باحثون ألمان يستنسخون جيلاً من خنازير لعمليات زرع قلب للبشر
٣ فبراير ٢٠٢٢
رغم الجدل المثار حول مشروعه يعمل فريق من العلماء الألمان على استنساخ خنازير معدلة وراثياً لتصبح متبرعة بقلوبها للبشر، ومن المؤمل ولادة الجيل الأول منها هذا العام.
إعلان
يعتزم علماء ألمان استنساخ خنازير معدلة وراثياً ثم تربيتها هذا العام لتكون بمثابة متبرع بالقلب للبشر، وذلك لإنتاج سلالة تكون أبسط من حيوان معدل وراثياً في الولايات المتحدة استخدم الشهر الماضي في أول عملية زرع قلب خنزير في إنسان بالعالم.
في هذا السياق يقول إيكهارد فولف، من جامعة لودفيغ مكسيميليان الألمانية في ميونيخ، إن فريقه يهدف إلى جعل السلالات الجديدة، المعدلة من سلالة جزيرة أوكلاند، جاهزة لتجارب الزرع بحلول عام 2025.
وفي أول جراحة من نوعها، زرع فريق من كلية الطب بجامعة ماريلاند الشهر الماضي قلب خنزير مع عشرة تعديلات في رجل كان ميئوساً من شفائه. ويقول أطباؤه إن استجابته جيدة على الرغم من استمرار مخاطر العدوى أو رفض العضو المزروع أو ارتفاع ضغط الدم.
ويضيف فولف الذي أثار عمله جدلاً في بلد يوجد به واحد من أقل معدلات التبرع بالأعضاء في أوروبا وحركة قوية للدفاع عن حقوق الحيوان: "مفهومنا هو المضي قدما في نموذج أبسط، أي مع خمسة تعديلات جينية".
وأضاف فولف الذي يجري أبحاثاً عن نقل أعضاء من الحيوان إلى الإنسان منذ 20 عاما، أن فريقه سيستخدم تكنولوجيا استنساخ غير فعالة لتوليد "حيوانات مؤسّسة" فقط، وسيتم من خلالها تربية أجيال مستقبلية متطابقة وراثياً.
ومن المفترض أن يولد الجيل الأول من هذا النوع في العام الحالي، وسيتم اختبار قلوبها في قرود البابون قبل أن يسعى الفريق للحصول على موافقة على تجربة سريرية بشرية في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، طبقاً لما ذكره فولف.
وتستخدم عمليات الزرع لمرضى تم تشخيص حالتهم بفشل عضوي وليس لديهم خيارات علاج أخرى، وهي قائمة انتظار ضمت حوالي 8500 شخص في ألمانيا بنهاية 2021 وفقا لبيانات مؤسسة زراعة الأعضاء في البلاد.
ويقول المؤيدون لفولف إن الحيوانات يمكن أن تساعد في تقليص هذه القائمة، لكن المعارضين يقولون إن التكنولوجيا تقسو على الحيوان، وتحول الخنازير فعليا إلى مصانع للأعضاء بينما تَنفق القرود المستخدمة في تجارب الزرع بعد معاناة.
وفي فبراير/ شباط 2019، جمعت عريضة قدمتها جماعة الضغط الألمانية (أطباء ضد التجارب على الحيوان) أكثر من 57 ألف توقيع للمطالبة بحظر أبحاث زرع أعضاء حيوانية في البشر.
بدورها وصفت كريستينا بيرشتولد المتحدثة باسم فرع جمعية رعاية الحيوان الألمانية في ميونيخ هذه الممارسة بأنها "محل شك أخلاقي كبير". وقالت "يجب ألا تكون الحيوانات بمثابة قطع غيار للبشر... سواء حيوان أليف، أو ما يسمى بحيوان المزرعة، أو حيوان مستنسخ أو حيوان مولود بصورة طبيعية، كل له نفس الاحتياجات والمخاوف بل والحقوق أيضاً".
ع.غ/ أ.ح (رويترز)
"أُمِّ قِرْفَةَ".. ضحية لوصفات الطب التقليدي والعجز الجنسي
على الرغم من أن حراشفه المتقرنة تحميه من أعدائه في الطبيعة، إلا أنها تجذب إليه الصيادين من البشر، الذين يتاجرون بحيوان "أُمِّ قِرْفَةَ" أو "آكل النمل الحرشفي"، بشكل جعله مهدداً بالانقراض.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
"أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ"
حراشفه جعلته مضرباً للأمثال، حتى أن العرب قالوا قديماً: "أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ" للدلالة على حسن التحصن والقوة. لكن يبدو أن الحراشف الحامية لأم قِرْفَةَ، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، لم تمنع الإفراط في صيده لدرجة أنه بات على وشك على الانقراض. وتوجد 8 أنواع من هذا الحيوان في العالم، وهو من الثدييات. تعيش أربعة منها في جنوب إفريقيا، والأربعة الأخرى في آسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
الضحية الأولى
يؤكد خبراء البيئة وحماية الحيوان أن "أُمِّ قِرْفَةَ"، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، تأتي على رأس قائمة الحيوانات التي تتم المتاجرة بها بشكل غير قانوني. ويوضحون أنه في العقد الماضي وحده تم اصطياد أكثر من مليون حيوان منه وبيعه بشكل غير قانوني.
صورة من: picture-alliance/Zuma/I. Damanik
حظر دولي
برغم حظر دولي للمتاجرة بأُمِّ قِرْفَةَ لكن واقع هذا الحيوان مرير للغاية، إذ تكتشف منظمة حماية البيئة WWF سنوياً نحو 200 ألف حيوان خلال التهريب، لكن العدد الحقيقي للحيوانات المُهربَة يبقى غير معروف. في 2017 ضُبط في أسواق إندونيسيا السوداء وحدها عدد هائل من حيوانات أُمِّ قِرْفَةَ مُعدة للتهريب بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Elkareem
علاجات تقليدية
ما يجذب الصيادون إليه حراشفه التي تدخل في وصفات علاجية تقليدية في آسيا وإفريقيا، إذ يعتقد السكان هناك أنها تساعد غي معالجة الحمى ولها تأثير مطهر، وتدر الحليب من الأمهات الشابات، إضافة رفع القدرة الجنسية. لكن الحقيقة العلمية تقول إن هذه الحراشف تشبه تماماً الأظافر البشرية، فكلاهما مكون من الكيراتين.
صورة من: Getty Images/AFP/Wahyudi
وجبة شهية!
وليست الحراشف وحدها ما تجعله ضحية الصيد الجائر، فرغم اختلاف العادات الغذائية بين سكان دول غرب إفريقيا والصين وبعض دول جنوب شرق آسيا، إلا أن الكثير منهم يجدون في لحم هذا الحيوان المهدد بالانقراض وجبة شهية!
صورة من: picture-alliance/dpa/Traffic
تجارة دولية
مؤخراً تمكنت السلطات الماليزية من مصادرة نحو 30 طناً من لحوم هذا الحيوان وحراشفه. واكتشف المحققون قرابة 1800 صندوق تحتوي لحم أُمِّ قِرْفَةَ المجمد، و61 حيواناً حياً. وفي فيتنام (كما يظهر في الصورة)، وهونغ كونغ وأوغندا تم خلال الأسابيع الماضية اكتشاف 10 أطنان من اللحوم المهربة.
صورة من: picture-alliance/Save Vietnam’s Wildlife
حماية غير كافية
وعند شعور هذا الحيوان بالخطر فإنه يلتف على نفسه مبرزاً حراشفه بحافاتها الحادة إلى الخارج في استراتيجية دفاعية مثالية أمام الحيوانات المفترسة. لكن الاستراتيجية تجعل من أم قرفة صيداً سهلاً للصيادين من البشر الذي يمسكون بها دون أدنى مشكلة أو مطاردة.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/N. Dennis
حركية محدودة
وتعيش أُمِّ قِرْفَةَ على الأرض أو أغصان الأشجار وتنشط ليلاً. وغالباً ما تتنقل على الأرض بتثاقل رافعة أطرافها الأمامية مثل الكنغر وتستخدمها للارتكاز والتوازن. وتختلف القائمتان الأماميتان لهذا الحيوان عن بقية الثدييات بسبب الحراشف.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
قدرة فائقة
يقتات هذا النوع من الحيوانات في المقام الأول على النمل والأَرَضَة، ويحدد مكان فريسته من خلال حاستي الشم والسمع الفائقتين. ومن أجل الوصول إلى مستعمراتها فإنه يستخدم مخالبه وبوزه الذي يشبه الأنبوب وفكه الخالي من الأسنان، ولسانه اللزج البالغ طوله نحو 70 سم.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Rahman
أشهر طويلة من الرعاية
لا تعيش أُمِّ قِرْفَةَ في مجموعات بل هي حيوانات منفردة ولا تلتقي إلا في وقت التزاوج. وتنجب الأنثى بعد 140 يوماً من التلقيح. وتُولد الصغار بحراشفها لكنها تكون لينة عن الولادة وتتصلب بعد أيام قليلة. وتتشبث الصغار على ذيل الأم التي تتولى رعاية صغيرها لأشهر طويلة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
نحو ضوابط صارمة
قبل نحو عامين أُدرجت جميع الأنواع الثمانية لحيوان أُمِّ قِرْفَةَ في "أعلى مستوى حماية" على قائمة منظمة حماية الأنواع CIT في واشنطن. ومنذ ذلك الحين تم حظر التجارة الدولية بهذا الحيوان. لكن هذا الإجراء لم يغير من الواقع المرير لهذا الحيوان، فالطلب عليه لا يتوقف والتجارة مربحة للغاية. وقد يمكن حمايته بالعقوبات الجنائية وبث الوعي العام لحمايته من الانقراض. ألكسندر فرويند/ ع.غ