1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إنريكي يقود برشلونة على خطى غوارديولا

صلاح شرارة١٩ مايو ٢٠١٥

رغم هدوئه وبخلاف مورينيو وغوارديولا، يقف الآن مدرب برشلونة إنريكي على عتبة تحقيق الثلاثية. في بداية العام، كان على وشك الإقالة، وبلغ خلافه مع ميسي أن خير البرغوث برشلونة "إما أنا أو هو"؟، حسب ما قيل، لكن الأمر تغير.

Championsleague Halbfinale 2015 Pep Guardiola und Luis Enrique
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel

قبل مرحلة من نهاية الدوري الإسباني لكرة القدم حسم برشلونة البطولة بفوزه على أتليتكو مدريد بهدف لصفر الأحد الماضي (17 مايو/ أيار) ليستعيد لقبا عزيزا عليه. وبهذا يكون النادي الكاتالوني قد فاز بهذه البطولة للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه من بينها خمس مرات في السنوات السبع الأخيرة.

وعاد برشلونة، في ظل قيادة المدرب لويس إنريكى (45 عاما)، فريقا مرعبا للجميع سواء داخل إسبانيا أو خارجها. وخصوصا في ظل وجود الثلاثي الهجومي "المتوحش"، كما تسميه الصحافة الإسبانية، ميسي، سواريز، ونيمار، الذين جعلوا حصلية النادي من الأهداف هذا الموسم 115 هدفا. لكن دفاع برشلونة عاد أيضا بقوة، محققا رقما مدهشا. فلم يدخل مرمى الفريق في الموسم الحالي في الدوري الإسباني سوى 19 هدفا، وهذا رقم قياسي كان يحمله منذ عام 1973، أي منذ 42 عاما فريق فالنسيا.

لكن ما يميز برشلونة هو أن الدوري الإسباني كان آنذاك 30 مرحلة فقط بينما هو الآن 38 مرحلة. ويرجع الفضل في ذلك حسب ما يرى أوليفر مايلر محرر صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية إلى مساعد إنريكى المخلص خوان كارلوس أنزوى، حارس المرمى السابق، الذي عالج أخطاء دفاع برشلونة في الضربات الثابتة، التي كانت موجودة بشكل مزمن منذ عصر بيب غوارديولا. والآن "لم يعد جمهور برشلونة يرتعد مع كل ركنية أو ركلة حرة يحصل عليها المنافس بالقرب من منطقة جزاء برشلونه"، حسب ما كتب مايلر.

كاد أن يُقال وعلاقته بميسي كانت سيئة جدا

في أول موسم له مع برشلونة كمدرب استطاع لويس إنريكى، لاعب برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق، أن يضع فريقه على أعتاب الثلاثية. فبعد حسمه للدوري الإسباني يمكنه في نهاية مايو/ أيار الجاري أن يحسم أيضا لقب كأس إسبانيا عندما يلتقي أتليتكو بلباو في المباراة النهائية التي تقام على ملعب كامب نو، معقل برشلونة ووسط جماهيره. كما أنه ليس ببعيد أيضا عن الفوز بدوري أبطال أوروبا حينما يلتقي يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية التي تقام على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين يوم 6 يونيو/ حزيران 2015.

وكان إنريكى قد تولى تدريب برشلونة في مايو/ أيار 2014 خلفا للأرجنتيني تاتا مارتينيو، الذي كان قد حل لفترة بسيطة محل تيتو فيلانوفا المريض، والذي توفي لاحقا في أبريل 2014. لكن مارتينيو فشل في الفوز بالدوري الإسباني 2014 ما جعله يستقيل من منصبه بعد فترة أقل من عام قضاها في تدريب برشلونة.

ميسي، سواريز ونيمار، الثلاثي "المتوحش" كما تسميه الصحافة الإسبانية أو MSN كما يسميه آخرون.صورة من: Reuters/I. Fassbender

واستلم لويس إنريكى من تاتا مارتينيو فريقا خاسرا في كل البطولات التي شارك فيها، في ظل أزمات إدارية وقانونية أطاحت بمدير الكرة ببرشلونة أندوني زوبيزاريتا، وواجه بسببها رئيس النادي السابق ساندرو روسيل تهما بالاختلاس. واستمرت المشاكل وأخذت بعدا جديدا تمثل في الخلاف بين إنريكى نفسه ونجم النجوم ليونيل ميسي.

