"بائعات الهوى" يعارضن نقل بيوت الحي الأحمر من قلب أمستردام
١١ أبريل ٢٠٢٣
تنتشر مهنة "بيع الهوى" في الحي الأحمر بأمستردام منذ القرن السادس عشر، وهناك خطط لنقل بيوت الحي تلقى معارضة خصوصا من "بائعات الهوى". امستردام تريد التخلص من وصفها بمدينة "الخطيئة"، والأجواء مشحونة بسبب خطط إدارة المدينة.
إعلان
تشهد العاصمة الهولندية أمستردام أجواء مشحونة، إذ تلقى خطة بلدية المدينة لنقل بيوت الدعارة من "الحي الأحمر" الشهير الذي يحتضنها إلى "مجمّع" في ضواحيها، معارضة شديدة من بائعات الهوى ومن سكان هذه الضواحي.
وفي مواجهة احتمال رؤية "بيت دعارة كبير" بمحاذاة منازلهم، انضم مئات السكان إلى احتجاج نظّمته بائعات الهوى اللواتي لا يرغبن في مغادرة الواجهات المضاءة بأنوار فاقعة على امتداد قنوات أمستردام.
أما رئيسة البلدية فيمكه خالسيما فتدافع بشدّة عن خطتها، متجاهلةً ما يُطلق عليها من ألقاب كـ"سيدة بائعات الهوى". وخلال لقاء بين خالسيما وسكان منطقة تقع قرب أحد المواقع الثلاثة حيث من المعتزم إقامة المجمّع الجديد، تقول إحدى الأمّهات باكيةً إنّ "من غير الممكن إقامة مجمّع مماثل".
ويخشى هؤلاء السكان أن ينتقل الإزعاج المتأتي من "الحي الأحمر" إلى شوارع منطقتهم. أما بائعات الهوى، فينتابهنّ خوف من أن يصبحن ضحايا مشروع يرمي إلى الحد من الجريمة والسياحة الجماعية في وسط المدينة.
أمستردام "مدينة الخطيئة"؟
تقول بائعة هوى تطلق على نفسها اسم ميشيل، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "رئيسة البلدية تؤكد أننا مجرد نقطة جذب سياحي وأنّ السياح يزورون المنطقة للسخرية منّا وإهانتنا، لكنّ الوضع ليس كذلك".
وتحاول أمستردام التي تُعدّ معقلاً للدعارة القانونية، التخلّص من الفكرة المرتبطة بها بأنها "مدينة الخطيئة" والحدّ من اجتياح جموع من السياح الشباب لها. وتقول خالسيما لوكالة فرانس برس "مهما يكن الحل الذي سنعتمده، سيلقى مقاومة".
وفي نهاية آذار/ مارس، نظمت بائعات الهوى تظاهرة في شوارع المدينة تحت شعار "أنقذوا الحي الأحمر"، وأكّدن أنّ نقل بيوت الدعارة سيضرّ بمكسب عيشهنّ وسلامتهنّ. وتقول ميشيل "يكون الوضع جيّدا عندما نكون داخل المجمّع، لكن علينا أيضاً الخروج منه وبحوزتنا مبالغ".
وتضيف انّ "بيوت الدعارة المئة المُعتزم نقل عملنا إليها هي أقل من الموجودة في الحي الأحمر والبالغ عددها 250"، لافتة في الوقت نفسه إلى وجود مساحات مخصصة للثقافة والفن والترفيه "الجنسي"، قد تكون مفيدة للبعض.
وتُعنى في هذا النزاع أيضاً الوكالة الأوروبية للأدوية التي تعارض فكرة أنّ موقعين من بين المواقع المُقترحة يقعان بمحاذاة مقرها الجديد في جنوب أمستردام. وتقول رئيسة البلدية "إنّ منظمات كالوكالة الأوروبية للأدوية تُدرك جيداً طبيعة المنطقة التي اختارتها لإنشاء مركز فيها"، مؤكدةً أنّ "بائعات الهوى سيحظين بأمان أكبر في المجمّع".
"مطاردة الساحرات"؟
ولا يمثل "الحي الأحمر" سوى "جزء صغير" من مجال الدعارة في العاصمة الهولندية ، على ما يؤكد ألكسندر دي فوس، وهو عامل سابق في الدعارة كان حاضراً في لقاء جمع رئيسة البلدية وعدد من سكان أمستردام. ويضيف لوكالة فرانس برس "ثمة متحوّلون جنسياً ومثليون لا يجدون بيئة حاضنة لهم، في وقت يوفّر لهم المجمّع فرصاً في هذا الخصوص".
ورغم ذلك، يعارض ألكساندر إغلاق بيوت الدعارة في الشارع الأحمر حيث تُفرض سلسلة من الإجراءات تزداد تشدداً، كضرورة إقفال بيوت الدعارة باكراً في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى أنّ الحظر المفروض على الكحول في الشارع الذي يُفترض أن يشمل الحشيشة قريباً.
وأطلقت سلطات أمستردام حملة عبر الإنترنت لثني الشباب المتحدرين من أوروبا عن تنظيم حفلات توديع العزوبية أو حفلات أخرى في المدينة.
وتندد العاملات في مجال الدعارة بما وصفنه بـ"مطاردة الساحرات"، فيما يؤكدن أنّهنّ لسن سبباً في السياحة الجماعية والجريمة.
وتشير ميشيل إلى أنّ الحي مليء "بلافتات تشجّع على ممارسات محظورة"، مضيفة ان "المشكلة تكمن في عدم تغريم أي جهة". وتعتبر المرأة الهولندية أنّ "على البلدية تطبيق القواعد القائمة قبل إضافة أخرى عليها". وتتابع انّ سكان "الحي الأحمر" حيث تنتشر الدعارة منذ القرن السادس عشر، "يُدركون تماماً طبيعة المكان الذي يقطنونه"، معتبرةً أنّ "نقل عمل المومسات إلى الضواحي يبدو وكأنه مشروع استطباق" لوسط المدينة، بمعنى إحلال طبقة مكان أخرى.
خ.س/ع.خ (أ ف ب)
هذه الأسباب ستدفعك حتما لزيارة أمستردام!
يوم الملك عيد وطني في هولندا يصادف السابع والعشرين من نيسان/ أبريل يطغى فيه اللون البرتقالي على العاصمة أمستردام التي تجتذب الزوار من مختلف دول العالم. ولكن أمستردام بجمالها وغناها الثقافي تستحق الزيارة في كل أيام العام.
صورة من: picture-alliance/dpa/ANP/K. Van Weel
شبكة قنوات مائية
يبلغ طول الممرات والقنوات المائية التي تربط بين أطراف مدينة أمستردام أكثر من 100 كم، وتؤمن الانتقال الأمثل بين أطراف المدينة. ويرجع تاريخ هذه الممرات إلى القرن السابع عشر عندما كانت العاصمة الهولندية من أغنى وأكثر الموانئ ازدحاماً في العالم. وتُستخدم للتنقلات اليومية ولمشاهدة أشهر معالم المدينة السياحية.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Grubitzsch
الدراجة الهوائية وسيلة نقل
يبلغ عدد الدراجات الهوائية أكثر من 800 ألف دراجة وهذا العدد يفوق عدد سكان مدينة أمستردام. كما تستضيف المدينة سباق الدراجات الدولي الذي يهدف إلى نشر الوعي البيئي والتحذير من خطر الانبعاثات السامة والمحافظة على صحتنا. ويبقى أن نشير إلى أن جميع أيام العام مناسبة لركوب الدراجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ANP/R. De Waal
هندسة معمارية مميزة
تتخذ واجهات وأسطح أبنية المدينة أشكال "الجملون" الذي يعتبر من السمات التقليدية المميزة لتاريخ الهندسة المعمارية لكل بناء من أبنية مدينة أمستردام. كما يمكن مشاهدة الكثير من هذه الأبنية على ضفاف القنوات المائية.
صورة من: picture-alliance/RIA Novosti/A. Kudenko
مشاهيرالفن في أمستردام
يضم متحف ريجكس، الذي يقع في ساحة المتاحف، أرقى أعمال مشاهير الفنانين الهولندين أمثال: رامبرانت وهالس وفيرمير وسيستين. وفي هذا المتحف يُمكنك أن تشاهد لوحة الفنان رامبرانت "دورية الليل" التي أعيدت إلى المتحف عام 2013 بعد أن خضعت لعمليات صيانة وترميم استغرقت أكثر من 10 سنوات.
صورة من: picture-alliance/RIA Novosti/A. Kudenko
زهرة عباد الشمس
إحياء ذكرى الفنان الهولندي الشهير فان كوخ، بعرض أكثر من 700 لوحة وعمل فني في متحف فان كوخ للأعمال واللوحات التي تمثل مرحلة ما بعد الإنطباعية، وعرض أعمال كوخ في المتحف الذي أعيد افتتاحه في عام 2015 وقد أحيط بمتاهات من زهرة عباد الشمس التي اشتهر الفنان فان كوخ برسمها في لوحاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.de Waal
متحف آني فرانك
اختبأت الفتاة اليهودية آني فرانك في أمستردام بعد هروبها مع عائلتها من ألمانيا، ودونت يومياتها لمدة سنتين خلال الحرب العالمية الثانية. تُرجمت مذكراتها اليومية إلى أكثر من ستين لغة عالمية، وهي شهادة على قدرة الإنسان على التفاؤل في وجه الشر. تحول المنزل إلى متحف وتم الإحتفاظ بملحق يسمح لزوار المتحف أن يطلعوا على واقع الحياة القاسية أثناء اختباء فرانك في المنزل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Vrijdag
يوم الاستقلال
في أمستردام يجتمع التاريخ مع الفنون والمتعة. المدينة تحرص على الاحتفال بكل ما يتعلق بالمتعة والبطولة والسرور والتنوير. يصادف الـ 5 من شهر أيار/ مايو يوم تحرير واستقلال هولندا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تقام بهذه المناسبة الاحتفالات على طول القنوات المائية وممرات وشوارع العاصمة الهولندية الدائمة الحيوية والتألق.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Utrecht
منطقة الأضواء الحمراء
اسم منطقة الأضواء الحمراء يعيد إلى الذاكرة السمعة السيئة التي عُرفت بها العاصمة الهولندية. ولكنها أكثر من منطقة لدور الدعارة، إذ يوجد فيها أقدم متحف للجنس في العالم حيث يتناول تاريخ الدعارة وثقافة الجنس.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Utrecht
المقاهي
لاتحظى المقاهي ودور الثقافة المختلفة بنفس درجة القبول من قبل الجميع. وتشتهر أمستردام بانفتاحها وبسياستها الخاصة التي تسمح بتعاطي الحشيش. وكثير من السياح يقصدون المدينة بهدف تدخين الحشيش في مقاهي العاصمة الهولندية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Stache
التطلع إلى المستقبل
بإمكان الزائر مشاهدة الأبنية الحديثة في جميع أنحاء المدينة وهي تقف جنباً إلى جنب مع الأبنية التي يرجع تاريخها إلى عصر النهضة، ومن بين أشهر المباني والمنشآت جسر ليكس فان ديلدن وبناء متحف العلوم رينزو بيانو الذي يُمجد التاريخ البحري الهولندي ويُشير بالوقت نفسه إلى المستقبل.
الكاتب: ايزابيل روس/ غالية داغستاني