دعا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الكوبيين إلى "بناء مجتمع متجدد ومنفتح"، وذلك في أول أيام زيارته التي طال انتظارها للدولة الشيوعية. وقال البابا في قداس أقيم في الهواء الطلق بمدينة سانتياغو: "أناشدكم بتجديد إيمانكم، فربما تحيون بالمسيح ومن أجل المسيح، مسلحون بالسلام والتسامح والتفاهم، وربما تسعون جاهدين إلى بناء مجتمع متجدد ومنفتح، مجتمع أفضل، مجتمع أجدر بالبشرية". واحتشد ما يقدر بنحو مائة ألف شخص في ساحة أنطونيو ماسيدو في سانتياغو، ثاني أكبر مدينة في كوبا.

وأثارت زيارة البابا لكوبا آمالا كبرى، لاسيما بين المعارضين في الجزيرة والمنفيين بالخارج الذين يأملون في أن تساهم هذه الزيارة في تسريع وتيرة الإصلاح الاجتماعي والسياسي. وكان بابا الفاتيكان وصل إلى كوبا مساء الاثنين (26 مارس/ آذار 2012) في زيارة كهنوتية تستغرق ثلاثة أيام، وتهدف الزيارة لإظهار تحسن العلاقات بين الكنيسة والدولة والحث على دور أكبر للكنيسة أثناء مرحلة من التغيير في الدولة الشيوعية. وحطت طائرة البابا في مطار مدينة سانتياغو دي كوبا ونزل من الطائرة ليجد في استقباله الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ترافقه جوقة كاملة من حرس الشرف بينما أطلقت طلقات المدفعية تحية له.

بابا الفاتيكان قد يلتقي كاسترو

وتأتي زيارة البابا إلى كوبا في وقت تحسنت فيه العلاقة بين الكنيسة والدولة بعد عداء استمر عشرات السنين منذ قيام الثورة في الجزيرة في 1959. وفي تعليقات للترحيب بالبابا ألقى كاسترو محاضرة سياسية قوية بشأن سياسة العداء التي تتخذها الولايات المتحدة من كوبا و"المقاومة العنيدة" التي تتمسك بها الجزيرة للحفاظ على استقلالها و"المضي قدما في طريقها الذي رسمته لنفسها".

ومن المنتظر أن يلتقي الرجلان لإجراء محادثات في العاصمة هافانا اليوم الثلاثاء. وقال مسؤولون بالكنيسة إن جدول زيارة البابا لا يسمح باجتماعات مع المعارضين الكوبيين الذين يقولون إن حكومة كاسترو ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان وتقمع أصواتهم. ولم يتضح بعد ما إذا كان بنديكت سيلتقي بالزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو الشقيق الأكبر لراؤول والبالغ من العمر 85 عاما أو الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز (57 عاما) الذي وصل إلى العاصمة الكوبية فيل مطلع الأسبوع لمتابعة العلاج من السرطان.

(م.س/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو