1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ايطاليا تنتخب وشبابها يهاجرون بحثاً عن عمل

٣ مارس ٢٠١٨

تفضل شبيبة إيطاليا رغم الأرقام الاقتصادية الإيجابية التوجه بأعداد كبيرة إلى الخارج. والانتخابات البرلمانية في الرابع من آذار/ مارس لا تبعث على الأمل، كما كشف تقريرDW من دوريس بوندي في نابولي.

Italien Arbeitslosigkeit bei Jugendlichen
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Sintesi/L. Innamorati

ألبا دي دوتشي وميلانيا ريكا تعكفان على النحو والصرف والمفردات، إنهما تتعلمان الألمانية بمعدل 20 ساعة في الأسبوع، في أسرع وقت ممكن. كلا القابلتين تريدان مغادرة نابولي، ثالث أكبر مدينة إيطالية. وهدفهما: ألمانيا حيث الحاجة ماسة إلى مهارات حرفية. وكلا السيدتين على غرار نصف مجموع الشباب في جنوب إيطاليا عاطلتان عن العمل، رغم حصولهما على شهادات جامعية.

"ليس لدينا هنا أيّ فرصة"

"في إيطاليا لم نجد شيئا. ففي المستشفى بروما حيث قضينا فترة التدريب خلال دراستنا الجامعية عرضوا علينا عقدا محدودا لثلاثة أشهر. وكنا من المحظوظين القلائل الذين وجدوا على الأقل شيئا"، تقول ميلانيا ريكا التي أضافت تقول:" وعندما بدأنا نرسل طلبات إلى ألمانيا، حصلنا فورا على ثلاثة أو أربعة عروض. كل مستشفى كان يريد الحصول علينا".

القابلتان ميلانيا وألبا في فصل تعلم اللغة الألمانيةصورة من: DW/D. Pundy

ولا تتابع السيدتان الحملة الانتخابية الحالية إلا على الهامش. فهما لا تشعران بأن السياسة تنظر إليهما بجدية. وتقول ريكا:" المشاكل التي يعاني منها الشباب في إيطاليا موجودة منذ عقود، ورغم ذلك فإنه لا أحد من السياسيين يهتم بذلك". وتضيف دي توتشي:" النظام منخور كليا". والشباب لن يجدوا عملا، وهم الذين يحتاجون إليه، بل أولئك الذين لهم أفضل العلاقات. والفئة التي تعاني أكثر هم خريجو الجامعات الذين يأملون في الحصول على عمل في القطاع العام مثلا في مستشفى. فعروض العمل هناك باتت نادرة بسبب إجراءات التقشف للسنوات الأخيرة. وتقول القابلة البالغة من العمر 23 عاما:" ليس لدينا هنا ببساطة أية فرصة".

ليست هناك أفكار جديدة لمشاكل قديمة

وبالنسبة لخبير الاقتصاد ميشيلي موسكا من جامعة نابولي، المحسوبية وإجراءات التقشف هما سببان فحسب من مجموعة أسباب كثيرة، لذا يغادر الكثير من الشباب إيطاليا. "نحن بحاجة إلى إصلاحات شاملة، لاسيما في القطاع العام"، كما يقول الخبير الاقتصادي. فالكثير من المؤسسات والمكاتب تنقصها اليد العاملة، وفي آن واحد يكون أسلوب العمل غير عملي وبيروقراطيا وقديما. وكمثال على ذلك يذكر سير العمل في الجامعة حيث لم يتم تجديد برامج التعليم منذ سنوات، ولا يتم إلا بشكل غير كاف إعداد الشباب لعالم العمل الحديث.

ويقول هذا الأكاديمي إنّ القطاع الخاص متقدم، لكن يوجد في جنوب إيطاليا مشكلة أخرى تتمثل في المنظمات الإجرامية مثل الكامورا هنا في نابولي. "هي تقرر للأسف في الغالب من يفتح أي شركة ومن يشتغل هنا وهناك. وهذا يفزع المستثمرين". ولا يمكن للأستاذ موسكا أن يستنتج إلا القليل من مقترحات مختلف الأحزاب حول بطالة الشباب في الحملة الانتخابية المتواصلة. فبكل بساطة جميع الأحزاب تريد خفض الضرائب والمستحقات لإنعاش التشغيل. ويجب البحث عميقا للعثور على الفوارق بينها. فالأحزاب اليمينية تريد مثلا ضريبة موحدة، فيما تريد الأحزاب الأخرى تخفيض مساهمات أرباب العمل.

