زعامات دينية تحث المصريين على المشاركة في الاستفتاء الدستوري
٢٠ أبريل ٢٠١٩
بعد أن أدلى بصوته، حث بابا تواضروس المصريين على المشاركة في الاستفتاء الدستوري معتبرا ذلك حقا من حقوق المواطنة، فيما أكد مفتي الديار الدكتور شوقي علام بعد مشاركته في الاقتراع أن المشاركة في الاستفتاء "واجب وطني".
إعلان
أدلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم السبت(20 نيسان/ابريل 2019) بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المصرية. وبحسب موقع التلفزيون المصري، قال قداسة البابا تواضروس الثاني- عقب الإدلاء بصوته - إن هذه المواد (التي شملتها التعديلات الدستورية) تم دراستها بشكل دقيق من قبل البرلمان" موضحا" أن المشاركة في الاستفتاء على الدستور حق من حقوق المواطنة".
ودعا البابا تواضروس أبناء الوطن للمشاركة في الاستفتاء على الدستور، وأن يتوجه كل شخص ليقول رأيه بكل حرية، مؤكدا أن هذه التعديلات في صالح الوطن، وأضاف أن المشاركة في الاستفتاء على الدستور واجب وطني على كل المصريين.
من جانبه، أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام اليوم السبت أن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية واجب وطني على كل مصري. وفقا للتلفزيون المصري، دعا المفتي في تصريحات له عقب الإدلاء بصوته في التعديلات الدستورية، الشعب المصري إلى الإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابي الذي يدل على مدى وعيهم بحرية تامة، مشيرا إلى أن المشاركة الواعية هي دليل تقدم الأمم.
وكان النائب البرلماني المعارض هيثم الحريري حذر من منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المزيد من الصلاحيات. وأعرب الحريري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن اعتقاده أن التعديلات الدستورية التي يجرى الاستفتاء عليها تقوض "المسار الديمقراطي"، وأنها ليست في صالح البلاد.
يذكر أنه توجه الناخبون المصريون إلى مراكز الاقتراع صباح اليوم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذى يستمر حتى بعد غد الاثنين.
من جانبه، أفاد مسؤول مصري أن هناك إقبالا كبيرا من أهالي محافظة شمال سيناء على مراكز ولجان التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وخاصة النساء وكبار السن. وتجرى عملية التصويت وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش والشرطة حول وداخل اللجان الانتخابية في محافظة شمال سيناء مع انتشار كبير للقوات المسلحة في جميع الميادين والشوارع الرئيسة وكذلك حول اللجان الانتخابية. وانتشرت كذلك قوات الشرطة بإعداد كبيرة وقامت بإنشاء كمائن ثابتة ومتحركة مع تفتيش السيارات والمواطنين حتى النساء من قبل شرطة نسائية.
ح.ع.ح/ ع.خ (د.ب.أ)
أبرز التعديلات الدستورية في مصر ... ما لها وما عليها
يجمع معظم المراقبين على أن نتيجة التعديلات الدستورية المثيرة للجدل في مصر محسومة سلفاً فيما يرضي الرئيس عبد الفتاح السيسي. ما هي أبرز تلك التعديلات، وكيف يدافع عنها مؤيدوها؟ وما هي المآخذ التي يراها المعارضون؟
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
توقعات حول نسبة المشاركة
على مدار ثلاثة أيام يصوت المصريون على التعديلات الدستورية. ويحق لنحو 55 مليون شخص من إجمالي عدد سكان مصر البالغ نحو 100 مليون نسمة الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. مراقبون لا يتوقعون إقبالاً كبيراً، ويعزون ذلك لعدم "وضوح" التعديلات بالنسبة للكثيرين بسبب قصر الفترة بين طرحها وإجراء الاستفتاء عليها. بينما تعلن مصادر رسمية عن إقبال كبير في مناطق معينة. إعلان نتيجة الاستفتاء يكون يوم 27 نيسان/ أبريل.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السيسي في الحكم
توسع التعديلات المقترحة من سلطة الرئيس؛ إذ تسمح بتمديد فترة ولايته إلى 6 سنوات، بدلاً من أربع سنوات، والسماح له بالترشح بعدها لفترة جديدة مدتها 6 سنوات أخرى تنتهي في 2030. وتضمنت التعديلات أن يكون لرئيس الدولة الحق في تعيين نائب أو أكثر له.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/V. Belousov
تعزيز قبضة الجيش
زيدت المادة 200 الخاصة بالقوات المسلحة لتشمل مهامها - إضافة إلى حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها - مهام "صون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحريات وحقوق الأفراد".
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السلطة القضائية
تمنح التعديلات الرئيس المزيد من الصلاحيات في تعيين رؤساء الهيئات القضائية والنائب العام ورئيس المحكمة الدستورية من بين عدد من المرشحين تقترحها تلك الهيئات.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إحياء مجلس الشيوخ (الشورى)
تضمنت التعديلات إنشاء غرفة برلمانية ثانية باسم مجلس الشيوخ. وحسب التعديلات يبلغ عدد أعضائه 180 يختار الناخبون ثلثيهم بينما يعين رئيس الدولة الثلث الباقي. وقد تم إلغاء المجلس المذكور (الشورى سابقاً) بموجب دستور 2014.
صورة من: Reuters
الشباب والمرأة
كما تتضمن التعديلات مواداً أخرى تتعلق بتمثيل المرأة داخل مجلس النواب وتحديد حصتها بـ 25%. كما تضمنت تعديلات أخرى على "ضرورة" الحفاظ على نسب الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، مع التمثيل الملائم للعمال والفلاحين والشباب والأقباط.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Sayed
رجال الدين: واجب وطني
بحسب موقع التليفزيون المصري، دعا البابا تواضروس الثانى، عقب الإدلاء بصوته، أبناء الوطن للمشاركة في الاستفتاء. مؤكداً ان هذه التعديلات في "صالح" الوطن، مردفاً أن المشاركة في الاستفتاء على الدستور واجب وطني على كل المصريين. في نفس الاتجاه، أكد مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، في تصريح عقب الإدلاء بصوته أن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية واجب وطني على كل مصري.
تصويت "نزيه وحر"
في حوار مع صحيفة الأهرام الحكومية نفى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات لاشين إبراهيم المخاوف بشأن المناخ السياسي في مصر. وقال لفرانس برس إن التصويت في الاستفتاء سيكون نزيها وحراً "مئة بالمئة". وأوضح إن عشرين ألف قاض يشرفون على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
صوت "نعم"
منذ أسبوع امتلأت شوارع القاهرة وغيرها من مدن البلاد بلافتات تدعو إلى تأييد التعديلات على دستور 2014. كما انتشرت حملات "نعم" الإعلانية في الصحف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
معارضة جد خجولة
كان البرلمان المصري صوت بأغلبية ساحقة من 531 صوتاً من أصل 554 نائباً على التعديلات. وخلى المجال العام المصري من أي صوت معارض، إلا القليل كالنائب البرلماني المعارض هيثم الحريري، الذي أعرب عن اعتقاده أن التعديلات تقوض "المسار الديمقراطي". كما رأى أنها ليست في صالح البلاد، مضيفاً أنها تبدو مفصلة على شخص معين، في إشارة غير مباشرة إلى السيسي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mostafa
المناخ غير "مؤات"
مركز"صوفان سنتر" للتحليل الأمني ذهب إلى أنه "لا توجد معارضة علنية تُذكر للتعديلات الدستورية، وهي نتيجة محتملة للطبيعة القمعية للحكومة المصرية".
كما رأت منظمات دولية لحقوق الإنسان في بيان مشترك أن المناخ الوطني الحالي في مصر "يخلو من أي فضاء يمكن أن يجري فيه استفتاء مع ضمانات للحياد والنزاهة".
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
تداعيات "خطيرة"
رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد تشاتام هاوس، لينا الخطيب رأت أن هذه التعديلات "تمهد الطريق أمام الاستحواذ على السلطة" من قبل السيسي. وأضافت "ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الديمقراطية في مصر على المدى المتوسط وتجعل من الصعب تنافس أصوات سياسية بديلة على السلطة على المدى البعيد".