تركيا تحاول منع فرقة موسيقية ألمانية استخدام كلمة "إبادة"
٢٣ أبريل ٢٠١٦
بعد قضية بومرمان جاءت قضية فرقة أوركسترا دريسدن لتنال قسطا من انتقادات تركية، فرئيس الفرقة ندد يتدخل تركيا على مستوى أوروبا لمنع فرقته من استخدام مصطلح "إبادة" في حفل موسيقى يتمحور حول الأرمن.
إعلان
اتهمت فرقة اوركسترا ألمانية اليوم السبت (23 نيسان/ابريل) السلطات التركية بالضغط عليها وعلى الاتحاد الأوروبي لمنع استخدام كلمة "إبادة" في إطار حفل موسيقي ستقدمه الفرقة محوره إبادة الأرمن عام 1915.
وقال مدير فرقة درسدن السيمفونية ماركوس رينت "إنه اعتداء على حرية التعبير". وأوضح أن سفارة تركيا لدى الاتحاد الأوروبي طلبت من المفوضية الأوروبية في بروكسل إلغاء دعم مالي بقيمة 200 ألف يورو منح للاوركسترا لانجاز هذا المشروع، وذلك بذريعة أن الحفل يستخدم مصطلح "الإبادة" الذي ترفضه تركيا لوصف المجازر المرتكبة بحق الأرمن قبل نحو قرن.
وأضاف مدير الفرقة أن المفوضية الأوروبية أبقت الدعم المالي، لكنها دعت الفرقة إلى "التخفيف" من العبارات المستخدمة في الحفل عبر عدم ذكر الإبادة، وأزالت أي إعلان له من على موقعها الالكتروني. وأضاف لوكالة فرانس برس "نعتبر أن كل ذلك قابل جدا للنقاش".
وأقرت متحدثة باسم المفوضية في بروكسل بسحب إعلان الفرقة من موقعها الالكتروني. وقالت لفرانس برس "بسبب القلق الذي أثير حيال المصطلحات المستخدمة لوصف المشروع، فقد أزالته اللجنة مؤقتا من على موقعها الالكتروني، بهدف مناقشة صيغة جديدة له مع الجهة الراعية للمشروع".
يذكر أن الحفل ينظم بمناسبة مرور مئة عام على إبادة الأرمن في عام 1915 ويراد منه أن يكون خطوة نحو المصالحة. فهو يجمع بين مقطوعات موسيقية عدة ستؤديها اوركسترا تضم موسيقيين أتراكا وأرمن.
وموضوع الجدل هو نصوص ستؤديها الجوقة أو ستتم تلاوتها على خشبة المسرح، فضلا عن كيفية إعداد البرنامج الذي يتحدث صراحة عن الإبادة. حتى أن اسم العمل "اغيت" يستخدم أيضا باللغة الأرمنية للإشارة إلى الإبادة التي حصلت عام 1915. وعرض العمل للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في برلين، من دون أن يثير ردود فعل سلبية.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري