باحثان يقضيان 69 يوما في أعماق البحر
١٦ ديسمبر ٢٠١٤ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول قرر كل من جيسيكا فين وبروس كانتريل، وهما أستاذان في معهد ستايت كمويونتي في تينيسي، الغوص في قاع البحر والإقامة في مختبر هناك في خليج جزيرة كاي لارغو قبالة سواحل فلوريدا، جنوب الولايات المتحدة. وبما أن المختبر يوجد على عمق سبعة أمتار، فلا يمكن إلا للغواصين الوصول إليه.
أما المختبر فهي مبني على شكل غواصة دائرية مجهزة بأسرة مريحة ومطبخ صغير بالإضافة إلى ثلاجة. ومن خلال نوافذ هذا المختبر يمكن رؤية الشعاب المرجانية قبالة سواحل فلوريدا. وتحت هذه الغواصة توجد فتحة يمكن الدخول من خلالها إلى المختبر أو الخروج منه.
ومن خلال هذه الفتحة أيضا يتم تزويد الباحثين بالطعام والماء والملابس. ويوجد في المختبر، الذي تبلغ مساحته 28 مترا مربعا، تلفازا وانترنيت. كما يتم ضخ الهواء النقي عبر خرطوم خاص. وقد كان الرقم القياسي للإقامة في مختبر مثل هذا في قاع البحر لا تتجاوز 69 يوما. وقد تمكن الباحثان فين وكانتريل من كسره قبل أيام، وبالتحديد يوم الخميس الماضي (11 من ديسمبر/كانون الأول).
تداعيات الغوص على الصحة
أما على الصعيد الصحي، فإن خلال الإقامة في المختبر على عمق سبعة أمتار من سطح البحر، فتتجمع في دم الغواص كمية كبيرة من مادة النيتروجين التي تبقى مستقرة طيلة الإقامة في أعماق البحر. فقط وبداية من عمق يتراوح بين عشرين وثلاثين مترا، فإن مادة النيتروجين تتطور إلى مادة سامة. ومن الأعراض المصاحبة لتلك العملية أن يصاحب الغواص بحالة من السكر، أي يشعر بالبهجة والسعادة ويفقد الوعي بما يحيط به.
المشكلة الصحية الثانية تظهر مع صعود الغواصين من مختبرهم في أعماق البحر إلى سطح البحر. ففي حال تقل نسبة الضغط في المحيط بسرعة، تصبح عملية انتقال مادة النتروجين من الشعب الهوائية إلى الرئيتين وإخراجها من الجسم بالسرعة الكافية أمرا صعبا. وفي الحالات القصوى تتحول مادة النيتروجين إلى كريات هوائية مثلما يحدث في المشروبات الغازية. وقد تؤدي هذه العملية إلى انسداد رئوي التي من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بذبحة صدرية. وبغض النظر عن هذه المشاكل الصحية، فإن الإقامة في برميل معدني في أعماق البحار تتطلب أعصابا قوية.