وكاد إنريكي أن يقال من برشلونة مع بداية عام 2015، عندما خسر مباراته بصفر لهدف أمام مضيفه ريال سويداد على ملعب سان سباستيان بهدف لصفر في المرحلة الـ 17 من الليغا. وكان إنريكي قد وضع ميسي ونيمار في بداية تلك المباراة على دكة البدلاء، قبل أن يدخلهما في الشوط الثاني. ويقال إنه فعل ذلك لتأخرهما في العودة من عطلة أعياد الميلاد في نهاية 2014.

وبسبب ما حدث معه في مباراة سويداد كان ميسي غاضبا جدا لدرجة أنه غاب في اليوم التالي عن الحصة التدريبية الرسمية للفريق مدعيا تعرضه لآلام في المعدة. وذكرت صحف إسبانية آنذاك أن ميسي قال إن قرارات إنريكي غير موفقة وأنه السبب في تراجع أداء الفريق ولا يستحق قيادة فريق بحجم برشلونة. بل يقال أيضا، حسب ما ذكر أوليفر مايلر، أن النجم الأرجنتيني قال "إما أنا أو هو"، لكن ليس هناك ما يثبت حدوث ذلك فعلا. واحتاج الأمر وساطات عديدة لإنهاء حالة الخصام بين المدرب ونجمه المحبوب، الذي وصفه إنريكي بأنه أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور. بل الأكثر من ذلك أن هناك من يقول إنه حدث عناق بين ميسي وإنريكي خلال الاحتفال بالفوز بالدوري الإسباني بعيدا عن أعين كاميرات التصوير.

عودة إلى نجاح غوارديولا بأسلوب آخر

وحسب ما كتب مايلر فإنه لا أحد يعرف تماما ما الذي حدث بعد مباراة سويداد وجعل ميسي ينتفض فيخسر من وزنه ويعاود التألق والابتسام. لكن البعض يرى أن الطريقة التي احتفل فيها رونالدو بفوزه بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في منتصف يناير/ كانون الثاني أيقظت في ميسي الشعور بكرامته. وتزامن ذلك مع اندماج لويس سواريز في الفريق وكشف نيمار بشكل نهائي عن إمكانياته الكبيرة.

ليونيل ميسي عاد للتألق مجددا بعد فترة إصابة وإحباط وخلافات مع انريكي، ويقال إن احتفال رونالدو بالكرة الذهبية أوقظ فيه إحساسه بالكرامة.صورة من: Getty Images/AFP/P-P Marcou

ورب ضارة نافعة فقد كانت الهزيمة أمام ريال سويداد فاتحة خير. ففي 29 مباراة خاضها إنريكي بعدها لم يخسر سوى في مباراتين أحدهما أمام بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بينما كسب 26 مباراة، وتعادل في واحدة.

واستطاع لويس إنريكي في النصف الأول من 2015 أن يغير من طريقة لعب برشلونه الروتينية، التي كانت تعتمد على الاحتفاظ بالكرة في نصف الملعب اعتمادا على مهارات نجوم مثل ميسي وأنيستا وتشابي حتى يتم فتح ثغرات في دفاع الخصوم ومن ثم الانقضاض من خلالها نحو مرمى المنافس. أما الآن فقد أدخل أنريكى طريقة تشبه الطريقة الإنجليزية حيث تُطلق الكرات الطويلة من منطقة دفاع برشلونة، عابرة خط المنتصف لتصل مباشرة إلى منطقة دفاع الخصم وينتظرها هناك عادة سواريز أو نيمار لترجمتها إلى أهداف وتحقيق الفوز.

ربما يكون برشلونة قد دخل الآن دورة جديدة للهيمنة والتألق مثلما حدث من قبل في زمن بيب غوارديولا، الذي حقق معه أرقاما قياسية. أما غوارديولا نفسه فيعيد حساباته الآن في بايرن ميونيخ بعد فشله في كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW