1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البابا يعتبر حوار الأديان ضرورة حيوية

دويتشه فيله + وكالات (هــــ.ع)٢٥ سبتمبر ٢٠٠٦

أكد البابا في لقائه مع سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى الكرسي الرسولي على رفض المؤمنين لكل مظاهر العنف. كما دعا إلى تعميق روح الحوار الصادق والاحترام المتبادل على أساس المعرفة المتبادلة والحقيقية بين الشعوب والأديان.

البابا يعبر في لقائه مع السفراء المسلمين عن احترامه الخاص للإسلام والمسلمينصورة من: AP

أثارت أقوال البابا أثناء زيارة له إلى ألمانيا قبل حوالي أسبوعين موجة من الاستياء في العالم الإسلامي وذلك حين استخدم اقتباسا يعتبر أن الإسلام انتشر بحد السيف. وفي ضوء ذلك، وجد البابا نفسه مضطرا للإعراب عن أسفه ثلاث مرات خلال أسبوع. لكن عبارات أسف الحبر الأعظم لم تلق آذانا صاغية عند الكثير من المنظمات الإسلامية، التي اعتبرت اعتذاره ليس كافيا لإرضاء مشاعر العالم الإسلامي، بل طالبته باعتذار صريح.

وفي إطار تحرك دبلوماسي لا سابق له للتعبير عن تمسكه بالحوار بعد الاحتجاجات التي أثارتها تصريحات أدلى بها الحبر الأعظم علاقة الإسلام بالعنف ورغبة من الفاتيكان في تطويق الأزمة من خلال تعزيز المساعي الدبلوماسية اجتمع البابا اليوم مع 22 سفيرا أو قائما بالأعمال لدول مسلمة معتمدين في الفاتيكان وكذلك مع 15 ممثلا عن المجموعة الإسلامية الإيطالية بالإضافة إلى ممثل الجامعة العربية في خطوة اعتبرها العديد من المراقبين في غاية الأهمية لتهدئة عاصفة الاحتجاجات. وشارك في هذا الاجتماع من جانب الفاتيكان، بالإضافة إلى البابا، وزير الخارجية الجديد للفاتيكان الكاردينال تارسيسيو برتوني والكاردينال بول بوبارد وزير الثقافة والمسئول أيضا عن الحوار بين الديانات.

البابا "آمل أن تستمر علاقات الثقة التي نمت بين المسيحيين والمسلمين"

البابا يعبر عن رغبة صادقة في الحوار مع العالم الإسلاميصورة من: dpa - Bildfunk

يهدف هذا الاجتماع مع الحبر الأعظم إلى التوضيح للعالم الإسلامي بأن كلمة البابا التي ألقاها في ألمانيا قد أسيء فهمها. وفي هذا السياق، أكد البابا في لقائه مع سفراء الدول الإسلامية احترامه للمسلمين وانه يتبنى دائما تعزيز جسور الصداقة مع كل الأديان وخاصة الإسلام. كما عبّر عن أمله بأن "تستمر علاقات الثقة التي نمت بين المسيحيين والمسلمين." كما أعرب أيضا عن رغبته الصادقة في تطوير حوار حقيقي وصادق مع العالم الإسلامي وأن هذا اللقاء يشكل فرصة للتجديد الثقة بحوار الحضارات. وعلاوة على ذلك اكد البابا في كلمة ألقاها خلال اجتماع اليوم:"أود اليوم التأكيد مجددا على التقدير والاحترام العميق الذي أكنه للمؤمنين المسلمين."، داعيا إلى رفض كل مظاهر العنف وعدم التسامح بين الأديان من خلال" تعميق روح الحوار الصادق والاحترام المتبادل على أساس المعرفة المتبادلة والحقيقية."

وفضلا عن ذلك أكد البابا ضرورة توحيد الجهود من أجل حل المشكلات التي تواجه البشرية جمعاء، قائلا:"من الضروري أن يلتزم المسيحيون والمسلمون سوية في مواجهة التحديات الكثيرة أمام البشرية." وكان مسؤول كبير في الفاتيكان قد قال بعد إرسال الدعوات الخاصة بالاجتماع بأن الغرض من هذا الاجتماع هو بدء حوار مع العالم الإسلامي.

فرصة لتعزيز الحوار

أثارت أقوال البابا بشأن الإسلام موجة غضب عارمة في الشارع الإسلاميصورة من: AP

وبعد إنتهاء اللقاء أعرب العديد من سفراء الدول الإسلامية عن ارتياحهم لهذه الخطوة، بوصفها تشكل بادرة طيبة من البابا لتوضيح المواقف وإزالة أشكال اللبس. ففي هذا السياق، اعتبر رئيس قسم العلاقات الدولية في بعثة الجامعة العربية لدى الفاتيكان هذا الاجتماع في غاية الأهمية ومحاولة طيبة لوقف أي شيء سلبي. وبدوره رحب نائب سفير إيران لدى الفاتيكان بهذه الخطوة، معتبرا إياها إشارة ايجابية وفرصة حقيقية للتواصل، الأمر الذي يفضي إلى تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.

ومن جهة أخرى، ظهرت أصوات تدعو إلى إبداء نوع من التشدد في هذا اللقاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر دعا علي برداك اوغلو مدير الشؤون الدينية في تركيا البابا إلى عدم استغلال الاجتماع ليكرر أنه أسيء فهمه. وأوضح في مقابلة صحفية بأن أتباع مثل هذا النهج هو أقرب ما يكون إلى اتهام الناس بعمى البصيرة. وبدوره طالب السفير العراقي لدى الفاتيكان قبل الاجتماع بألا ينحصر اللقاء على خطاب من البابا ، بل لابد من تبادل للآراء والأفكار حول هذه القضية .

منع صحف ألمانية وفرنسية من التوزيع

منع صحيفة فرانكفورتر ألجماينة من التوزيع في مصر على خلفية مقال يسيء للإسلام

وفي الوقت نفسه يبدو أن تفاعلات تصريحات البابا لم تنحصر على الشارع الإسلامي وحده، بل وصلت إلى حد المؤسسات العربية الرسمية. فقد منعت مصر، بموجب مرسوم أصدره وزير الإعلام المصري توزيع طبعات اثنتين من الصحف الفرنسية والألمانية هما صحيفة لوفيجارو الفرنسية وأحد أعداد صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية. وعلل القرار منع توزيع هذه الصحف بأنها نشرت مقالات تحقر من الدين الإسلامي وتتضمن الادعاء بأن دين الإسلام انتشر بحد السيف. وكان وزير الإعلام المصري قد أكد بأنه لن يسمح لأية مطبوعة تسيء للدين الإسلامي الحنيف أو تحض على كراهية وازدراء أي دين بالتوزيع داخل مصر.

وكانت طبعة للصحيفة الألمانية المؤرخة في 16 سبتمبر/أيلول قد تضمنت مقالا للمؤرخ الألماني ايجون فليج تعرض فيها إلى كيفية نجاح النبي محمد كقائد عسكري خلال حياته في نشر الدعوة. كما قدم فليج مجادلات أخرى تؤيد وجهة النظر بأن الإسلام كان له تاريخ يتسم بالعنف. وبدورها نشرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 19 سبتمبر موضوعا للرأي عن الإسلام والنبي محمد للفيلسوف الفرنسي روبير ريديكيه، صور النبي محمد بأنه مقاتل ليس عنده رحمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW