باحثة: الدولة لا يمكنها توجيه الاندماج إلا في حالات
٢٩ أبريل ٢٠١٨
البروفيسور بيترا بيندل، العضو في مجلس خبراء الجمعيات الألمانية للاندماج والهجرة، تشرح في حوار مع DW أهم النقاط الواردة في التقرير السنوي الصادرمؤخرا عن هذا المجلس، بما في ذلك ما يتعلق بمساهمة الدولة في دعم الاندماج.
إعلان
DW: السيدة بيندل محور أساسي في تقريركم السنوي هو "الاندماج وآليات توجيهه". فما مدى أهمية القوانين والتشريعات المتعلقة بالاندماج؟
*بيترا بيندل: كشف مجلس الخبراء في تقريره السنوي الجديد عن الإمكانيات القانونية المتاحة أصلا لتوجيه الهجرة ودعم المشاركة الاجتماعية للجميع. ونحن نريد ترجمة النقاش الدائر حاليا على الأرض من خلال قوانين الهجرة والاندماج. وبالطبع نحن نوصي بقانون هجرة يشمل جميع القرارات والأحكام المعمول بها حاليا، وذلك داخل إطار منظم يمنحها قدرا أكبر من الشفافية.
هذا القانون عليه أن يصدر إشارة واضحة للمواطنين مفادها: نعم نحن بلد هجرة. ونعم نحن بحاجة إلى مزيد من الهجرة في أسواق العمل نظرا للتحول الديمغرافي ومتطلباته. من جهة أخرى يمكن لهذا القانون إصدار إشارة نحو الخارج، وإلى من يهمه الأمر، بأننا خففنا من شدة قوانيننا الليبرالية وجعلناها أكثر وضوحا لبعث رسالة تقول: نعم نحن نريدكم.
هل نحن بالفعل بحاجة إلى قانون جديد؟
لا نحتاج إلى قوانين جديدة، لأننا طورنا الكثير منها في العقود الأخيرة، من بينها على سبيل المثال تلك المتعلقة بتسهيل الهجرة إلى أسواق العمل. لكن هذا الأمر قادنا في الوقت ذاته إلى منظومة مكثفة من الصعب استيعاب محتواها بسهولة. الآن أمامنا فرصة لجعلها أكثر وضوحا.
كتبتم في التقرير بأن القانون لا يمكنه ضبط كل شيء. والمهاجرون لا يتخذون في الغالب قرار الهجرة إلى بلد معين على أساس الوضع القانوني، وإنما اعتمادا على إمكانيات التكوين المتاحة واللغة أو الآفاق الاقتصادية.
هذا صحيح، فالاندماج لا يمكن للدولة توجيهه إلا في حالات، إذ أنه وبمقدور الدولة توفير الإطار العام، ولكن هناك مجالات أخرى متعلقة مثلا بالهوية أو الثقافة هي تخرج عن دائرة السيطرة. لذلك، نحن نوصي جميع الأنظمة القانونية مثل نظام التعليم وسوق العمل وسياسة العائلة أو تطوير المدينة، بأن وعند اتخاذ القرارت الخاصة التفكير في عملية الاندماج. وهكذا سيستفيد الجميع من هذه العروض مهما اختلفت أصولهم.
ما الذي يجب القيام به في هذا المجال؟
نحتاج في كل الأحوال إلى الانفتاح الثقافي داخل الجهاز الإداري. وهذا يعني أنه علينا عند عملية التوظيف النظر إلى مؤهلات الموظفين الجدد فيما يتعلق بالتواصل الثقافي. فإذا كان شخص ما يعمل في مصلحة اللجوء مثلا، عليه أن يكون على علم بالكيفية التي يجب التعامل بها مع أشخاص من أصول أجنبية.
إضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى عروض ونظم على جميع المستويات الاتحادية، حتى يتمكن أشخاص من ذوي الأصول الأجنبية من المشاركة في الإدارة والسياسة.
هل لكم فكرة عن الأشياء التي أنجزت بشكل جيد؟
هناك نماذج مختلفة. لكننا نجحنا في اصطحاب المجتمع على جميع المستويات ـ من روض الأطفال إلى الاقتصاد. وعلينا بوجه خاص دعم الحلول المستدامة، دون المراهنة فقط على برامج أو مشروعات لا تتوفر على ذاكرة مؤسساتية.
هذا يعني إذن بأن تجارب السنوات الماضية لا يحقها السقوط في دائرة النسيان؟
تماما، علينا مواصلة الجهود. فلا يجب فصل منسقي التعليم أو مفوضي الاندماج عن عملهم بعد ثلاث سنوات، أو أن تطمس البلديات والمنشآت التعليمية التجارب المعرفية التي اكتسبتها، خاصة في ظل احتمالية أن (تشهد البلاد) موجات هجرة مرتفعة جديدة. الحقيقة أن الاندماج عملية قد تدوم في بعض الظروف عبر أجيال. ونحن بحاجة إلى اكتساب المعارف بشكل متواصل وذلك على المدى البعيد.
* البروفيسور بيترا بيندل أستاذة العلوم السياسية بجامعة إيرلانغن-نورنبرغ وعضو في مجلس خبراء الجمعيات الألمانية للهجرة والاندماج.
أجرى المقابلة جنيفر فاغنر
مظاهر اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية
أثار انتشار وتوسع نفوذ اليمين المتطرف والشعبوي في أوروبا الشكوك حول ما إذا كانت ممارسة الإسلام متوافقة مع القيم الغربية الديمقراطية. في هذه الجولة المصورة نلقي الضوء على بعض الأخطاء الشائعة حول الإسلام والمسلمين.
صورة من: picture-alliance/Godong/Robert Harding
ما مدى نجاح الاندماج اللغوي؟
بالنسبة لـ 75 بالمائة من المسلمين الذين ولدوا في ألمانيا تعتبر اللغة الألمانية لغتهم الأولى. في حين أن 20 بالمائة فقط من المهاجرين إجمالا يعتبرون الألمانية لغتهم الأولى. و46 بالمائة من المسلمين في ألمانيا يقولون إن لغتهم الرسمية الأولى هي الألمانية، في حين يقول بذلك 37 بالمائة من المسلمين في النمسا و34 بالمائة في سويسرا!
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يقيم المسلمون علاقات مع أتباع الديانات الأخرى؟
حسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برتسلمان الألمانية، 87 بالمائة من المسلمين في سويسرا لهم علاقة ويتواصلون مع غير المسلمين في أوقات فراغهم. وفي ألمانيا وفرنسا 78 بالمائة منهم، أما في بريطانيا 68 بالمائة. في حين تنخفض النسبة إلى 62 بالمائة في النمسا. وتوصلت الدارسة أيضا إلى أن الغالبية العظمى من الأجيال التالية من المهاجرين المسلمين على علاقة مستمرة ودائمة مع غير المسلمين رغم العقبات الاجتماعية.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Warmuth
هل يشعر المسلمون بارتباط وثيق بأوروبا؟
يشعر 96 بالمائة من المسلمين في ألمانيا بارتباطهم الوثيق بها، والنسبة نفسها بين المسلمين في فرنسا، في حين أن النسبة أكبر في سويسرا إذ تصل إلى 98 بالمائة. لكن المفاجأة في بريطانيا التي لها تاريخ طويل في الانفتاح على التعدد الديني والثقافي، إذ انخفضت نسبة المسلمين الذين يشعرون بارتباطهم الوثيق بها إلى 89 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
الدين في الحياة اليومية للمسلمين في أوروبا!
العائلات المهاجرة المسلمة تلتزم بالدين بشكل قوي عبر الأجيال. 64 بالمائة من المسلمين في بريطانيا يصفون أنفسهم بأنهم ملتزمون جدا بالدين. في حين تصل نسبة المسلمين المتدينين في النمسا إلى 42 بالمائة، وفي ألمانيا إلى 39 بالمائة، و33 بالمائة في فرنسا، ولا تتجاوز النسبة 26 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Dean
كم هي نسبة المسلمين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي؟
تشير أرقام دراسة مؤسسة برتلسمان الألمانية، إلى أن 36 بالمائة من المسلمين المولودين في ألمانيا يقطعون تعليمهم ولا يتابعون دراستهم مع بلوغهم الـ 17 من العمر. النسبة نفسها في النمسا أيضا (39 بالمائة). لكن ونظرا للنظام التعليمي الأكثر إنصافا في فرنسا، فإن 10 بالمائة فقط يقطعون تعليمهم قبل سن الـ 17 ولا يتابعون تحصيلهم العلمي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
نسبة المسلمين في سوق العمل!
المسلمون الذين هاجروا إلى ألمانيا قبل عام 2010، يعمل 60 بالمائة منهم بدوام كامل و20 بالمائة بدوام جزئي، وهذه النسبة تقترب من نسبة غير المسلمين. ونسبة المسلمين العاملين أعلى مما هو عليه في كثير من دول أوروبا الأخرى. أما في فرنسا فإن نسبة البطالة بين المسلمين تصل إلى 14 بالمائة، وهي أعلى بكثير مما بين غير المسلمين، حيث لا تتجاوز 8 بالمائة!
صورة من: picture alliance/dpa/U.Baumgarten
كم هي نسبة من يرفضون الإسلام؟
أكثر من 25 بالمائة من النمساويين غير المسلمين، لا يرغبون في جيران مسلمين، النسبة مرتفعة في بريطانيا إذ تصل إلى 21 بالمائة. أما في ألمانيا فإن 19 بالمائة لا يريدون جارا مسلما وفي سويسرا 17 بالمائة في حين لا تتجاوز الـ 14 بالمائة في فرنسا. عموما، يعتبر المسلمون من المجموعات الأكثر رفضا في أوروبا. إعداد: عاصم سليم/ ع.ج