الأستاذ الجامعي ميشيلي موسكاصورة من: DW/D. Pundy

إصلاحات العمل لحكومة وسط اليسار الحالية، مثل تخفيف إلغاء عقود العمل، لم تؤدي إلى حد الآن الى تحسنٍ في نابولي.، كما يقول عمدة المدينة اليساري لويجي دي ماجستريس. "نحن نحتاج إلى تضامن أكبر وعدالة اجتماعية أكبر ودعم أكبر في محاربة الفساد والمافيا"، كما يقول المدعي العام والقاضي السابق. وهو يقول إنه لا يمكن له فعل الكثير إزاء بطالة الشباب في مدينته. ويحاول من خلال مشاريع في قطاع الثقافة والسياحة التحرك ضد هذا التوجه. ولكن بدون دعم من العاصمة، والمبادرات المقابلة على المستوى الوطني، لا يمكن توقع نجاحات كبيرة.

ويتقدم استطلاعات الرأي الأخيرة تحالف من أحزاب يمينية. والحزبان الأقوى يتشكلان من تحالف بين حزب "فورسا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلوسكوني وحزب "ليغا" اليميني الشعبوي. والمرشحان أنطونيو بنتانجيلو وجان لوكا كانتلاميسا يتحركان في ضاحية إيركولانو لجلب الأصوات.

المهاجرون شماعة تعلّق عليها الإخفاقات

ويقول مرشح حزب "ليغا" كانتلاميسا:" إنه أمر جنوني أن يغادر في كل عام أكثر من 170.000 شخص إيطاليا للبحث عن عمل في الخارج". ويضيف:" بلادنا استثمرت الكثير من المال في تعليم هؤلاء الناس. إيطاليا تخسر بهم العديد من الموارد التي نحتاج إليها بإلحاح هنا". أما بنتانجيلو من حزب "فورسا إيطاليا" فيقول بأن تحالف أحزاب اليمين يريد مساعدة الشباب ماديا لوقف الهجرة.

وإلى جانب حكومة وسط اليسار الحالية يحدد المرشحان جهة أخرى ككبش فداء للأزمة الاقتصادية للشبيبة الإيطالية: إنهم المهاجرون. "في الملاحة البحرية يوجد عدد متزايد من العمال الأجانب الذين يقومون بنفس العمل مقابل قليل من المال، ولذلك يجد هنا في المنطقة عدد قليل من الشباب الإيطاليين العمل". وهذا لا يمثل حجة بالنسبة إلى عمدة المدينة لويجي دي ماجستريس. "إنه أمر خاطئ كليا زعم أن المهاجرين يسرقون العمل من الإيطاليين. كما أنه مؤكد أن اقتصادنا ينمو بفضل المهاجرين". فوق ذلك يجب محاربة الأحكام المسبقة.

القابلتان ميلانيا ريكا وألبا دي توتشي تريدان ترقب ما تأتي به الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن تباشرا عملهما في الأول من حزيران/ يونيو في بلدة فيتن الألمانية بالقرب من دوسلدورف. وقد سبق أن وقعا على عقد العمل. وقبل السفر تريد دي توتشي الذهاب إلى الانتخاب. "والدي سيصوتان لصالح اليمينيين، وبإمكاني تفهم بعض حججهم. لكن يجب علي الحصول على معلومات لمعرفة من يريد أفضل الأشياء لنا نحن الشباب". أما زميلتها في الدراسة ريكا فإنها تعتقد أنه لا منفعة من التصويت. "هذا لا يأتي بشيء. ولكنني آمل أن يتحسن الوضع يوما ما في إيطاليا وأن أعود. نابولي هي وطني، وسأشتاق إليها كثيرا في ألمانيا".

دوريس بوندي/ م.أ.م

شباب مع المافيا بسبب الفقر والبطالة بجنوب إيطاليا

04:45

This browser does not support the video element.

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW