيكون من الممكن بمساعدة هذه الأصوات إرسال إشارة وزيادة المساعدات الألمانية لأوكرانيا".

وكذلك لا يرى هينينغ هوف أية اختلافات كبيرة بين حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي فيما يتعلق بالمشكلات الدولية الكبرى الأخرى مثل الصراع في الشرق الأوسط. ويقول إنَّ "هذا يدل على الإجماع الكبير الموجود لدينا في ألمانيا على مسائل السياسة الخارجية. وهو أيضًا عامل استقرار في وقت الأزمة هذا".

يقول سياسي حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي يوهان فاديفول إنَّ "ألمانيا بحاجة في أسرع وقت ممكن إلى حكومة مستقرة". ويطالب المستشار بطرح مسألة التصويت على الثقة.صورة من: imago images/Political-Moments

أزمات عديدة في الوقت نفسه

ويبدو أنَّ الوضع الدولي بات مضطربًا أكثر مما كان عليه منذ فترة طويلة: ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم انتخاب دونالد ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ولكنه سيتولى منصبه بداية في كانون الثاني/يناير 2025. وفي ألمانيا، التي تعد ثالث أكبر اقتصاد في العالم وأهم دولة في الاتحاد الأوروبي،  انهارت الحكومة. وفي فرنسا، الشريك الأقرب لألمانيا، أصبح الرئيس إيمانويل ماكرون يعاني من ضعف شديد على مستوى السياسة الداخلية وباتت البلاد تعاني من استقطاب شديد. وهذا كله في ظل الحرب الأوكرانية والصراع في الشرق الأوسط وعدوانية الصين.

ويقول هينينج هوف: "الوضع فعلًا خطير للغاية". ويضيف مطالبًا: "يجب علينا ألَّا نخدع أنفسنا. ومن ناحية أخرى، يوجد الآن أمام الأوروبيين مجال ما يزال بإمكانهم التحرك من خلاله واتخاذ تدابير محددة لكيفية مواجهتهم إدارة ترامب. وهذا يشمل إرسال إشارة واضحة تشير إلى أنَّ أوروبا مستعدة لفعل المزيد من أجل أوكرانيا، ولكن أيضًا من أجل الدفاع عن نفسها".

ومن الممكن أيضًا أن تساهم في ذلك  حكومة المستشار أولاف شولتس، التي لم تعد إلَّا مجرد حكومة تحت الطلب، كما يقول هينينج هوف: "لأنَّ بإمكانها أن تكون متأكدة من دعم ومساهمة حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي، اللذين يعتبران بحسب استطلاعات الرأي الفائز المحتمل في الانتخابات المنتظرة".

تعاون حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بشروط

أثار انهيار ائتلاف إشارة المرور في برلين مخاوف في أوروبا أيضًا من حدوث شلل سياسي في الاتحاد الأوروبي.  "أوروبا ليست قوية من دون ألمانيا القوية"، كما قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا قبل اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي. وقد وصف رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو الإسراع في إجراء انتخابات جديدة في ألمانيا بأنَّه "ضروري للغاية". وأضاف أنَّ الاتحاد الأوروبي لا يستطيع، من دون ألمانيا القوية، اتخاتذ قرارات مهمة.

ما يزال انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية يثير في برلين قدرًا كبيرًا من الريبة والاضطراب.صورة من: JIM WATSON/AFP/Getty Images

وفي المقابل، يبدو الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روتي غير قلق. ويقول إنَّ ألمانيا بإمكانها الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها الدفاعية والسياسية الخارجية. ويضيف أنَّ المستشار "سيهتم خلال الأشهر القادمة في قيام ألمانيا بدورها على المسرح العالمي".

بيد أنَّ ألمانيا لا يمكنها على أية حال أن تتحمل  حزبًا معلقًا طيلة أشهر في هذا الوضع، كما أكد خبير السياسة الخارجية في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي يوهان فاديفول: "ألمانيا بحاجة في أسرع وقت ممكن إلى حكومة مستقرة. ولذلك نحن غير مستعدين للحديث عن تعاون جزئي داخل البرلمان إلَّا عندما يقوم شولتس بطرح مسألة التصويت على الثقة".

أعده للعربية: رائد الباش

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW