1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بإجابات عن أسئلة شائكة.. مفتي مصر السابق يثير جدلاً كبيراً

٢١ مارس ٢٠٢٤

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية في مصر حالة من الجدل بسبب برنامج لمفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة والذي أجاب عن أسئلة شائكة بإجابات ربما كانت غير متوقعة لدى البعض. وفيما اتفق البعض مع جمعه أنتقده آخرون.

مشهد من إحدى حلقات برنامج "نور الدين" الذي يقدمه الدكتور علي جمعة
أثارت إجابات الدكتور علي جمعة الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من: Egyptian Channel One/Youtube

جدلٌ كبيرٌ يدور في مصر حالياً بسبب تصريحات الدكتور على جمعة مفتي مصر السابق في برنامج "نور الدين" والذي يقدمه ويجيب خلاله على أسئلة شائكة.

تحدث جمعة عن الكثير من الأمور خلال حلقات البرنامج الرمضاني التي يتلقى خلالها الأسئلة من فئات عمرية صاعدة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة تساؤلات قديمة- متجددة حول الاجتهاد في الدين وتجديد الخطاب الديني الإسلامي.

يقول مفتي الجمهورية المصرية السابق إن برنامجه يهدف إلى "التحاور مع الأبناء والآباء، مع الشباب والشيوخ، نستمع إلى كل التساؤلات التي تشغل بالهم والتي تؤرقهم، دون خطوط حمراء، ولا وصاية من أحد، حتى نصل معاً إلى نقطة التلاقي" بحسب ما قال خلال مقدمة البرنامج.

كان من هذه الأسئلة حكم الإسلام في الصداقة بين الجنسين وحكم الحجاب وموقف الإسلام من المرأة والحج الافتراضي ومصير المنتحر خصوصاً من الصغار وغيرها من الأمور.

الجنة لغير المسلمين؟

كان من أكثر الموضوعات التي دار جدلٌ كبيرٌ بشأنها سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الصحف ووسائل الإعلام المصرية، مسألة مصير غير المسلمين خصوصاً أتباع ما يعرف بـ"الديانات الإبراهيمية" الأخرى، وهل يدخلون الجنة أم لا.

المفتي السابق قال رداً على سؤال هل يدخل المسلمون فقط الجنة، قائلا أن هذه "معلومة مغلوطة" وذكر آية قرآنية من سورة البقرة تتحدث عن أتباع ديانات أخرى تشير إلى أن الجنة ليست حكراً على المسلمين، وأن غيرهم من أتباع الأديان الأخرى أيضاً سيدخلون الجنة.

كما أجاب جمعة على سؤال بشأن الاحتفال بالكريسماس، وقال إن "الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة يعني الاحتفال بعيد ميلاد المسيح وهو ميلاد معجزة، والقرآن أقرّ بها، وجعلها عيد محبة وسلام".

وفي إحدى الحلقات تحدث المفتي السابق عن فكرة إمكانية أن تُلغى "النار" في "يوم القيامة"، كما انتقد فكرة التخويف والوعيد التي تحتل جانباً من الخطاب الديني الإسلامي.

وقال جمعة" : "جماهير المسلمين يعتقدون أن الوعد والوعيد لابد أن يُنَفّذ.. ربنا انبأنا أنه في جنة وفي نار.. طيب ويوم القيامة لو أن الله ألغى النار حنقول (سنقول) له لا؟ ما يلغيها.. ما يدخل كل الناس الجنة .. هو فعال لما يريد وده وارد وعلماء المسلمين الكثير قالوا آه وارد.."

 

أضاف جمعة أن هناك كتب تتحدث عن "أهوال يوم القيامة" و "عذاب القبر"، لكن الصورة ليست قاتمة تماماً "فيه (هناك) المتحابين على منابر من نور يوم القيامة و7 يظلهم الله في ظله، وأنتم فاكرين (هل تعتقدون) إنه يوم القيامة ليس فيه شفاعة؟ ده فيه (هناك) 70 ألف شفيع وعدد المسلمين فى الأرض 2 مليار بس وشوفوا (انظروا) قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء".

تساؤل آخر طُرح عن مدى مشروعية العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج، وهل الحب حرام أم حلال، ورأي الشرع في الاختلاط والصداقة بين الجنسين. واشترط الدكتور جمعة أن تكون العلاقة عفيفة بلا تلامس، كما رد على سؤال آخر حول الاختلاط وقال إنه "طالما توافرت النية الحسنة فلاختلاط ليس حراماً".

وأضاف "أن بحثاً أجري عن العلاقات والحب بين طلاب الجامعات من عام 1980 وحتى 1986، أظهر أن غالبية الطلاب أحبوا بعضهم في الجامعة، ومن ثم تزوجوا".

ترحيب بتجديد الخطاب الديني والاجتهاد

ويرى البعض سواء في مصر أو حتى في دول عربية أخرى أن ما طرحه الدكتور علي جمعة ليس بالأمر الجديد وأن الكثير من هذه المسائل تداولتها دراسات سابقة، ولكن ربما الجديد في شكل طرح الأسئلة من خلال برنامج يحضره فتيات وأولاد صغار في السن، إلى جانب أن هذه الآراء في أغلبها كانت محل نقاشات بين علماء ومتخصصين ولم تكن تخرج كثيراً للنقاشات العلنية أو على شاشات التلفزيون.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي دار جدلٌ بين شخصيات عامة وعلماء ومتخصصين بشأن أطروحات الدكتور على جمعة بين مؤيد ومعارض، حيث أسهب البعض في التعليق على إجابة الدكتور علي جمعة بشأن دخول غير المسلمين الجنة مثل محمد عيد الذي كتب شرحاً تفصيلياً على صفحته بموقع فيسبوك وأشار إلى خمسة آراء تناولها علماء الدين الإسلامي في هذا الشأن، مختتماً كلماته بالقول:

"لم تُجمع الأئمة على قَصر الجنة على المسلمين، هذا مما لا يحدث حتى لو ادعاه فريقٌ واحد من الفرق الخمسة. وكل الأقوال الخمسة هي أقوال تحل رباط صاحبها لأنها أقوال (اتباع) وليست (ابتداع)".

أما الكاتب الصحفي محمد الدسوقي رشدي فأكد أن ما يقوم به الدكتور على جمعة "مع الأطفال والمراهقين في برنامج نور الدين .. خطوة مهمة، ومش هبالغ (لن أبالغ) لو قلت إنها الأهم خلال السنين اللي فاتت".

واعتبر ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن برنامج "نور الدين"، الذى يقدمه الدكتور علي جمعة خلال شهر رمضان، يعد محاولة جريئة وجادة ومباشرة من المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء لتجديد الخطاب الديني، مشدداً أن هذا البرنامج يُعيد إلى العقل الإسلامي "حياة الفكر" التي حُرِّمت على المسلمين طول العقود الماضية، بحسب ما نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية.

أما الكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، فقال إن البرنامج يعد خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الديني، "إذ يبتعد عن الأداء التقليدي الذي يعتمد على التلقين والتي يقوم فيها أحد الدعاة بإلقاء درس أو موعظة يتلقاها الحاضرون كأنها معلومات مقدسة واجبة التطبيق، وفقاً للصحيفة نفسها.

انتقادات حادة

على الجانب الآخر، انتقدت الدكتورة فهدة العريفي المستشارة والباحثة في الأمن الفكري، حديث جمعة عن "إلغاء النار"، وقالت انه يخالف آية قرآنية:

 

أما الروائي وخبير علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن فانتقد فكرة "إلغاء النار" في الآخرة وقال " كيف سيتساوي هناك القاتل والمقتول، والسارق والمسروق، والظالم والمظلوم، والصادق والكاذب"

 

وانتقد آخرون ما أسموه بسيطرة الأجهزة الأمنية المصرية على وسائل الإعلام ووصفوا الأمر بأنه "جزء من حرب ممنهجة للإخضاع والتحريف"

والدكتور الدكتور علي جمعة هو عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب الحالي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف.

ولد الدكتور على جمعة في الثالث من شهر مارس عام 1952 وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وينتهج المذهب الشافعي.

عماد حسن كاتب في شؤون الشرق الأوسط ومدقق معلومات ومتخصص في العلوم والتقنية.
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW